اشار وزير العدل أشرف ريفي الى ان إغتيال الشهيد رمزي عيراني شكل مؤشرا على أن الإنتفاضة الوطنية الإسلامية المسيحية قد بدأت تتخمر. وفي المقابل شكل إغتيال رمزي جرس إنذار مبكر إلى أن نظام الوصاية لم يعد يطيق الحراك السياسي الفاعل. يومها كان رمزي عيراني بطلا بإمتياز. لم يخف ولم يتأثر بالملاحقات والتعقبات. فالثورة تولد من رحم الأحزان هكذا غنت ماجدة الرومي وهكذا كان واقع الوطنيين والإستقلاليين.
ريفي، وخلال حفل توزيع جائزة رمزي عيراني في قاعة الGrand ballroom” في فندق فينيسيا، اقامته مصلحة المهندسين في “القوات اللبنانية”، لفت الى انهم أرادوها رسالة واضحة للجميع تدل على جبروتهم، أرادوها رسالة تزرع الخوف في قلوب اللبنانيين، فإذا بها ترتد عليهم رسالة على شكل ثورة، ثورة إنطلقت يوم إغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وها هي اليوم تلاحقهم في عقر دارهم. لقد أزعجهم في رمزي عيراني روح الشباب المنتفضة على الظلم والقهر، الرافضة للخضوع لحكم بائد يؤمن بالأبدية للزعيم، وبالسجن للحكيم، وبالقتل والتصفية لكل من يجرؤ على الإيمان بلبنان العظيم.
وطمأن ريفي بان وهج العدالة بدأ يلوح بالافق، زمن الافلات من العقاب ولى الى غير رجعة، لقد اطلقنا مسيرة النهوض بالجسم القضائي، اردناها عدالة على صورة المحكمة الخاصة بلبنان حيث الشفافية والعلنية، لا عدالة تكريم العملاء، عدالة المحاكم المختصة في مكافحة الارهاب، لا عدالة محاكم متخصصة في مكافأة الارهابيين على افعالهم”.
وقال: “لا يمكن أن ننسى الشهيد رمزي عيراني، ولا يمكن أن ننسى أيا من شهدائنا ونحن نصر على معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة اليوم وفي الذكرى السنوية لإستشهاده وعلى مسافة يومين من ذكرى إستشهاد هاشم السلمان، أعلن أمامكم وأعدكم كوزير للعدل أن أعمل على تكوين ملفات قضائية للشهيدين عيراني والسلمان، ولكل شهيد وطني أو مخطوف أو مفقود أعرف أن هذه المهمة الوطنية فيها عقبات ولكنها مرحلية وسنزيل كل العقبات.
واضاف: “لم يكن بمقدورهم مواجهة أمثاله من شباب لبنان الحر إلا أسلوبهم القائم على إلغاء الآخر، فهم يعلمون جيدا أن نهجهم لا يؤمن بالحوار، هم يرون بالشباب وقودا لحروبهم العبثية فقط، وآلة لتنفيذ مشاريعهم الإجرامية، جنودا في خدمة السلطان، هذه هي عقيدتهم وهذا هو أسلوبهم، لكنهم نسوا أن شمس الحرية تشرق من لبنان وأن ظلام أفكارهم وسواد قلوبهم يعجز عن إطفاء روح الكرامة في نفوسنا. إصرارنا على الإستمرار في المواجهة أفقدهم صوابهم، لم يستوعبوا بعد أنهم أضحوا من الماضي، ماض أسود بلون قلوبهم الحاقدة، لم يفهموا يوما طبيعة هذا الشعب العاصي على الطاعة للظالمين، لم يفهموا أن ميشال سماحة وأمثاله قلة قليلة، نسوا ان صورة شباب لبنان يمثلها رمزي عيراني ووسام عيد وبيار الجميل، وان في لبنان رجال كوسام الحسن ستكون لهم ولمخططاتهم المدمرة بالمرصاد. نحن نؤمن ان لا وطن دون عدالة ودونها لا امن ولا استقرار. الابطال لا يخافون المجرمين”.
