ينطلق قطار الامتحانات الرسمية غداً، من دون أي معوقات، أو إضرابات أو مقاطعة بعد وعد مكونات “هيئة التنسيق النقابية” لوزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب بعدم التعرض للامتحانات الرسمية، وبإنجازها ومراقبتها وتصحيحها وإصدار نتائجها في الأوقات المحددة لها من دون تأخير، على أن يبدأ تصحيح المسابقات في نفس اليوم، وتوقع بدء إعلان النتائج قبل نهاية حزيران الجاري.
وتطابق الوعد مع حضور عدد من ممثلي الهيئة المؤتمر الصحافي لوزير التربية، للتأكيد على ما كان يقوله بو صعب أنه حصل على وعد “التنسيق” بعدم المقاطعة. وأكد رئيس “رابطة التعليم الأساسي” محمود أيوب لـصحيفة “السفير” إن الوضع العام في البلد لا يسمح بأي تحرك، نظراً لعدم وجود جلسات تشريعية قريبة، موضحاً أن هيئة التنسيق لن تأخذ التلامذة والشهادة الرسمية رهينة.
وسبق لنقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض إعلانه أن هيئة التنسيق مُجمعة على ضرورة إبعاد الامتحانات الرسمية عن تحركاتها، منعاً لتكرار تجربة العام الفائت وما تلاها من سلبيات اضرّت بالتلامذة وبالعمل التربوي.
تبدو الاستعدادات مكتملة لإتمام الامتحانات الرسمية، فقد تم الاستعانة بنحو 11 ألف أستاذ ومعلم ومتعاقد، للقيام بأعمال المراقبة والتصحيح، مع تأمين 385 مركزاً للامتحانات في كل لبنان، 218 مركزاً لتلامذة الشهادة المتوسطة، و167 مركزاً لطلاب الثانوية العامة. يضاف إلى هذه المراكز أربعة مراكز لذوي الصعوبات التعليمية والاحتياجات الخاصة، ولمرضى السرطان، و”سجن النساء ـ بعبدا” لطالبة في الثانوية العامة، بمواكبة قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني.
ويؤكد بو صعب أن الاستعدادات اكتملت بشرياً ولوجستياً وتربوياً، و “أن توجيهاتنا للجان الفاحصة بأن تكون الأسئلة مطابقة للمنهج المنفذ في كل المدارس الرسمية والخاصة، وأن تعتمد على الفهم وليس على الحفظ وحده، وأن تكون مبسطة من دون أي تعجيز”.
وكشفت “السفير”، أنه تم أخذ نحو 600 متعاقد من أصل 3200 طلب، وأن قرار عدم الاستعانة بمتعاقدين في محافظتي الشمال والجنوب، يعود لوجود فائض من الأساتذة والمعلمين في الملاك، وأن الحاجة كانت للعشرات في محافظة البقاع، أما في بيروت فقد تم الاستعانة بـ250 متعاقداً، و500 في الملاك.
وكانت “هيئة التنسيق التعاقدية” شنت في بيان توجهت فيه الى وزير التربية، هجوماً على المدير العام للتربية فادي يرق، لمنعه المتعاقدين من المشاركة في مراقبة الامتحانات، تبعاً لقرار مجلس الوزراء. وحددت الهيئة منع متعاقدي محافظتي الشمال والجنوب من المشاركة بـ “حجة تقليدية واهية، وهي أنه لا يجوز مشاركة المتعاقدين طالما هناك اساتذة ملاك”.
ورفض يرق الرد على هذه الاتهامات (عدم حصوله على موافقة الوزير للتصريح)، مكتفياً بالإشارة إلى أنه يطبق ما ورد في المرسوم 1992 تاريخ السابع من آيار 2015. وتنص المادة الثالثة من المرسوم المذكور، في الفقرة (ب) على التالي: “لجان مراقبة الامتحانات الخطية من أساتذة الثانوي ومن المعلمين والمدرسين الداخلين في الملاك الرسمي في وزارة التربية، ويمكن عند الاقتضاء أن يكلف بأعمال المراقبة المتعاقدون للتدريس بالساعة في المدارس وفي الثانويات الرسمية الذين يكون قد أنقضى على التعاقد معهم ثلاث سنوات دراسية على الأقل”.
