قال مسؤول إيراني امس الإثنين إن ثماني شركات من غرب أوروبا تتطلع للاستثمار في مشروع سيراف لتكرير النفط في إيران والذي يتكلف 2.8 مليار دولار وذلك مع سعي الجمهورية الإسلامية لزيادة طاقتها التكريرية لتقليص اعتمادها على الواردات.
وتملك إيران – وهي خامس أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك – احتياطيات ضخمة من النفط والغاز لكنها تفتقر إلى الطاقة التكريرية، وهو ما يجعلها معتمدة بشدة على الواردات. وتسببت العقوبات الغربية المفروضة على البلاد بسبب برنامجها النووي في حرمانها أيضا من التكنولوجيا التي تحتاجها لتطوير القطاع.
وقال علي رضا صادق آبادي، العضو المنتدب لشركة البنية التحتية لمصافي سيراف: «تم تصميم المشروع للتعامل مع الموقف الحالي» في إشارة إلى مساعي إيران من أجل الاكتفاء الذاتي. وأضاف قوله: «بالطبع بعد رفع العقوبات سيهتم المزيد من الشركات الأجنبية بالاستثمار في إيران.»
وتوصلت إيران وست دول إلى اتفاق مؤقت في المفاوضات حول برنامج طهران النووي في أوائل أبريل / نيسان. ويسعى الطرفان للتوصل إلى اتفاق نهائي بنهاية الشهر الحالي ربما يؤدي إلى رفع العقوبات.
وقال صادق آبادي إن شركة آسيوية – لم يسمها – وأخرى إيرانية ستعملان معا في قطاعات معينة من المشروع. وتابع يقول: «سوف نختار من بين ثماني شركات من غرب أوروبا ترغب في المشاركة.» وامتنع عن تسمية الشركات ولم يذكر أيضا عدد الشركات التي سيتم اختيارها.
وأضاف صادق آبادي أن طاقة المعالجة لمشروع سيراف ستبلغ 480 ألف برميل يوميا وسوف يستكمل خلال 38 شهرا أو أكثر قليلا من ثلاث سنوات. وسوف تقوم شركات خاصة ببناء ثماني محطات للمعالجة مستخدمة أموالها.
وهبطت مبيعات النفط الإيرانية إلى نحو مليون برميل يوميا بسبب العقوبات. لكن صادرات المكثفات – وهي نوع من النفط الخفيف يستخدم في صناعة البنزين والبتروكيماويات – والتي تستخرج من حقل بارس الجنوبي للغاز ارتفعت نظرا لأنها تتجه إلى مشترين مسموح لهم بشراء الخام الإيراني بموجب العقوبات الأمريكية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن مبيعات إيران من المكثفات زادت إلى مثليها في عام 2014 إلى نحو 200 ألف برميل يوميا وساهمت في إجمالي صادرات النفط الإيرانية في أبريل / نيسان والذي بلغ حوالي 1.3 مليون برميل يوميا.
لكن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه قال إن إيران لن تصدر مكثفات الغاز – التي يتم تكريرها إلى منتجات عالية القيمة – بمجرد بدء تشغيل المصافي.
وقال صادق آبادي إن مصافي سيراف ستكون قادرة على إنتاج ما يزيد عن 270 ألف برميل يوميا من النفتا و140 ألف برميل يوميا من زيت الغاز و30 ألف برميل يوميا من غاز البترول المسال و40 ألف برميل يوميا من الكيروسين.
واضاف أن نحو 60 في المئة من مكثفات الغاز في سيراف سيتم تحويلها إلى نفتا عالية القيمة والتي تستخدم في صناعة منتجات بلاستيكية.
وتابع قوله: «يتزايد الطلب على النفتا. وباكتمال مشروع سيراف سنتمكن من إنتاج المزيد (من النفتا) للتصدير إلى منتجي الكيماويات الآسيويين.
«تخطط إيران لبيع مزيد من المنتجات المكررة في المدى البعيد… وهو ما سيخلق وظائف في البلاد ويساعد اقتصادنا.»
وتتحول منطقة الشرق الأوسط إلى مركز رئيسي للتكرير مع قيام دول خليجية أخرى – مثل الكويت – بتعزيز طاقتها لأسباب من بينها تقليص اعتمادها على الواردات.
وتهدف السعودية لإنتاج 8 إلى 10 ملايين برميل يوميا من المنتجات المكررة في الأعوام القادمة مقارنة مع ما يزيد عن 5 ملايين برميل يوميا حاليا في الداخل والخارج.