حسام الحسن
مع اقتراب شهر رمضان المبارك يتحضّر تجار طرابلس لاستقبال هذا الشهر ويعوّلون عليه للتعويض عن الخسائر التي تكبّدوها على مدار السنة، وليكون فرصة لهم لسدّ المستحقات المتوجبة عليهم. في وقت يواجه الكثيرون منهم خطر الافلاس وخطر إفلاس مؤسساتهم، وكانت شهدت المدينة في العام الفائت على اقفال العشرات من المؤسسات التجارية في شارع عزمي وشارع نديم الجسر وشارع قاديشا، التي تُعد من أبرز الأسواق التجارية في طرابلس.
واليوم وبعد استتباب الأمن في عاصمة الشمال وبدء مرحلة جديدة تعوّل المدينة الى شيء يعيد الحياة إليها ويحرّك العجلة الاقتصادية فيها، والكل اليوم أمام امتحان، من السياسيين الى البلدية والى النقابات العمالية والتجمّعات الاقتصادية وحتى التجار أنفسهم وهم عصب اقتصاد المدينة وعليهم جميعا العمل لانقاذ هذه المدينة من الخطر الداهم فيها والتراجع الكبير في مرافقها الاقتصادية والتجارية.
«لـواء الفيحاء والشمال» جال على عدد من تجار طرابلس مع اقتراب شهر رمضان المبارك وكان الحديث معهم حول السبل التي يمكن اتباعها لمواكبة هذا الشهر وتعجيل الحركة الاقتصادية التجارية في عاصمة الشمال، والذين أكدوا ان طرابلس مدينة تستحق كل اهتمام، والعمل أولا على كفّ يد بعض وسائل الإعلام المغرضة التي تسيء الى المدينة عبر نشر الأخبار بطريقة غير مهنية وغير منصفة وتصوير المدينة بانها مدينة أشباح وغير قابلة للحياة، وأكدوا ايضا على ضرورة أن تبادر بلدية طرابلس الى تزيين الشوارع والأسواق الداخلية والتحضير لهذا الشهر وأكدوا على أهمية أن يكفّ السياسيون عن الخطابات التحريضية وبالتالي عدم زج البلاد في اتون الصراعات الدولية الاقيليمة.
ديب
* نائب رئيس جميعة تجار طرابلس اليان ديب رأى ان تحريك العجلة التجارية في طرابلس يكون عبر خطة متكاملة تكمن في تكثيف تسيير دوريات وتزيين الشوارع وتأمين الكهرباء بالكامل وزيادة في مصابيح الإنارة في الأسواق، وعلى التجار أن يزيدوا في دوام عملهم وخلق عروض للزبائن وخلق مبادرات.
وأضاف ان أبرز المشاكل هي دور الإعلام الموجّه ضد مدينة طرابلس الذين لا يريدون أن تكون طرابلس على الخارطة السياحية والثقافية والتجارية وخاصة الإعلام الذي يضخّم المشاكل ويجب أن لا تتركز المطالبة بوضع حد لهذه التجاوزات فقط على المجتمع المدني والهيئات النقابية والتجار بل على المسؤولين في السلطة العمل لانقاذ المدينة، ونحن منذ خمس سنوات لم نشعر بأي عيد بسبب استمرار المشاكل وجولات العنف.
وتابع: نتمنى أن تمر هذه الأيام على خير وفتح المجال أمام الناس الأغراب للمجيء الى طرابلس مع التأكيد ان طرابلس أصبحت بلد الأمن والآمان وهي الأكثر أمنا في لبنان.
حجازي
* رئيس نقابة تجار الألبسة والأقمشة و«النوفوتيه» محمود حجازي قال: نحن اليوم نعمل مع بلدية طرابلس من أجل تزيين الأسواق وعبر اتصال مع بلدية طرابلس أكد لنا رئيس البلدية المهندس عامر الرافعي انه تم صرف 40 مليون ليرة لتزيين شوارع المدينة وتمنينا عليه أن يقوم بتزيين الأسواق القديمة التي منذ أكثر من ثلاثين سنة لم يتم تزيينها.
