Site icon IMLebanon

مخاوف من عواصف وصيف عصيب في الأسواق المالية

StockMarketsConfusion
ديفيد أوكلي

أسبوع آخر مضطرب في الأسواق جعل المستثمرين يشعرون بالخوف من عواصف كبيرة هذا الصيف.
فقد تم بيع السندات الحكومية الألمانية بسعر مخفض وتعرضت الأسهم للخسارة مرتين، في حين شهدت أسواق الصرف الأجنبي تقلبات كبيرة مع تدافع المستثمرين للتموضع في ظل حالة عدم اليقين في اليونان، وهناك مخاوف بشأن سياسة أسعار الفائدة الأمريكية، ومخاوف من فقاعة ائتمان صينية.

وعلى نحو متزايد، يشعر المستثمرون بالقلق من أن اضطراب الأسبوع الماضي يمكن إلى حد كبير أن يكون شبيها بصرخة خفيضة، مقارنة باحتمال بالاضطراب خلال فصل الصيف، عندما يزيد انخفاض أحجام التداول في كثير من الأحيان من التقلب ويمكن أن يؤدي بسرعة إلى إضعاف العوائد.

يقول تيم هايوود، مدير الاستثمار في GAM: “التعافي الاقتصادي مستمر، لكن هناك ثلاثة مخاطر رئيسية تواجه المستثمرين”. ويسلط هايوود الضوء على الإعسار اليوناني، وارتفاع سريع جدا في عوائد السندات، وبدء أول دورة ارتفاع في أسعار الفائدة الأمريكية منذ أكثر من عقد. ويحذر: “كل هذه يمكن أن تتسبب في الاضطراب”.

وبالنظر عبر الأسواق الرئيسية للأسهم والسندات والعملات الأجنبية، لا يبدو أن هناك أي نقص في المخاطر التي تواجه المستثمرين، نظرا للتقييمات العالية لكثير من فئات الأصول، ولا سيما في حالة أسواق الأسهم الصاخبة في الصين.

وتبين أن سنوات من الدعم النشط من البنوك المركزية، بقيادة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والدعم الذي يأتي في الوقت الحاضر من بنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي، اللذين قاما بقمع عوائد السندات، عملت على تغذية قدر كبير من التهاون بين المستثمرين.

ويحذر جون رو، من إدارة الاستثمار في “إل جي”، العملاء من المخاطر، ولا سيما في السندات التي شهدت الكثير من التقلبات. ويقول: “إن أشهر الصيف يمكن أن تكون خادعة. كثير من الناس يذهبون بعيدا لقضاء العطلة والأحجام آخذة في الهبوط”.

وفي ظل هذه الخلفية، يخشى كثيرون من أن ارتفاع قيم الأسهم والمخاوف من حدوث فقاعة في الصين قد يثيرا أيضا اضطرابات أوسع في الأشهر المقبلة.

وفي حال تعرض ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى تصحيح كبير، فإن التداعيات التي من المرجح أن تحدث، ليس فقط بالنسبة للأسواق الناشئة ولكن لبقية العالم، ستكون على نطاق واسع يمكن أن يعرض الانتعاش في كثير من الاقتصادات للخطر.

ومع ارتفاع قيمة الأسهم الصينية إلى الضعف منذ بداية العام، في الوقت الذي أخذ فيه نمو الائتمان يتضخم إلى نحو 200 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، أصبح من الممكن أن يرى المرء بوضوح مؤشرات وجود المال السهل الذي يشوه الأسواق وسلوك المستثمرين.

وبلغ إصدار الأسهم العالمية رقما قياسيا مقداره 424 مليار دولار هذا العام، وهناك سيل من الإصدارات العامة الأولية والثانوية تعوم الأسواق، وفقا لما تقوله “تومسون رويترز”. ووفقا لبيانات الصادرة عن “بريكون” هناك أيضا عدد كبير من مجموعات الأسهم الخاصة التي تعكف على سحب المال. ومع نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ الأمريكية، بتمويل من الاقتراض الرخيص الذي ارتفع بنسبة كبيرة، تبدو مخاطر تصحيح الأسهم بشكل عميق آخذة في الارتفاع، خاصة مع تباطؤ نمو الأرباح في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

وبالنسبة للسندات، تتركز المخاطر بشكل رئيسي على توقعات سياسة أسعار الفائدة الأمريكية وعلى الوتيرة التي سيرفع بها البنك المركزي الأمريكي تكاليف الاقتراض. وعلى الرغم من أن الابتعاد عن نسبة الفائدة القريبة من الصفر أمر صدرت بشأنه إشارات واضحة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مع إجماع ساحق يتوقع تشديد السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام، هناك احتمال لحدوث تقلب بسبب وجهات النظر المختلفة بين صناع السياسة والمستثمرين حول وقت قرار البنك المركزي الأمريكي.

واستنادا إلى مخططات نقطية أجراها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تحدد توقعات صناع السياسة في لجنة السوق المفتوحة، وهي الجهة التي تحدد سعر الفائدة، سوف تكون أسعار الفائدة عند 0.5 في المائة بحلول نهاية العام، بعد أن ارتفعت من المعدل الصفري إلى مستوى 0.25 في المائة الحالي. في المقابل، فإن توقعات السوق من خلال العقود الآجلة لأسعار الفائدة الرسمية من الاحتياطي الفيدرالي تتوقع أن تصل المعدلات إلى 0.35 في المائة فقط بحلول نهاية العام. وهذا يعكس وجهات نظر بعض المستثمرين بأن البنك المركزي سوف يوسع الممر من صفر إلى 0.35 في المائة، بدلا من تنفيذ زيادة كاملة تبلغ 0.25 في المائة إلى 0.5 في المائة.

جون ستوبفورد، الرئيس المشارك للأصول المتعددة في إنفستيك، يقول: “زيادة حاسمة بنسبة 0.25 نقطة مئوية في أيلول (سبتمبر) يمكن أن تأخذ بعض المستثمرين على حين غرة وتتسبب في الكثير من التقلبات”.

وهناك مصدر آخر للمخاوف بالنسبة لمستثمري السندات هو اليونان. ففي حالة الإعسار، فإن هذا سيستثير خروجا من سندات البلدان الطرفية باتجاه الملاذات الآمنة، مثل سندات الخزانة البريطانية والأمريكية. وفي أسواق العملات الأجنبية، تبدو عملات الأسواق الناشئة هي الأضعف، خصوصا في البلدان الغنية بالموارد. لكن يمكن أن يتعرض اليورو للضغط أيضا، كما يقول بعض المستثمرين، في الوقت الذي يصبح فيه التباعد في السياسة بين الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي ملموسا أكثر من قبل.

ورغم أن المستثمرين لا يحذرون من تكرار ما حدث في آب (أغسطس) 1997، أو 2007، أو اللحظات المحمومة قبيل انهيار بنك ليمان براذرز في أيلول (سبتمبر) 2008، إلا أن هناك سحبا تتجمع في الأفق يمكن أن تكون نذيرا بالمتاعب في الصيف.

يقول ستوبفورد: “المثل الذي يقول يجدر بك أن تبيع في أيار (مايو) وألا تعود إلا في أيلول (سبتمبر) يبدو في مكانه تماما هذا العام. لكن حين نكون قد انتهينا من الصيف، فنحن على ثقة تامة بأن الأسواق يمكن أن تندفع والاقتصادات يمكن أن تنتعش”.