رأى نائب رئيس كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني، أن المشكلة مع السيد حسن نصرالله، لا تكمن فقط في خروجه عن طوع الشرعية اللبنانية، إنما أيضا بتنصيب نفسه ممثلا عن الشعب اللبناني ومتحدثا باسمهم عموما وباسم الطائفة الشيعية الكريمة خصوصا، وذلك في محاولة منه لتخفيف ردود الفعل على عسكر تاليته في جرود عرسال والقلمون، وعلى تخطيه سياسة النأي بالنفس ودور الجيش في حماية القرى الحدودية.
مجدلاني، وفي تصريح لصحيفة “الأنباء” الكويتية، لفت الى أن تكليف الحكومة الجيش باتخاذ التدابير اللازمة في عرسال وجرودها، لا يعني إطلاقا دخول الحرب الى جانب حزب الله كما يحاول البعض تسويقه، إنما يعني الدفاع عن الأراضي اللبنانية وهو موقف طبيعي في كل دولة تحترم سيادتها، علما أن الجيش لم يكن بانتظار تكليفه، حين سطر البطولات وقدم التضحيات الجسام في عرسال ورأس بعلبك، معربا عن ثقته بقائد الجيش العماد قهوجي وبحكمة القيادة العسكرية.
وعن شبه الإجماع بأن الحكومة أصبحت مشلولة وعاجزة عن مواجهة التحديات وفي مقدمتها التعيينات الامنية، لفت مجدلاني الى أن الكرة في ملعب الرئيس تمام سلام الذي لا يألو جهدا لجعل حكومة تجتاز حقل الألغام المتجسد بضغوط حزب الله وتهديدات العماد ميشال عون، معتبرا من جهة ثانية أن الرئيس سلام مدعوم من الرئيس نبيه بري وقوى 14 آذار، لن يستسلم أمام محاولات شل الحكومة تحت عنوان تعيين قائد جديد للجيش، خصوصا أن اعتكاف وزراء العماد عون فيما لو حصل، لن يؤثر على استمرار الحكومة حتى ولو تضامن معه حزب الله، وذلك لكون الحليفين المشار اليهما لا يشكلان تهديدا لميثاقية الحكومة بالدرجة الاولى ولا للنصاب القانوني لمجلس الوزراء بالدرجة الثانية، لكونهما لا يملكان مجتمعين الثلث المعطل فيها.
على صعيد مختلف، وعن قراءته للتقارب العوني – القواتي، أعرب مجدلاني عن يقينه بأن إعلان النوايا بين الطرفين المذكورين لن يكون مجرد حبر على ورق، إلا أنه على أهميته، لن يؤثر إيجابا على الشغور المتعمد في موقع رئاسة الجمهورية، معتبرا بالتالي أن الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، يلاقي حوار المستقبل – “حزب الله”، لجهة تنفيس الاحتقان الشعبي دون أن تكون له أي فعالية على مستوى ترميم الوضع السياسي العام.