وتابع: “المجرمون هم الذين يخافون الابطال، لم خيف شهيدنا من قاتليه ولا من تهديداتهم. هكذا كان شهيدنا البطل رمزي عيراني وهكذا كان شهيدنا الكبير الرئيس رفيق الحريري وهكذا كان شهداؤنا جبران تويني ووسا الحسن وبيار الجميل وكافة شهداء ثورة الارز. الم يهددوا قبل اغتيالهم؟ الم تشن الحملات الاعلامية والسياسية على كل منهم من ابواق النظام السوري وادواته قبل اغتيالهم؟ هذه بصمة الاغتيال لهذا النظام بهذه الطريقة كان ذلك النظام يحضر الاجواء لارهاب اخصامهم او اغتيالهم. نعم انني اعرف انني اليوم وزيرا للعدل، وعلى الذين شاركوا في الحملات على ابطالنا سواء كانوا سياسيين او اعلاميين ان يعلموا انهم كانوا شركاء في الجريمة. وبالطبع من يشارك اليوم او غدا في حملات كهذه سيكون شريكا ايضا في اي جريمة مماثلة سواء كانت للترهيب او للقتل”.
اضاف: “نعرف نغمات التكوين والعمالة في الفترة السابقة واليوم قد يضيفون عليها نغمةالتكفير، وللمصطادين في الماء العكر اقول ان داعش تنظيم ارهابي مشبوه. قدم نفسه كمدافع عن الدين الاسلامي والاسلام منه براءة. فديننا الحنيف كالمسيحية دين محبة ورحمة وقبول للآخر. انتصرنا وانهزموا. الم يجبر النظام السوري على مغادرة بيروت وكافة الاراضي اللبنانية؟ يوم انسحب من بيروت العظيمة ترنحت دمشق وهي على وشك ان تلفظ نظام الاجرام لتعود عاصمة للوطنيين السوريين. هذه هي دروس التاريخ وهذه عبره. لبنان الحر سينتصر والمجرمون بنظامهم ورجالهم وقتلتهم الى زوال. الم يكن خطف رمزي عيراني يوم ميلاد ابنته ياسمينا وتصفيته جريمة ارهابية؟ الم يكن تفجير الكنائس والمساجد دور العبادة جرائم ارهابية؟ فمن زرع العبوات المتفجرة في الاشرفية والزلقا وعاليه واما اذاعة صوت المحبة في جونية هو ارهابي. فمن اغتال شهداء ثورة الارز هو ارهابي. من حاول اغتيال مروان حمادة ومي شدياق والياس المر وسمير جعجع وبطرس حرب هو ارهابي بامتياز”.
وقال: “راهنوا كثيرا على جرنا الى لغة السلاح والميليشيات، لكن ايماننا بالدولة ومؤسساتها احبط مخططاتهم الرامية الى اشعال فتيل الفتنة بين اللبنانيين، ارسلوا لنا المتفجرات بواسطة ميشال سماحة وعلي المملوك، فكنا لهم بالمرصاد، فضحنا مخططاتهم بالصوت والصورة وشاهد اللبنانيون جميعا الحقيقة كما هي، وكما كل مرة كان ردهم بالدم، اغتالوا وسام الحسن ومن بعده محمد شطح ولكنهم لم يتمكنوا من اغتيال روح المقاومة فينا، مقاومة في سبيل الدفاع عن لبنان، لا مقاومة لحفظ انظمة البطش والاجرام”.
اضاف: “خيارنا واحد وواضح، اطلاق مسيرة بناء الدولة حتى النهاية، دولة المؤسسات، مؤكدا انه لتحقيق ذلك لا بد من ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية اولا ، لأن الفراغ في سد الرئاسة جريمة على مستوى الوطن، وعلى مستوى الشراكة الوطنية، فالرئيس هو الضامن والحامي للدستور، انه عنوان العيش المشترك، على الجميع ان يعي تماما المسؤولية التاريخية التي سيتحملها كل من يعطل انتخاب رئيس للجمهورية وللمراهنين على الفراغ اقول: “لن تستطيعوا فرض معادلاتكم علينا، كفاكم رهانا على السلاح لقلب التوازنات، فنحن نؤمن بالعيش المشترك والشراكة وبالشراكة العادلة التي كرسها اتفاق الطائف. تعالوا الى حضن الدولة فالفرصة ما زالت مؤاتية لكي ننهض ببلدنا يدا بيد. تعالوا نبني مستقبلا واحدا لابنائنا، تعالوا نبعد عن وطننا نيران الجوار، تعالوا نضع حدا نهائيا لمخططات التقسيم، لا خلاص الا بالدولة ومؤسساتها، هي الضمانة الوحيدة لنا جميعا، فلنضع ثقتنا جميعا بجيشنا الوطني ومؤسساتنا الامنية ولنطلق معا رحلة بناء وطن واحد لكل اللبنانيين. نحن نحلم بوطن نعيش فيه مسلمين ومسيحيين بتعايش واخوة حقيقية. هكذا حلم رمزي عيراني وكافة الشهداء”.
