تهدر الصين من الكهرباء المولدة من موارد مائية كميات ربما تكفي لتغطية احتياجات بريطانيا وألمانيا لمدة عام مما يحرم مناطقها الشرقية التي يلوث هواءها دخان المصانع من كميات هائلة من الطاقة النظيفة وذلك نتيجة لسوء التخطيط وضعف البنية التحتية للشبكات.
وقال مسؤولون تنفيذيون إن برنامج بناء السدود رفع قدرات التوليد في الصين إلى 300 جيجاوات في العام الماضي لكن تركيز المسؤولين على القدرة لا على كفاءة التشغيل وتوصيلات شبكة الكهرباء أدى إلى وجود فوائض محلية هائلة تهدر فعليا.
وتمثل الكهرباء المولدة من مصادر مائية عنصرا أساسيا في جهود الصين لخفض استخدام الفحم وتنفيذ تعهدات قطعتها على نفسها خلال محادثات المناخ العالمية لزيادة نسبة الطاقة المتجددة من إجمالي استخدامات الطاقة – بما في ذلك الوقود السائل المستخدم في التدفئة والسيارات والكهرباء – إلى 20 في المئة بحلول عام 2030 ارتفاعا من 11 في المئة الآن.
وبفضل تباطوء النمو في الطلب على الكهرباء تسنى للصين تحقيق بعض التقدم ما سمح للشبكة باستيعاب المزيد من الطاقة النظيفة على حساب محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم التي شهدت انخفاضا في معدلات استغلال طاقاتها.
وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري التي ارتفع فيها توليد الكهرباء عموما بنسبة 0.2 في المئة فقط زاد التوليد من موارد مائية بنسبة 15.3 في المئة وارتفعت حصته الاجمالية من الكهرباء إلى 17.3 في المئة العام الماضي من 16.9 في المئة في 2013.
غير أنه في حين أن الصين ولدت 944 مليار كيلوات/ساعة من الكهرباء في العام الماضي يقول خبراء إن بوسعها زيادة الانتاج زيادة كبيرة.
وقال زانج بوتنج نائب الأمين العام لجمعية الموارد الكهرومائية الصينية لرويترز “إذا استغلت الصين الطاقة الكهرومائية بالكامل ينبغي أن يكون الانتاج الإجمالي نحو 2.2 تريليون كيلووات بالمقارنة مع نحو تريليون كيلووات الآن.”
ومن الممكن أن يؤدي مضاعفة استخدام الكهرباء المولدة من مصادر مائية في الصين إلى خفض استخدام الفحم بنحو 500 مليون طن سنويا.
وفي اقليم سيشوان الجنوبي الغربي حيث ارتفع انتاج الكهرباء من الموارد المائية 19.1 في المئة في الشهر الأربعة الأولى من العام أظهرت بيانات إدارة الطاقة الوطنية الرسمية أن محطات الكهرباء اضطرت لصرف كميات من المياه كان من الممكن أن تولد 9.8 مليار كيلووات/ساعة إضافية العام الماضي لو أن الشبكة كانت تستوعبتها.