طوني رزق
يقبل المستثمرون من جميع أنحاء العالم والاميركيون أيضاً على تحويل أموالهم الى الولايات المتحدة الاميركية هرباً من تباطؤ النموّ الاقتصادي وللإفادة من الفرص المُتاحة اميركياً والتمتع بصلابة الاقتصاد الاميركي مقارنة مع غموض الاتجاهات الاقتصادية المالية في الدول الاخرى، ويدعم ذلك الدولار الاميركي الذي يتابع ارتفاعاته اللافتة.
استنتج محلّلون كبار انّ الدولار القوي ما زال يرتفع منذ العام الماضي مقابل مختلف العملات الرئيسة، خصوصاً مقابل الين الياباني واليورو ليس فقط لأنه يمثل العملة الأكثر أماناً وصلابة في العالم، بل لأنّ الاميركيين يعملون منذ فترة على إعادة اموالهم من مختلف انحاء الكرة الارضية الى داخل الولايات المتحدة الاميركية. وبلغ الدولار هذا الاسبوع أعلى مستوياته مقابل الين الياباني منذ العام 2002.
أما اسباب استعادة الاميركيين أموالهم من الخارج فتعود الى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها العدد الاكبر من دول العالم. وتدافع الاميركيون لإعادة اموالهم الى الوطن نتيجة ازمات عالمية عدة، ومنها الازمة المالية الروسية الكبرى في العام 1998، والازمة المالية العالمية بين عامَي 2008 و2009 وانطلاق الازمة الاوروبية – اليونانية في الأعوام 2010 و2011 و2012.
وعمد المستثمرون الاميركيون الكبار الى التقليل من عمليات شراء الاسهم الخارجية، والى زيادة مبيعاتهم من الاصول الاجنبية. وهذا ما سبّب الارتفاع في اسواق السندات الحكومية الاميركية وفي أسعار صرف الدولار الاميركي.
ويرفض المحلّلون اعتبارَ الاقبال العالمي على الدولار نتيجة كونه ملاذاً آمناً، لأنّ الاقتصاد الاميركي ما برح يسجّل انتعاشاً ويزداد جاذبية. وسوف يتابع الدولار الاميركي ارتفاعه اذا ما سجّل الاقتصاد الاميركي تحسّناً في النموّ وقرّر الاحتياطي الفدرالي الاميركي رفع أسعار الفائدة، وفي المقابل يذهب كلٌّ من البنك المركزي الياباني والاوروبي بعيداً في سياسات التحفيز الاقتصادي.
ويقول خبراء آخرون إنّ قوة الدولار لا تنحصر في استعادة الاميركيين أموالهم الى داخل الولايات المتحدة الاميركية فقط بل وايضاً في الإقبال الكبير للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة ليس فقط على شراء الدولار وسندات الخزينة بل وأيضاً على شراء العقارات للافادة من الإعفاء من الضرائب في الـ15 سنة الاولى.
كما يقبلون ايضاً على شراء الشركات المتوسطة والصغيرة في الولايات المتحدة الاميركية وذلك لتحويل أموالهم الى اقتصاد أكثرَ أماناً.
كما أنّ الاميركيين الذين اعتادوا تهريبَ أموالهم الى الخارج هرباً من الضريبة باتوا يعرفون جيداً أنّ قانون Fatca رفع عنهم الغطاء ما دفعهم لإعادة أموالهم من الدول الاجنبية. كلّ ذلك يصبّ في خانة دعم الدولار وارتفاعه إزاء العملات الاخرى.
إتجاهات الاسواق المالية
بقي الاتجاه الارتفاعي مسيطراً في بورصة بيروت ليرتفع سعر 4 أسهم ويتراجع سعر 3 أسهم ويستقر سعر 3 أسهم اخرى وسط تداولات اجمالية بلغت 134730 سهماً وقيمتها 1,22 مليون دولار.
وجاء ذلك مع تبادل 22 عملية بيع وشراء وتفاوت أداء اسهم سوليدير لترتفع الفئة (ب) 0,69 في المئة الى 11,60 دولاراً وتتراجع الفئة (أ) 0,08 في المئة الى 11,55 دولاراً، وانخفضت ايضاً اسهم بنك عودة 1,13 في المئة وبنك بيبلوس 0,62 في المئة الى 6,12 دولار و1,60 دولار على التوالي وارتفعت ايضاً اسهم بلوم 0,20 في المئة الى 9,66 دولار.
في اسواق الصرف العالمية ارتفع اليورو بنسبة 0,68 في المئة الى 1,1352 دولار مع تراجع الدولار بنسبة 0,13 في المئة الى 124,09 يناً وارتفاع الاسترليني 0,50 في المئة الى 1,5417 دولار.
ولقي اليورو دعماً استثنائياً أمس من العائدات على السندات الالمانية ليسجّل اكبر ارتفاع في ثلاثة ايام منذ العام 2009 واقتربت العائدات على السندات الالمانية من العائدات على السندات الاميركية.
في اسواق السلع تراجع الذهب أمس بنسبة 0,20 في المئة الى 1182,50 دولاراً للأونصة، كما تراجعت الفضة بنسبة 0,34 في المئة الى 16,43 دولاراً على رغم تراجع الدولار مقابل اليورو والين الياباني.
لكن اسعار النفط زادت في نيويورك بنسبة 0,21 في المئة الى 59,85 دولاراً للبرميل، كما زادت اسعار نفط برنت الخام في لندن بنسبة 0,25 في المئة الى 63,96 دولاراً للبرميل، وبقيت عموماً اسعار النفط ضعيفة نتيجة تباطؤ الاقتصاد السعودي الأمر الذي ينبىء بإنتاج نفطي أكبر وتفوّق إضافي لحجم العرض والطلب في الاسواق.
وفي اسواق الاسهم العالمية ارتفعت الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت ليزيد مؤشر داو جونز 0,36 في المئة الى 18076,27 نقطة، ومؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,21 في المئة الى 2114,7 نقطة، ومؤشر ناسداك 0,45 في المئة الى 5099,35 نقطة.
لكنّ الاسهم الاوروبية تراجعت تحت وطأة تعثّر المفاوضات بشأن اليونان، فانخفض مؤشر فوتسي البريطاني 1,39 في المئة الى 6854 نقطة، وتراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 1,64 في المئة الى 11232,54 نقطة، كما تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1,91 في المئة الى 11232,55 نقطة.
وفي آسيا ارتفعت الاسهم اليابانية في بورصة طوكيو 0,07 في المئة الى 20488,19 نقطة في مؤشر نيكي، كما زاد مؤشر شانغهاي في الصين 0,73 في المئة الى 5181,98 نقطة.