بعد تجاوز الاقتصاد العالمي الانتكاسة التي شهدها قبل بضع سنين، استعادت الطبقة المتوسطة من سكان العالم القدرة
على السفر مجدداً، لكن على نحو مختلف هذه المرة. فقيمة الدولار أقوى الآن مما كانت علية قبل 5 سنوات، مما أدى إلى تحسين القدرة الشرائية في أوروبا واليابان والدول النامية في جميع أنحاء العالم. كما ارتفعت معدلات الربط الجوي، سيما في شركات: الخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات والاتحاد للطيران، الآخذة بالتوسع سريعاً في أمريكا الشمالية، لتوفير أفضل خدمات النقل الجوي إلى الشرق الأوسط وآسيا.
فيما تشير بيانات (مؤشر ماستركارد العالمي لعام 2015-MasterCard’s 2015 global index) إلى أن 9 من بين المدن الـ10 التي تشهد نمواً في عدد زوارها، هي مدن شرق أوسطية وآسيوية. ومن عام 2009 إلى عام 2015، كانت المدن الـ10 التي شهدت نمواً أكبر من حيث عدد زوارها الدوليين هي:
1. كولومبو، سريلانكا (21.1٪)
2. تشنغدو، الصين (20.7٪)
3. أبوظبي (20.4٪)
4. أوساكا، اليابان (19.8٪)
5. الرياض، المملكة العربية السعودية (18٪)
6. زيان، الصين (16.2٪)
7. تايبيه، تايوان (14.9٪)
8. طوكيو، اليابان (14.6٪)
9. ليما، بيرو (13.9٪)
10. هوشي منه، فيتنام (12.9٪)
ويعزى جزء كبير من هذا النمو النسبي إلى الازدهار الاقتصادي الذي تشهده الطبقة المتوسطة والبنية التحتية في الشرق الأوسط وآسيا. فمنذ وقت ليس ببعيد، لم يكن إقليم (وسط الصين-Central China) معروفاً كوجهة سياحية للمسافرين الغربيين، لكن مع ازدياد عدد الفنادق الغربية الجديدة فيه، فإن أعداد الوافدين إليه من جميع أنحاء العالم بات يتزايد باستمرار.
كما أدى النمو الاقتصادي الذي تشهده الطبقة المتوسطة الصينية إلى تقوية السياحة في المنطقة المجاورة أيضاً. ووفقاً لتقرير “ماستر كارد” فإن ارتفاع معدل الزيارات السياحية إلى: تايبيه وطوكيو وبانكوك وسيئول واسطنبول عائد إلى ارتفاع أعداد الزوار الصينيين.
وعلى الرغم من النمو السريع لزوار الشرق الأوسط والشرق الأقصى، فإن المدن التي تشهد نسب زيارات عالية أمامها طريق طويل لتواكب بقية مدن العالم، حيث لا تزال تهيمن كل من لندن وبانكوك وباريس على القائمة، كأكثر الوجهات السياحية استقطاباً للزوار من جميع أنحاء العالم، إذ يبلغ عدد زوارها سنوياً على التوالي: 18.82 مليون زائر، 18.4 مليون زائر، 16.06 مليون زائر. ومن بين الوجهات السياحية الأخرى التي تشهد نمواً من حيث عدد زوارها: طوكيو وتايبيه، وهما ضمن قائمة أكثر 20 وجهة سياحية زيارة في العالم، بعدد زوار سنوي على التوالي: 8.08 مليون زائر، 6.55 مليون زائر.
مع ذلك، فإن المدن الـ10 الأولى التي تشهد نمواً في عدد زوارها باستطاعتها أن تسد الفجوة بينها وبين المدن الأوروبية. فمع هيمنة اليورو والدولار ونمو اقتصاد الطبقة المتوسطة في العالم، فإن السياحة في الصين والشرق الأوسط قد تشهد نمواً متزايداً في المستقبل.