واكد ان الرهان سيبقى على الدولة ومؤسساتها الشرعية وسنرفض الخضوع والخنوع لأن شعب لبنان شعب عاشق للحرية، محب للحياة طامح على الدوام للعيش افضل في ظل مجتمه تسوده العدالة الالفة والمحبة والتفاعل الايجابي بين كافة العائلات اللبنانية. وقال: “نحلم بوطن كبقية الاوطان، فيه دولة تحكمه بواسطة مؤسساتها الشرعية ولا مكان للدويلة فيه.
من جهة أخرى، استقبلت رئيسة لجنة التربية والثقافة النائبة بهية الحريري في مجدليون الوزير ريفي، وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والمستجدات الداخلية.
وإثر اللقاء قال ريفي: “إننا اليوم في ذكرى عزيزة علينا ومؤلمة لنا، استشهاد 4 قضاة على قوس العدالة. لم يشهد التاريخ اغتيال 4 قضاة على قوس العدالة في كل البشرية. وكان لا بد ان نشارك الجسم القضائي والأهالي في الثمن الذي دفعوه، ومن ثم كانت زيارة هذا البيت الكريم، وهي زيارة طبيعية وواجبة لنقول للسيدة بهية ان هذا البيت يعني وطنيا كثيرا جدا من ايام الرئيس الحريري الذي قدم للدولة اللبنانية عصارة فكره ورؤيته، كان رؤيويا وعصارة فكر، ثم قدم اغلى ما يمكن ان يقدمه انسان، حياته واستشهاده، في سبيل هذا الوطن. وهذا البيت أعتز بأني كنت قريبا منه كل العمر وسابقى قريبا باستمراريته، كنا مع الشهيد الحريري ثم مع الشيخ سعد الحريري ومستمرون كفريق عمل واحد لأن هذا البيت له على الوطن وعلى لبنان كله”.
وردا على سؤال عن التعيينات الأمنية، قال: “هناك طروحات عديدة جدا في هذا المجال، نحن كفريق سياسي طرحنا هو الأولوية لرئاسة الجمهورية، ننتخب رئيس جمهورية ثم تنتظم الأمور تلقائيا، بكل أسف نريد ان نقفز على قصة رئاسة الجمهورية ونعين قائد جيش في وقت يواجه البلد لحظات صعبة جدا. اذا، عندما تهرب من الأصول تقع في الفخاخ، وبكل أسف هربنا من رئاسة الجمهورية، وهذا ما أعتبره جريمة وطنية بحق الوطن وجريمة بحق الشراكة الوطنية، ثم نعالج رئاسة الجمهورية. لكن لا، نحن يجب ان نعالج حسب الأصول”.
وأضاف: “اننا لم نر هذه الحمية عندما كان هناك طرح على مستوى الأمن العام، الأمن العام كان لأخواننا المسيحيين ثم عدل لطائفة ثانية، ولم نر هذه الاستماتة في قصة الأمن العام، واليوم قائد الجيش ما زال مارونيا، ولا نقول انه لطائفة ثانية، ونحن مع كل انسان اذا كنا في الوضع الطبيعي، انما نحن في وضع استثنائي وصعب جدا، ورئاسة الجمهورية تأتي قبل المواقع الأمنية، خصوصا في مرحلة تشهد مواجهة أمنية عسكرية دقيقة جدا. الدول لا تغير القيادات اثناء الحروب او اثناء ما يشبه الحروب الا اذا كان لديها مأخذ كبير جدا، ونحن ليس لدينا مأخذ كبير ولا اي مأخذ على قيادة الجيش، نحن في رضى تام عن التطور الذي حدث في توزيع القوى سواء على الحدود الشرقية او الحدود الشمالية، وكنا في الأيام الأولى في حالة غير مرضية تطورت بشكل متسارع جدا، والوضع على الحدود الشرقية الآن مرض عسكريا وامنيا”.