وأضاف: اليوم سنقوم بنشر إعلانات ضخمة من أجل استقطاب الناس من المناطق المجاورة الى طرابلس مع التأكيد ان طرابلس منفتحة على الجميع، ونطالب وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم تصوير المدينة بغير حقيقتها.
ورأى ان التسهيل على التجار أمر جيد عبر توفير قروض ميسّرة وتخفيض الجمارك وتسهيل المعاملات الجمركية والمصرفية حتى يستطيع التاجر التعويض على الخسائر التي تكبّدها بسبب الأحداث التي ضربت بالمدينة في السنين الماضية.
المحمود
* محمود المحمود رأى ان تحسين العجلة الاقتصاية تكون عبر توخي وسائل الإعلام الحذر اثناء نقلها الأخبار عن طرابلس والشمال والتدقيق في صحتها. واستغرب كيف تتحدث بعض وسائل الإعلام عن سيارة مفخخة في طرابلس ومن ثم وبعد الكشف عليها يتبيّن انها خاوية، وهذا ما يثير مخاوف كبيرة لدى أهالي المناطق المجاورة في زغرتا عكار والبترون الكورة وبشري وجبيل.
أضاف: الفكرة العامة السائدة ان «زعران» تحكم الأسواق وان طرابلس مدينة أشباح، وهذا الأمر مغاير للواقع تماما فطرابلس المدينة الأكثر أمنا، ومن أجل تحريك العجلة الاقتصادية أولا يجب أن يصار الى وضع خطة متكاملة والعمل على تحضير الأسواق بشكل جيد وذلك عبر تزيينها وتكثيف الاضاءة فيها وتقديم عروضات وضبط وسائل الإعلام وإجراء اتصالات مع البلدية والأجهزة الأمنية، وكان المثل يقول «طرابلس أم الفقير» ونحن نحرص على تقديم أرخص الأسعار وحسومات خاصة تراعي القدرة الشرائية للناس.
وانتقد المحمود الضرائب التي تفرضها الدولة على استيراد الألبسة، وقال: عند المزارعين عندما يحصل كساد في البيع أو موجة طبيعية تضرب موسمهم يحصلون على الدعم من وزارة الزراعة، أما نحن فلم نجد سوى المحاربة خاصة المستوردين عبر الجمارك العالية وتأخير اخراج البضائع لأتفه الأسباب.
وختم المحمود مشيرا الى الخطر التي تشكّله الشركات الكبيرة التي تغزو الأسواق دون مراعاة عامة التجار.
خضر
* بدوره علي خضر لفت الى الدور الكبير السلبي الذي تلعبه وسائل الإعلام وكانت البعض منها ذكرت بالأمس ان نفقا تم اكتشافه يصل المنكوبين بجبل محس لتفجير الجبل، هذا أمر خطير بغض النظر إذا كان صحيحا أو غير صحيح، وهذا الأمر يترك أثرا خطيرا على نفوس الناس ويمنع قدوم الزبائن من الاقضية المجاورة الى طرابلس، هذا عداك عن الشائعات الكثيرة التي تطلق هنا أو هناك دون وجه حق.
وأضاف: هناك مشكلة كبيرة في الانقسام الذي يحصل في البلد وهناك فريق يحشد عشرات الآلاف من المقاتلين وفريق آخر يضع خطوط حمر أمام الجيش ولا أحد يراعي وجود الجيش ومؤسسات الدولة، الكل يفتح على حسابه ولا أحد يراعي حاجات المواطن ومصالح التجار.
وختم خضر مشيرا الى ضرورة وحدة الصف واحترام المؤسسات وعدم ترك المدينة تعاني من إعلام مغرض يريد تشويه صورتها، وهي مدينة للجميع تحضن الجميع وهي جزءا من هذا الوطن، لبنان.