Site icon IMLebanon

فرعون في ندوة عن تنمية السياحة الداخلية: السياحة الريفية ثروة لدعم الاقتصاد الوطني


نظمت الجامعة الاميركية للتكنولوجيا AUT بالتعاون مع اتحاد نقابات السياحة ، ندوة حول تنمية السياحة الداخلية في لبنان ، في قاعة “عصام فارس للمحاضرات” في AUT الفيدار ، برعاية وزير السياحة ميشال فرعون وحضوره، الى القائمقام نجوى سويدان فرح وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير والنقابات المعنية بقطاعات السياحة واساتذة الجامعة وطلابها .

حنين
بعد النشيد الوطني، القت رئيسة الجامعة الاميركية للتكنولوجيا A.U.T غادة صقر حنين كلمة اشارت فيها الى ان الجامعة “تكثف اهتمامها لتعزيز الموارد الاقتصادية وتحسين الاوضاع المعيشية للمجتمع اللبناني من خلال توفير اختصاصات جامعية تواكب أسواق العمل العصرية من جهة، وتطوير قطاعات انتاجية قائمة من جهة أخرى”، ولفتت الى ان الجامعة “تولي ايضا العناية بقطاع السياحة كواحد من أبرز مرافق موارد الاقتصاد اللبناني”.

وأوضحت ان “السياحة متعددة الاوجه لكنها تغني البشر وتعمق تواصلهم الذي يسهم بلا شك في اغناء كل تنوع حضاري لتحمل بعدا انسانيا شاملا يتجاوز البعد الاقتصادي المتمثل بتطور الموارد المالية ومداخيل التجارة السياحية التقليدية”، مشددة على ان “تطوير قطاع السياحة في لبنان يندرج في سياق المسؤولية الوطنية لابراز وجه لبنان الروحي والثقافي، لبنان الرسالة والتجربة الحضارية الرائدة التي تشكل الجواب العملي الوحيد على ما يشهده العالم من صراعات دينية ومذهبية واتنية وسواها” ، مشيرة الى ان “السياحة الدينية تأتي الاطار الامثل لابراز هذا الوجه الحضاري للنموذج اللبناني الفريد نظرا لما تذخر به من خصائص روحية وقيم أخلاقية تمثل سبيل خلاص الانسان مما يتخبط فيه من أزمات معاصرة”.

وثمنت “تعاون جامعةA.U.T مع جامعة تولوز الفرنسية لاطلاق مبادرات نوعية متصلة بتطوير السياحة في لبنان وتحقيق الاهداف الانسانية البعيدة والاقتصادية المباشرة للسياحة اللبنانية”.

فرعون
والقى الوزير فرعون كلمة تحدث فيها عن أهمية “القطاع السياحي في لبنان وانعكاساته على الاقتصاد الوطني وفتح المجال امام توفير فرص عمل جديدة انطلاقا من المعطيات التراثية والاثرية والثقافية والبيئية التي يتميز بها هذا البلد”، معتبرا ان “لبنان الغني بثرواته البشرية والطبيعية يتمتع بسياحات عدة ومتنوعة بامكانها جذب السواح على مدار السنة” ، مشيرا الى ان “الوزارة انطلاقا من الواقع عمدت الى انشاء لجان متخصصة لتطوير البنية التحتية لهذه السياحات بالتعاون مع الوزارات المعنية ونقايات القطاعات السياحية” .

ولفت الى ان “تدهور القطاع السياحي بين أعوام 2011 و 2014 الى 40 بالمئة مرده الى الاوضاع السياسية والامنية الناشئة عن انقلاب تسوية الدوحة” ، مؤكدا ان “الحكومة الحالية التي تألفت على قاعدة الاتفاق بين المرجعيات والافرقاء السياسيين على حفظ الامن من خلال تغطية الاجهزة الامنية في القيام بالمهمات الملقاة على عاتقها ما أدى الى نجاح الخطة الامنية وتنشيط وخلق دينامية جديدة للقطاع السياحي باطلاق مشاريع حيوية مع تحسن الوضع الامني وأهمها مشروع السياحة الريفية الذي يشمل السياحة الدينية والبيئية وتحويلها الى ثروة داعمة للاقتصاد الوطني” .

