Site icon IMLebanon

إغلاق معابر سورية يطيح أسعار المحاصيل الزراعية

Market-Syria
تراجعت أسعار الخضر والفواكه بنسبة 40% في الأسواق السورية بعد تعذر التصدير عبر البر إثر سيطرة الثوار على المعابر الحدودية بين سورية والدول المجاورة والتي كان آخرها معبري التنف مع العراق ونصيب مع الأردن، واقتصر تصدير بعض المنتجات الزراعية في البلاد إلى مصر ودول الخليج العربي عبر الجو والبحر. وحسب نشرة تموين دمشق، فقد تراجعت أسعار الخضر في يونيو/ حزيران الجاري بحدود 50% عن مستوياتها في مايو/أيار، مع توقف حركة التصدير برا. لكن المحلل الاقتصادي صلاح يوسف، توقع خلال مقابلة مع “العربي الجديد”، أن تعاود الأسعار ارتفاعاتها خلال شهر رمضان (بعد أسبوعين) بسبب سعي النظام إلى التصدير عبر البحر، بعد تصدير 40 شاحنة تفاح لمصر و35 طناً من الكرز والخوخ جوا للإمارات، كي يستفيد من عائدات التصدير. وفي الوقت الذي تكبد خلاله الفلاح السوري نفقات مرتفعة خلال زراعة المواسم كرفع سعر المازوت الذي زاد التكاليف 50%، وارتفاع أسعار البذور نتيجة الندرة والحصار، انخفضت أسعار المحاصيل إلى حدود الكلفة.
وقال رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية محمد كشتو: إن توقف صادرات الخضرة السورية نتيجة إغلاق المعابر الحدودية مع الأردن والعراق، وضعف إمكانية التصدير عبر الجو أو البحر حالياً، كبد المزارعين خسائر كبيرة. وأضاف كشتو، أنه يوجد إنتاج كبير من البطاطا خلال العروة الحالية يصل إلى 700 ألف طن، في حين لا يزيد الاستهلاك المحلي عن 300 ألف طن. وكان العراق المركز الرئيسي لهذه الصادرات. ومع إغلاق معبر التنف الحدودي مع العراق، منذ أسبوعين، لم يعد هنالك من سوق للتصريف، إذ لا يمكن تصدير البطاطا أو البندورة عبر الطائرات لأن كلفة شحن الكيلو الواحد من البطاطا قد تصل إلى دولار، في حين أن سعر البطاطا عالميا لا يتجاوز 30 سنتاً، وفق كشتو. ورأى كشتو أنه نتيجة لذلك زادت كميات الخضر المعروضة في الأسواق المحلية بشكل كبير، ما أدى إلى انخفاض الأسعار لمستويات قياسية خلال الأزمة، حيث يتم استجرار البطاطا من المزارعين بسعر يتراوح بين 30 إلى 35 ليرة، وهذا السعر يؤدي لخسارة الفلاح بحدود 25 ليرة في الكيلو الواحد. وأظهرت بيانات حديثة للمديرية العامة للجمارك، أن صادرات الخضر والفواكه خلال الربع الأول من العام الجاري لم تتجاوز 31 ألف طن من التفاح الطازج و6 آلاف طن من الجزر واللفت البقلي وحوالى 5 آلاف طن من ملفوف بروكسل و4 آلاف طن من البندورة، وشحنة فواكه كدفعة أولى لدولة الإمارات. وطال انخفاض الأسعار المناطق المحررة. وقال العامل بالشؤون الإغاثية من “سرمين” بريف إدلب، محمود عبد الرحمن، إن سعر الكرز في ريف إدلب تراجع من 900 إلى 300 ليرة بعد تحرير مدينة أريحا، ثاني أكبر منتج للكرز في سورية، وتراجع سعر الخيار إلى 50 ليرة والباذنجان 150 ليرة. ويضيف عبد الرحمن لـ “العربي الجديد”، أن السبب وراء انخفاض أسعار الخضروات والفاكهة في إدلب هو تراجع سكان المحافظة إلى أقل من النصف في واقع الهجرة والهروب من القصف الذي لم يتوقف حتى بعد تحرير معظم مدن المحافظة.