Site icon IMLebanon

عودة: نشهد إحتقاراً للدستور بلا حياء وتخطياً للقوانين من دون رفة عين

Elias-awdeh

لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الى أنّ “التقهقر يطال جميع المجالات والانحطاط يسود المنطقة والإرهاب يستشري”، مشيراً الى أنّ “التعصب والحقد استوطن الكثير من القلوب حتى أعماها، والمذهبية المتخلفة تنمو وتدمر الحضارات والآثار”.

عودة، وخلال ترأسه القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس في ساحة النجمة، حيث تبعه جناز لراحة نفس النائب السابق والصحافي غسان تويني، قال: “لقد قل الإيمان في هذا العصر، لذا كثرت المفاسد وعم الحرمان والظلم والعنف والقتل والإذلال والإستئثار والإستغلال والقهر والتهجير واللائحة تطول”، مضيفاً: “إنّنا في هذه الأيام نشهد تراجعاً في الأخلاق وتصدراً للمصلحة ولو على حساب الأخلاق والوطن والمصير. انّ قصر بعبدا ما زال فارغاً منذ أكثر من عام وجلسات انتخاب رئيس تتوالى لكنّها تفتقد النصاب، في حين اكتمل النصاب يوما من أجل تجديد ولاية المجلس النيابي، رغم أنف الشعب الذي وحده يمنح الوكالة ويحجبها. نحن نشهد احتقاراً للدستور بلا حياء وتخطياً للقوانين من دون رفة عين واستباحة لحقوق المواطنين وحياتهم دون وجل. والمشكلة أنّ المواطن اللبناني ما زال لامبالياً كعادته يهتم بما له وما يخصه والقلة من المواطنين الذين يستشعرون الخطر المحدق يكاد صوتهم لا يسمع”.

وتابع: “هل يجوز الإكتفاء بالتفرج والبكاء على الدولة التي تنهار مقطوعة الرأس؟ لو كان غسان معنا لكان خاطب النواب قائلا ما قاله في إحدى مقالاته في العام 2008 “اللبنانيون يستحقون أن يبذل في سبيل إنقاذهم الغالي والرخيص بما في ذلك بقية باقية من كرامة واعتزاز بعض الزعامات التي لا ينفع أهلها الحفاظ عليها ساعة تهون الحريات ويذوب الوطن ويتفكك الميثاق” (النهار 21 / 4 / 2008). ولكان تابع كما في إحدى رسائله إلى النواب “مطلوب من النواب اعتبار المجلس مفتوحا حكما والمجيء إليه والإعتصام عند الحاجة في الأروقة بل القاعة، نقترح أن يتوافق النواب وأن يعلنوا ولو من غير توافق تصميمهم على البقاء معتصمين في مجلس النواب إلى أن يتم انتخاب رئيس بأية صيغة يتمكنون من الوصول إليها” (النهار 14/ 4 / 2008).

وقال عودة: “يا عزيزي غسان لطالما حاولت أن أحمل أفراد شعبنا الحبيب مسؤولية أخذ المبادرة والمطالبة بحقوقهم وحق وطنهم مسؤولية محاسبة ممثليهم عن كل تقصير وتهاون. كما حملنا مرارا النواب مسؤولية تطبيق الدستور وانتخاب رئيس لهذا البلد يسهر على وحدته وسلامته. واليوم في هذه الذكرى ولأنني مواطن ومسؤول أحمل كل صاحب قلم في هذا البلد مسؤولية الفراغ. أنت نذرت قلمك من أجل الحق والحقيقة وهذه قضية حق وعلى كل حامل قلم أن يجند قلمه دفاعا عن هذه القضية وهذا الوطن. كذلك أحمل حقوقيي هذا البلد المسؤولية. لم يعد مسموحا لأحد السكوت عن هذه المشكلة فكيف لمن يمتهنون القانون، هبوا إلى إنقاذ وطنكم طالبوا باحترام دستوره وتطبيق قوانينه وعلوا الصوت ولا تخافوا لأن من يدافع عن الحق يكون الحق إلى جانبه. وإذا كنا نؤمن فعلا بأن لبنان هو وطن نهائي ووحيد لنا لنتمسك به وندافع عنه وننعشه ونقمه من قعر الوادي ليعود النموذج الفريد للتعايش والتسامح والإحترام المتبادل بين أبنائه وطن الحرية والإشعاع والإبداع”.

واردف: “هكذا كان يريده غسان لو كان ما زال بيننا. ولكان قال إن لبنان لكل بنيه وواجبهم جميعا الحفاظ عليه إنما للمسيحيين الدور الأكبر في إحياء لبنان لا الموارنة وحدهم بل كل المسيحيين الذين بسبب إيمانهم وتعلقهم بالحرية والإنفتاح وتربيتهم على قبول الآخر واحترامه ولو كان مختلفا وأولا وقبل كل شيء بسبب رسالتهم التي تسلموها ممن قبل الصلب والموت من أجل خلاص البشر وقد علمهم أن المحبة هي الوصية الأولى والعظمى لكل هذه الأسباب على المسيحيين أن يكونوا القدوة وأن يعملوا على لم الشمل ورأب الصدع والتعالي عن الصغائر والعمل من أجل المصلحة العامة لا من أجل أية مصلحة خاصة أو خارجية. لبنان لنا نحن اللبنانيين. لبنان مسؤوليتنا. لبنان ماضينا وتاريخنا لكنه مستقبل أولادنا وأحفادنا. حرام أن نتركه يتهاوى ونحن نتفرج. عيب أن نهتم لأنفسنا على حساب وطننا. وعوض صرخة غسان “أتركوا شعبي يعيش” لنصرخ “أتركوا بلدي يعيش”.

واضاف عودة: “هنا أستعير مجددا كلاما لغسان قاله سنة 2007 “نؤكد حاجة الجمهورية اليوم ـ حيث الزمن زمن نسيان ـ إلى رئيس ينتخبه النواب في المجلس الذي لا يحتله جيش أجنبي من وحي البطولة الإستقلالية التي لا تزال شعلتها تحمي الأرز وأهله. وأن يكون قادرا في آن واحد على تحدي السجن والإعتقال والإضطهاد (والآن الإغتيال المبرمج) وعلى حمل الرسالة اللبنانية في عالم عربي مضطرب فيعود لبنان قائدا لا مقودا ويكون رئيسه قدوة للحكام العرب لا آلة في يد أيهم ولا حتى مرآة لإضطراباتهم والأزمات. نعم المطلوب رئيس للجمهورية في حجم جدران المجلس الذي ننتخبه منه وأصداء الرسالات والشرائع التاريخيات، لا تقهره مركبات النقص التي راكمتها حروبنا في نفوسنا ولا وصايا التبعية” (النهار 24 / 9 / 2007).