يدور أهالي العسكريين المخطوفين في دوامة الترقب والإنتظار، في ظلّ تضارب المعلومات عن مصير المفاوضات في قضية أبنائهم، وغياب الترجمة الفعلية للإيجابيات التي تحدث عنها المعنيون في الملف في الايام الماضية. وعلى الرغم من الأجواء الضبابية والتباين الواضح ما بين الخاطفين والمسؤولين عن إدارة الملف والذي ظهر جلياً من خلال ما نشرته جبهة «النصرة» على احد حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي، يستمر الأهالي بتفاؤلهم بأن ساعة الخلاص التي انتظروها على أحرّ من الجمر أصبحت قريبة، على الرغم من كل ما يشاع.
يجلس فادي مزاحم عم العسكري المخطوف لامع مزاحم قرب خيمته في ساحة الإعتصام، وعلامات التعب والإرهاق بادية على وجهه. ينظر الى السماء ويقول:» يا رب، متى ستأتي ساعة الخلاص؟». ويلفت في حديث الى «المستقبل» الى أن « كل يوم يمر على الأهالي أصعب بكثير من الأيام السابقة». ويشير الى ان «الأهالي يعيشون اليوم على بارقة أمل وينتظرون على احر من الجمر ساعة الخلاص وفك أسر الشباب، ونأمل من الله أن تكون هذه الساعة قد أصبحت قريبة». ويشدد على أن «تفكير الأهالي منصب اليوم على هذه القضية، فهم يفكرون في كيفية العمل والضغط من أجل الإسراع في فك أسر أبنائهم، وحتى الآن نسمع من المعنيين بالملف معلومات إيجابية، وجل ما نتمناه أن يصار الى ترجمة هذه الإيجابيات بأسرع وقت ممكن فالأهالي لم يعد بمقدورهم التحمل بعد».
من جهتها، تعتبر ليال الديراني، شقيقة العسكري سليمان الديراني، أن «أمل الأهالي بالله ما زال موجوداً، وما زلنا نعيش في الدوامة عينها منذ أكثر من شهرين»، مشددة على أن «إرهاق الأهالي زاد نتيجة الوعود التي أعطيت لنا بقرب إطلاق سراح أبنائنا، ولكن لم يتم ترجمتها على الارض فعلياً». وتسأل: «الى متى سيبقى ملف أبنائنا رهن التجاذبات السياسية؟»، متوجهة الى خلية الأزمة بالقول:» نستحلفكم بالله الإسراع في العمل على إطلاق سراح أبنائنا، فهم معرضون للخطر في أي وقت».
بدوره، يلفت حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف الى أن «الأهالي ما زالوا في حالة من الترقب على امل ترجمة الإيجابيات التي تشاع، وأشدد على كلمة تشاع، لأننا في الآونة الأخيرة سمعنا الكثير من الإيجابيات وإكتشفنا لاحقاً بأنها كانت مجرد إشاعات تخديرية»، مشيراً الى ان «الأهالي يتمسكون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالإيجابيات التي وردت على لسان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي نحترمه ونثق به كثيراً». ويضيف: «الأهالي يتخوفون دائماً من تطورات الأوضاع، وما قد تعكس من سلبيات على ملف العسكريين المخطوفين»، آملاً أن «لا تنعكس التطورات الأخيرة الحاصلة في الحكومة وكذلك التطورات العسكرية على الأرض إن في منطقة جرود عرسال حيث يتواجد مخطوفو جبهة النصرة وعلى الحدود وفي القلمون حيث يتواجد مخطوفو داعش، فوجود ابنائنا ضمن الأراضي التي تدور عليها المعارك، يضعهم في دائرة الخطر الكبير، لذلك نأمل الإسراع في العمل على فك اسرهم في القريب العاجل قبل فوات الأوان».