رنا سعرتي
عاد الوفد السياحي اللبناني برئاسة رئيس اتحاد المؤسسات السياحية بيار الأشقر، من الصين الاسبوع الماضي حيث جال على 3 مدن رئيسية، موعودا باستقطاب فئة جديدة من السياح بعد ان دفعه تعطشه لجذب السياح، الى زيارة النصف الشرقي من الكرة الأرضية.
ترأس رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر الوفد السياحي اللبناني الى الصين في اطار زيارة لاعادة تفعيل التعاون السياحي بين البلدين. وأوضح الأشقر لـ«الجمهورية» ان النقابات السياحية في لبنان استضافت منذ 4 سنوات وفدا صينيا مؤلفا من 20 شخصا، بهدف التعاون السياحي بين البلدين.
وفي ظلّ تطور الوضع السياحي منذ ذلك الحين، باتت الصين تصدّر أكثر من 80 مليون سائح سنويا، لذلك قررت النقابات السياحية اللبنانية معاودة الاتصال بالجانب الصيني سعيا منها لايجاد اي مصدر سياحي جديد «بعد ان فقدنا المصادر الاساسية للسياحة في لبنان، والتي اصبحت مطلعة بشكل كبير على الوضع محليّا، مما دفعها الى تحذير رعاياها من المجيء الى لبنان».
وفيما اشار الاشقر الى ان الاميركيين والاوروبيين اصدروا مؤخرا تحذيرات من زيارة لبنان، قال ان الصين باتت من الدول القليلة التي لم تعتمد هذا النوع من التحذيرات.
اضاف: بما اننا نتعطّش لاستقطاب أي سائح في العالم، قررنا زيارة الصين لاعادة انعاش الاتصالات السابقة مع الجانب الصيني، مما أسفر عن دعوة وفد لبناني من النقابات السياحية لزيارة الصين.
ولفت الى ان الوجهة الاولى للوفد اللبناني كانت بكين، حيث زار جمعية الصداقة الصينية العربية والصينية اللبنانية اضافة الى سفارة لبنان في الصين، وتمّ توجيه الوفد نحو المؤسسات السياحية الاساسية الكبيرة والتي تبيّن ان معظمها تابع للدولة.
وتمّ البحث في وضع برنامج سياحي خاص بلبنان، «إلا ان المشكلة التي واجهناها، تتمثّل بمدّة العطلة السياحية التي يعتمدها الصينيون والتي تترواح بين 10 و15 يوما، يسعون في خلالها لزيارة عدّة بلدان وليس بلدا واحدا فقط».
وتبيّن للوفد اللبناني ان المؤسسات السياحية الصينية تعمد الى تنويع الرزم السياحية وتقسيمها بين بلدان عدّة تتضمن لبنان، سوريا الاردن واسرائيل، على سبيل المثال.
طرح الجانب اللبناني اقتراحات بتقسيم الرحلات السياحية بين تركيا، لبنان ومصر. كما تمّ التطرق الى الموازنة المخصصة لتلك الرزم السياحية.
من بكين انتقل الوفد اللبناني الى شنغهاي، حيث لقي اهتماما بالاقتراحات التي قدمها، ولمس توجيهات الحكومة للمؤسسات السياحية الصينية، بالتعاون مع الجانب اللبناني.
• ما هي الخطوات التي ستلي الزيارة؟
– اكد الاشقر ان الخطوات التي ستلي عودة الوفد اللبناني من الصين، ستُسهّل بدعوة مؤسسات السياحة والسفر الصينية الرئيسية الى زيارة لبنان والاطلاع عن كثب واقتناعها بالوجهة السياحية الجديدة التي ستسوّق لها.
وقال: ننتظر زيارة الوفد الصيني السياحي في أسرع وقت ممكن، لتحديد نوعية الفنادق التي تهمّ السياح الصينيين، ونوعية الطعام اضافة الى المواقع السياحية.
اما الخطوة الثانية فهي تبدأ بعد اقتناع الجانب الصيني بلبنان، كوجهة سياحية، حيث يأتي دور وزارة السياحة اللبنانية من ناحية تخصيص موازنة لتسويق لبنان في الصين، «لأن الجانب الصيني شدد على ضرورة التسويق الاعلاني للبنان، على غرار ما تقوم به تركيا، قبرص ومصر وغيرها من الدول».
• هل ينقذ السياح الصينيون الموسم؟
– أكد الاشقر أن هذه المبادرة لن تنقذ موسم الصيف الحالي، «لا نعوّل على الموسم السياحي القادم ولا على السنة الحالية كلّها. نحن نحاول تنويع مصادر السياحة في لبنان، وفي الوقت ذاته نحتاج الى تفعيل الاتصالات على المستوى السياسي لتطمين الجانب الصيني الى الوضع الامني في لبنان».
واشار الى ان القطاع الخاص يقوم بواجباته وأخذ على عاتقه زيارة الصين بحثا عن السياح، «يبقى على الحكومة ان تقوم بواجباتها من خلال دعم الحكومة ووزارة السياحة».
الوضع السياحي
حول الوضع السياحي خلال موسم الصيف المقبل، ذكر الاشقر ان نسبة الحجوزات في الفنادق لغاية اليوم، لا تتعدّى 20 في المئة وهي نسبة لا تغطي كلفة رواتب موظفي الفنادق. واوضح ان نسبة الإشغال المطلوبة على مدار 100 يوم اي موسم الصيف بكامله، لتغطية كلفة التشغيل، يجب ان تكون بالحدّ الادنى بين 40 و45 في المئة. اما لتحقيق الارباح، فيجب ان تتخطى نسبة الإشغال على مدار 100 يوم، 45 في المئة.
وذكر ان بعض الفنادق أقفل أبوابه، بينها «السفير» و»شيراتون»، وهما فندقان فئة خمسة نجوم في بحمدون، اضافة الى فندق «غراند هيلز» في برمانا. في حين ان كل الفنادق الاخرى في لبنان، لجأت الى إقفالات جزئية في اطار عملية «عصر» للنفقات.
وشدّد الاشقر على ان المشكلة التي يعاني منها القطاع السياحي اليوم، هي سياسية وأمنية، مشيرا الى ان الصراع السياسي الداخلي المرتبط بالأزمة الاقليمية الدائرة على الحدود يؤثر سلبا على القطاع من ناحية إبعاد السياح العرب وحتى المغتربين اللبنانيين.
واشار الاشقر الى انه حتى حفلات الاعراس باتت تقام خارج لبنان بسبب اعتكاف بعض الجهات عن تلبية الدعوة وزيارة لبنان، نتيجة التصريحات السياسية ضدّ الدول الخليجية التي حوّلت الخصومة الى عداء.
واعتبر ان جولة الهيئات الاقتصادية على الدول الخليجية ساهمت في تخفيف وطأة المقاطعة لكنها لن تقلب المعادلة بين ليلة وضحاها، والهدف الرئيس منها كان حماية اللبنانيين الموجودين هناك.