على مدى الأشهر الماضية، سوّق رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط أمام مشايخ الدروز في لبنان وسوريا حصوله على ضمانات من الأردن بحماية السويداء في حال إقدام الجماعات التكفيرية على مهاجمتها، على غرار المساعدة التي طلبها من تركيا لحماية دروز إدلب، ولم تفلح في حمايتهم من “النصرة”. وزار جنبلاط والوزير وائل أبو فاعور الأردن مراراً للتحدث مع دوائر القرار الأردنية عن حماية للسويداء، في الوقت الذي تقوم فيه الاستخبارات الأردنية بمدّ المجموعات الإرهابية بالمال والسّلاح من غرفة عمليات عمّان (الموك)، التي تضمّ ضباطاً خليجيين وأردنيين وغربيين وإسرائيليين.
إلّا أن مصادر مطّلعة أكّدت لصحيفة “الأخبار” أن الأردن لم يقدّم أي ضمانات لجنبلاط، وعلى العكس، أكد النائب في البرلمان الأردني فيصل الأعور للصحيفة أنه لا نية للأردن للتدخل في سوريا، وكل ما يقال هو عار من الصحة.
في سياق آخر، أكّدت مصادر عسكرية سورية رفيعة المستوى للصحيفة عينها أن “الجيش يقاتل في السويداء بكلّ ما يملك من قوّة، ولم تترك أي قطعة عسكرية مكانها”. وعلى عكس الشائعات، جزمت مصادر عسكرية في المحافظة بأن الجيش في الأيام الماضية عزّز مواقعه في الغرب، ولا سيّما اللواء 52 ومطار الثعلة، التي تعدّ الجماعات المسلحة للهجوم عليها، وكبّدت المسلحين في أكثر من عملية قصف خسائر كبيرة، بينها قصف رتل قبل ثلاثة أيام لمسلحي المثنى والنصرة. وأشارت المصادر إلى أن كل من يريد من أبناء السويداء القتال إلى جانب الجيش، يمدّه الجيش بالسلاح.
بدوره، أكّد الشيخ يوسف جربوع للصحيفة أن خيار السويداء إلى جانب الدولة السورية لأنها ضمانة السوريين، وخيار الأهالي القتال إلى جانب الجيش، مشيراً إلى أن الشباب يلتحقون بشكل ممتاز بالتشكيلات العسكرية للدفاع عن المحافظة. من جهتها، أشارت مصادر الحزب القومي إلى أن أبناء السويداء يملكون إرادة قتال عالية لمواجهة الجماعات التكفيرية، وأن مصير السويداء متوقّف على إرادة أبنائها، إمّا بالقتال أو الاستسلام والخضوع للعقيدة الوهابية. ودعت المصادر أبناء المحافظة إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، ومواجهة مشاريع عزل السويداء عن دمشق.