وأوضح ان “الوزارة حددت 25 منطقة سياحية في لبنان لابراز معالمها وطاقاتها تباعا كل ثلاثة أشهر ومساعدتها على تطوير بناها التحتية لاستقطاب الزوار، وكانت باكورة هذا العمل اطلاق خارطة سياحية لاربع مناطق هي تنورين وحدث الجبة وجزين وزحلة وراشيا” .

وكشف عن “استعداد الوزارة لاطلاق مشروع السياحة الاغترابية بدعوة اللبنانيين المنتشرين في العالم الى زيارة وطنهم الأم زيارة واحدة على الاقل سنويا مع تخصيص برامج تحفيزية لترسيخ تعلقهم ببلدهم” .

فيلاس
وتحدث عميد كلية الاقتصاد السياحية في جامعة تولوز البروفسور فرانسوا فيلاس عن “أهمية السياحة المحلية في العالم” ، مشيرا الى ان “مردودها المالي يشكل ثلاثة اضعاف من المردود المالي من السياحة الدولية” ، مشددا على أن “تطوير السياحة الداخلية يخلق بيئة ملائمة لتطوير السياحة الخارجية والدولية” ، داعيا الى “ايلاء اهتمام اكبر لتطويرها وتنويعها، مبينا “بالارقام اهميتها من ناحية المردود المادي ولا سيما في فرنسا والصين والولايات المتحدة الاميركية، معددا “انواع السياحة التي تشكل العمود الفقري لتطوير السياحة الداخلية وهي السياحة الثقافية ، والسياحة الصحية والعافية، والسياحة المدنية والتسويق، وسياحة المتقدمين في السن بدءا من عمر 55 سنة” .

وتطرق الى “القطاع السياحي في لبنان” ، فاشار الى “تحديات السياحة الداخلية فيه ولا سيما لناحية عدم وجود احصاءات دقيقة ، والى نقص في الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة ، والى بنية تحتية للنقل غير صالحة، وغياب منتج سياحي جديد متدني الكلفة، ونقص في التواصل والتسويق السياحي الداخلي في لبنان” ، مشيرا الى “ضرورة انشاء جامعات للمتقدمين في السن تتضمن برامجها رحلات سياحية داخلية للمساهمة في تطوير هذا القطاع”، معبرا عن سروره “لترحيب جامعة AUT في احتضان برامج متخصصة للمتقدمين في السن والالتحاق في جمعيتهم الدولية للجامعات” .

ندوة
وعقدت ندوة حول السبل الايلة الى تفعيل السياحة الداخلية في لبنان ، ادارها الزميل موريس متى الذي نوه بالندوات التي تقيمها جامعة AUT لتسليط الضوء على اهمية القطاعات الاقتصادية وكيفية تطويرها ولا سيما على صعيد اللوجستية والسياحية، مشيرا الى “تداعيات الاحداث الاقليمية وتأثيرها على هذه القطاعات التي عانت أزمات حقيقية تتطلب معالجات استثنائية” .

وعرض نقيب اتحاد المنتجعات البحرية حنا بيروتي “العوائق السياحية الداخلية وبخاصة البحرية ومنها عدم توسيع الطريق الممتد من بيروت الى الشمال وعدم اكمال شبكة مجاري الصرف الصحي على طول الشاطئ اللبناني” .

وتحدث رئيس بلدية جبيل زياد حواط عن “المبادرات التي جعلت من جبيل أول مدينة لبنانية للسياحة الداخلية” ، منتقدا “عدم تجاوب السلطات المعنية لجهة توسيع الطريق الممتدد من بيروت الى جونيه وعدم الإستجابة لطلب إنشاء مرفأ سياحي في مدينة جبيل باعتبار ان لهما تأثيرا على السياحة الداخلية” .

أما رئيس النقابات السياحية بيار اشقر ممثلا بنزار ألوف فشدد على أهمية “الشخصية اللبنانية الملائمة للسياحة”، معتبرا ان “طريقة عيش اللبناني وثقافته وانفتاحه يشكل عنصرا أساسيا في نجاحه في العمل السياحي”، مؤكدا أن “نمو السياحة مرتبط بتحسين البنية التحتية والحالة الأمنية”.

وكان نقاش بين المنتدين وطلاب الجامعة عن التوقعات في القطاع السياحي .