ابراهيم عواضة
منذ تسلمه مسؤولياته في حاكمية مصرف لبنان في آب 1993، أدرك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اهمية تكوين احتياطي نقدي وازن بالعملة الاجنبية في محفظة مصرف لبنان يحمي في زمن الازمات مدخرات اللبنانيين من خلال حماية عملتهم الوطنية.
وادرك سلامة ان من اسباب انهيار الوضع النقدي الذي ورثه في بداية عهده كان اهدار احتياطي المصرف من العملات الصعبة ما افسح في المجال امام المضاربين اختراق مساحة الاستقرار وزرع الفوضى التي تسببت بانهيار سعر صرف الليرة في ظل غياب سلطة نقدية عاجزة لا تملك وسائل الدفاع عن استقرار سعر النقد الوطني.
وادراكاً منه باهمية الاحتياطي النقدي الواجب توفره لدى مصرف لبنان، بدأ سلامة، وفي ظل اوضاع مالية ومصرفية ونقدية صعبة ومعقدة في عملية اعادة تكوين الاحتياطي مستعملا في ذلك سياسات وادوات مبتكرة حافظ من خلالها على زيادة الاحتياطي بصورة تدريجية ومن دون الاخلال بتوازن السوق من جهة وعلى تطمين الاسواق والمتعاملين معها من جهة ثانية. ساهمت سياسات سلامة، وانتجت خلال ولايته المستمرة في مصرف لبنان منذ العام 1993 في رفع احتياطي مصرف لبنان بالعملة الاجنبية من نحو مليار و200 مليون دولار عند تسلمه حاكمية المركزي الى 39.34 مليار دولار حتى النصف الثاني من شهر ايار 2015.
– رقم تاريخي –
وباحتساب محفظة احتياطات لبنان من الذهب، فإن موجودات المركزي لاحتياطي عملات اجنبية وذهب ترتفع الى 50.30 مليار دولار.
– ثوابت ثلاث –
وللدلالة على اهمية هذا «الجدار» الدفاعي النقدي المتقدم الذي بناه سلامة طيلة فترة ولايته يكفي الاشارة الى ثوابت ثلاث:
1 – ساهم ويساهم هذا الاحتياطي في لجم تام وكامل للمضاربات ضد النقد الوطني، ووفر تالياً الاستقرار في السوق والثبات في سعر العملة الوطنية، ومنح الاخيرة المزيد من الثقة بحيث باتت الليرة اليوم محط اقبال من اللبنانيين على حساب الدولار وغيره من العملات الاجنبية.
2 – تشكل احتياطات مصرف لبنان اليوم نسبة 72.45% من اجمالي الدين العام و85.97 % من صافي الدين العام، كما تغطي حوالى 138 شهرا من خدمة الدين.
3- قوة فاعلة ومؤثرة وحاسمة في تأمين الاستقرار في وقت الازمات الصعبة، على غرار ما حصل خلال فترة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحرب تموز في العام 2006، والازمات المفصلية السياسية لا سيما منها الحكومية.
وفي آخر تقرير رسمي عن تطور ارقام ميزانية مصرف لبنان، فان هذه الميزانية تظهر زيادة قدرها 95،751 مليون دولار في الموجودات بالعملة الاجنبية خلال النصف الثاني من شهر ايار 2015 الى 34،39 مليار دولار، مقابل 79،38 مليار دولار في النصف الاول منه. في المقابل، تبين ميزانية مصرف لبنان تراجعا في قمة احتياطات لبنان من الذهب بـ98،279 مليون دولار خلال النصف الثاني من شهر ايار 2015 الى 96،10 مليار دولار. اما على صعيد سنوي، فقد ارتفعت الاحتياطات بالعملة الاجنبية لدى مصرف لبنان بنسبة 16،8 في المئة مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه في نهاية شهر ايار من العام السابق. والبالغ حينها 37،36 مليار دولار.
من جهة اخرى، انخفضت محفظة احتياطات الذهب لدى مصرف لبنان ب0.61 مليار دولار (26،5%) سنويا ليكون قد ارتفع بذلك اجمالي الاحتياطات (ذهب وعملة اجنبية) بـ 2.36 مليار دولار على اساس سنوي الى 30،50 مليار دولار كما في نهاية شهر ايار من العام 2015، مقابل 94،47 مليار دولار في شهر ايار من العام 2014. تشكل هذه الاحتياطات بنسبة 45،72 في المئة من الدين العام الاجمالي و97،85% من صافي الدين العام، كما تغطي حوالى 138 شهرا من خدمة الدين.
وقد ازدادت موجودات مصرف لبنان بـ0.73% مليار دولار خلال النصف الثاني من شهر ايار من العام 2015 ليصل بذلك مجموع الموجودات الى 74،90 مليار دولار، وذلك اثر التحسن بنسبة 0.95 في المئة من اجمالي الاحتياطات الى 30،50 مليار دولار والنمو بنسبة 56،0 في المئة في التسليفات الى القطاع المالي اللبناني الى 51،4 مليار دولار، الامر الذي طغى على الانكماش بنسبة 19،0% في محفظة الاوراق المالية الى 01،16 مليار دولار.