سامر الحسيني
نريد طريقاً» صرخة تختصر مأساة أصحاب الشاحنات المبردة والسائقين الذين اعتصموا امس، في ساحة شتورا في اول تحرك احتجاجي يؤشر الى حجم الكارثة التي لحقت بقطاعي الزراعة والصناعة في لبنان من جراء تعطل حركة العبور البري بين لبنان وبقية الدول العربية. وذلك على اثر سقوط المعابر البرية في سوريا وسيطرة الحركات المسلحة السورية على هذه المعابر، وخصوصا معبر النصيب عند الحدود الاردنية ـ السورية والذي يعد الممر الاساسي لكل قوافل التصدير والاستيراد البري في لبنان وبنسبة تصل الى حدود 96 في المئة. هذا الامر تسبب بكارثة اقتصادية ومالية طالت مختلف القطاعات الانتاجية في لبنان، وفي مقدمها القطاع الزراعي وأصحاب الشاحنات والسائقين الذين تحولوا الى عاطلين من العمل منذ أكثر من شهرين.
اكتظت ساحة شتورا وطريقها الدولي منذ الساعة الثامنة صباحا بعشرات الشاحنات التي أحضرها أصحابها وسائقوها حاملين لافتات تطالب الدولة بإيجاد طريق بري لهم وإيجاد خط بحري وعبارات تكون ملك الدولة أو مستأجرة.
الى جانب الشاحنات التي أقفلت الطريق الدولية لفترة من الوقت، انتشرت عشرات عربات الخضار والفاكهة التي تعلوها أكوام من الفاكهة اللبنانية التي تباع بأسعار زهيدة ربما لا تغطّي كلفتها. كل تلك الصور تبدو ترجمةً واضحة وصريحة للوجع الاقتصادي الذي يعاني منه البقاع.
باسم اصحاب الشاحنات تحدث رئيس النقابة عمر العلي الذي سأل الدولة «عما فعلته بعد مرور شهرين على الكارثة التي حلت بقطاع النقل البري وتحول لبنان الى شبه جزيرة مقفلة من كل الاتجاهات ولم نسمع خبراً من الدولة حول تملك عبارات أو استئجارها للاسراع في نقل وشحن الانتاج الزراعي اللبناني الذي بات مرميا على جوانب ومداخل الحقول والبساتين».
وتلا العلي «جملة مطالب قطاعات النقل البري في لبنان والتي تبدأ بالعمل على تأمين خط بحري وعبارات للتصدير والتعويض على أصحاب الشاحنات والسائقين اسوة بالقطاعات الاخرى، مع إعفاء الدولة الشاحنات من رسوم الميكانيك لمدة ثلاث سنوات مع السماح لشاحنات النقل المبردة اللبنانية والتريلات بالعمل في الداخل اللبناني». كما دعا الى فصل وزارة النقل عن الاشغال وتكليف وزير للنقل. واختتمت لائحة المطالب بالحديث عما أسماه العلي والسائقون «طريق الوزاني» ومطالبة الدولة اللبنانية بالعمل مع هيئة الامم المتحدة لفتحه من الوزاني الى سوريا وصولا الى الاردن عند معبر الرويش، وبذلك نكون قد كسرنا الحصار المضروب على لبنان.
وفك أصحاب الشاحنات والسائقون اعتصامهم برمي حمولة «بيك أب» من الخس على الطريق في شتورا للتأكيد على كساد المواسم الزراعية.