وبالنسبة إلى الأوضاع الأمنية في بعض المناطق مثل البقاع الشمالي، أوضح وزير التربية لـ “السفير” أن جميع الإجراءات أتخذت، لذلك “فإن مراكز الامتحانات موجودة خارج مناطق التوتر، وبالتالي فإن الامتحانات تتعلق بكل عائلة وكل بيت في لبنان، وتحرص الأطراف السياسية كافة على استقرار أجوائها”.
وفي ما يتعلق بحماية نظام الامتحانات لفت الوزير “أن مركز وضع الأسئلة في مبنى الوزارة وبنك الأسئلة وغرف اللجان الفاحصة، محمية بأجهزة تشويش تمنع التواصل الخلوي والرقمي لجهة الرسائل النصية والتطبيقات كما تقطع الهواتف الأرضية، ويمنع التواصل البشري، حتى ساعة بدء الامتحانات أي بعد وصول الأسئلة عن طريق قوى الأمن الداخلي إلى كل المراكز المنتشرة في مناطق لبنان”.
ونبّه بو صعب من الشائعات حول تـــسريب أسئلة الامتحانات، ودعا الطـــلاب وأهاليهم إلى الحذر من مغــبّة الوقوع في هذا المطب، لأنه “يضيّع تركيز التلامذة”.
تجدر الإشارة إلى أن التعليم المهني والتقني سبق وبدأت الامتحانات العملية في 12 أيار، على أن تبدأ الامتحانات الخطية في 22 حزيران على أربع مراحل، وكل مرحلة خمسة أيام.
تبدأ الامتحانات الرسمية لدورة العام 2015 العادية غداً، بالشهادة المتوسطة والتي يتقدم لها 56726 تلميذاً من بينهم 1582 تلميذاً تقدموا بطلبات حرة. ويمتحن التلامذة في اليوم الأول، بمادتي الجغرافيا والرياضيات، والسبت بمادتي علوم الحياة والأرض، واللغة العربية. والأثنين 8 حزيران، بمادتي الفيزياء واللغة الأجنبية، والثلاثاء بمواد: الكيمياء، والتربية والتاريخ.
أما امتحانات طلاب شهادة الثانوية العامة والتي تقدم لها 40410 طالباً من بينهم 2833 طلباً حراً، فتبدأ في العاشر من الحالي، لفرعي العلوم العامة، وعلوم الحياة، وفي الحادي عشر لفرعي الاجتماع والاقتصاد والآداب والإنسـانيات. على أن تختم الامتحانات في 17 حزيران.
عدد المرشحين في الشهادات كافة: 92721 موزّعين على الشكل التالي: الشهادة المتوسطة: 55144، الثانوية العامة، 37577، عدد المرشحين للطلبات الحرّة في جميع الشهادات: 4415، الشهادة المتوسطة، 1582، والثانوية العامة 2833. عدد المرشحين السوريين في جميع الشهادات: 469، الشهادة المتوسطة: 438، الثانوية العامة:31. وخصص مركزان للامتحانات في المستشفيات: الشهادة المتوسطة: (مستشفى الحايك/ فشل كلوي)، والثانوية العامة – فرع الاجتماع والاقتصاد: (مستشفى مار يوسف/ سرطان في الدم). مركز الاحتياجات الخاصة (ثانوية عبد الله العلايلي): 72، الشهادة المتوسطة 37 (إعاقات: جسدية، سمعية، بصرية، أمراض مختلفة)، والثانوية العامة 35 (إعاقات: جسدية، سمعية، بصرية، أمراض مختلفة). مركز سان جود للأمراض السرطانية: 21، تسعة في الشهادة المتوسطة، و12 في الثانوية العامة.
وبلغ عدد المرشحين في مراكز الصعوبات التعلمية في جميع المحافظات: 194- الشهادة المتوسطة: 88، والثانوية العامة: 106. طباعة بلغة البرايل لفاقدي البصر عدد: 6، من بينهم أربعة للمتوسطة، وإثنان للثانوية العامة – فرع الإجتماع والإقتصاد. تكبير لمسابقة الامتحانات لضعاف البصر: 27 (19 للمتوسطة، وثمانية للثانوية العامة).