تتجه الانظار اليوم الى جلسة مجلس الوزراء التي تعد حاسمة على صعيد ملفي عرسال وجرودها والتعيينات الامنية والعسكرية في ظل التحسب لخطوة يقدم عليها وزراء “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” من شأنها شل عمل الحكومة، ما لم تستجب لمطلبي الفريقين المتعلقين باصدار التعيينات رزمة واحدة واتخاذ قرار بتكليف الجيش تحرير جرود عرسال.
واذ أبرزت المعطيات المتوافرة عشية الجلسة مضي وزراء الفريقين في موقفهما الرافض لمناقشة اي موضوع خارج هذين الملفين، والتلويح بشل الحكومة بامتناعهم عن بت أي قرار حكومي في حال عدم تلبية شروطهما، فضلت مصادر وزارية عدم استباق الجلسة وانتظار ما يمكن ان تكون المساعي المستمرة لتجنب أزمة تعطيل اضافية قد أدت اليه.
لكن المصادر نفسها رجحت في حال اصطدام الجلسة بمواقف متصادمة وتعذر التوافق على تعيين مدير عام جديد لقوى الامن الداخلي ان يصدر وزير الداخلية نهاد المشنوق منتصف الليل قراراً بالتمديد للمدير الحالي اللواء ابرهيم بصبوص.
في هذا السياق، ذكرت صحيفة “السفير” أنه لن يكون للحكومة اللبنانية، في اجتماعها، اليوم، وقبل أن تصبح بحكم المعطلة، اعتبارا من الغد، إلا أن تصدر «بياناً جميلاً»، تقارب فيه موضوع عرسال بصياغات قادرة على تلبية حساسيات جميع مكوّناتها، فيما أبلغ وزير الداخلية نهاد المشنوق المعنيين أن قراره بالتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، بدءاً من يوم غد الجمعة، بات جاهزاً ولن يكون محكوماً بفترة زمنية قصيرة كما يتوقع البعض.
صحيفة “الأخبار” قالت إن لا جديد حكومياً بعد زيارة الرئيس تمام سلام للسعودية ولقائه، مع الوفد الوزاري المرافق، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف والرئيس السابق سعد الحريري. وعليه، فإن العمل الحكومي باقٍ على موعده مع الشلل بدءاً من اليوم، و”لا شيء تغيّر، ويبدو أن السعودية لم ترد أن تنقذ الحكومة” على ما قالت مصادر لـ«الأخبار». وعليه، فإن كل الأطراف لا تزال على مواقفها: التيار الوطني الحر مدعوماً بحزب الله وتيار المردة والطاشناق لعدم بحث أي بند قبل بتّ ملفي سيطرة الجماعات التكفيرية على عرسال وجرودها والتعيينات الأمنية، فيما يبدو تيار المستقبل ماضياً في موقفه الرافض الربط بين تعيين قائد للجيش والتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء بصبوص الذي تنتهي ولايته غداً.
وفي هذا السياق قالت مصادر وزارية إن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيبلغ الحكومة اليوم قراره التمديد لبصبوص لسنتين إضافيتين ــــ بحجة عدم القدرة على تعيين مجلس قيادة لقوى الأمن الداخلي ــــ وليس حتى أيلول المقبل كما كان متداولاً بحيث يتزامن انتهاء التمديد مع انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ليصار إلى التوصل إلى حل للموقعين معاً. وأوضحت المصادر أن تيار المستقبل يعتبر أن هذا الربط خارج البحث.
وزير التربية الياس بو صعب قال لـ”الأخبار” إن قراراً كهذا سيعني التضحية بالعمل الحكومي.
إلى ذلك، ذكرت «الأخبار» أن هناك ما يشبه “مبادرة جنبلاطية” جديدة لحل موضوع قيادة الجيش، وأن النائب وليد جنبلاط سيوفد اليوم وزير الصحة وائل بو فاعور إلى عين التينة لطرحها على بري، من دون أن توضح ماهيتها.
كذلك أشارت المصادر إلى إمكانية التوصل إلى مخرج لموضوع عرسال في الحكومة من دون اتخاذ أي قرار جديد، على قاعدة أن الجيش مكلّف أساساً العمل في البقاع، وأن هذا التكليف لا يزال ساري المفعول.