IMLebanon

ثلث المواد الغذائية تؤول إلى الخسارة والهدر…مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء يتراجع

FAO3
تراجعت أسعار السلع الغذائية الرئيسية مجدداً في أيار الماضي، لتصل إلى ما يقارب أدنى مستوياتها خلال ست سنوات، مع الانخفاض الكبير في أسعار الحبوب ووسط توقعات مواتية للإنتاج المحصولي هذا العام.
وبلغ متوسط ​​مؤشر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) لأسعار الغذاء 166.8 نقطة في أيار، بانخفاض مقداره 1.4 في المئة عن مستواه في نيسان وما يقدّر بنحو 20.7 في المئة قياساً على العام السابق.
وقد حدّثت «فاو» أيضاً تنبؤتها لشهر أيار 2015، حول الإنتاج العالمي من القمح والحبوب الخشنة والأرز، بتوقعات لإنتاج أكبر في الصين والمكسيك من الذرة وكذلك لمحصول قمح أعلى وفرة في إفريقيا وأمريكا الشمالية.
وتنبأ أحدث إصدار من موجز «فاو» فيما يخص إمدادات الحبوب والطلب عليها بأن إنتاج الأرز العالمي سينمو بنسبة 1.3 في المئة عن العام الماضي، على الأكثر بفضل زيادات الإنتاج في جميع أنحاء آسيا، لكن هذه التوقعات لا تزال عُرضة لعدم اليقين، إذ يتوقف الموسم إلى حد بعيد على تطورات الأشهر القليلة المقبلة.
ويمثل مؤشر «فاو» لأسعار الغذاء دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية، لقياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، شاملاً مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر.
ويُعزى التراجع في أيار إلى انخفاض شهري بنسبة 3.8 في المئة في المؤشر الفرعي لأسعار الحبوب، وانخفاض مقداره 2.9 في المئة في مؤشر أسعار الألبان، وانخفاض يبلغ واحد في المئة في مؤشر أسعار اللحوم.
من جانب آخر، ارتفع المؤشر الفرعي لأسعار السكر بمقدار 2.0 في المئة، نظراً إلى التأخير المؤقت في موسم السحق البرازيلي وبالرغم من الإمدادات الوفيرة للمحصول.
هذا، وارتفع مؤشر أسعار الزيوت النباتية بنسبة 2.6 في المئة، مدفوعاً جزئياً بمخاوف من أن اشتداد ظاهرة «النينيو» البحرية قد تؤثر على الإنتاج في جنوب شرق آسيا.
وبالنسبة لآخر التوقعات المحدثة، سيبلغ الإنتاج العالمي من الحبوب عام 2015 ما مقداره 2.524 مليار طن، أي دون الناتج القياسي في العام الماضي بنسبة واحد في المئة فحسب، وفي حين ستسجل بعض المخزونات انخفاضاً، فمن المتوقع أن نسبة الأرصدة إلى الاستخدام العالمي من الحبوب ستتجه إلى التراجع الطفيف، فيما «يعزز وجهة النظر السائدة بالنسبة لاستقرار أسواق الحبوب عموماً»، وفقاً لمنظمة «الفاو».
مواجهة الجوع
وإذ تمس الحاجة إلى المزيد من الإنتاج الغذائي لإشباع ملياري شخص إضافيين متوقعين بحلول عام 2050، يرتبط السبب الرئيسي للجوع بالأحرى، بقدرة الوصول إلى الغذاء – حيث يكفي ما هو متوافر منه اليوم، لكن الأسر الفقيرة تفتقر إلى الموارد اللازمة لشراء أو إنتاج الغذاء الذي تحتاجه، ويبرز ذلك بوصفه المحور لتركيز جهود منظمة «فاو»، من خلال» التأكيد على ضرورة التحول في مواجهة التحديات العالمية… من التركيز على زيادة الإنتاج كما شوهد في فترة ما بعد الحرب العالمية، إلى اعتماد نموذج جديد يستند على أفضل السبل للاستفادة من الموارد المحدودة المتاحة».
هدر الغذاء
وعلى الصعيد العالمي، تدل تقديرات منظمة «فاو» على أن ما يصل إلى ثلث مجموع المواد الغذائية المنتجة تؤول إلى الخسارة والهدر كفاقد، وأن 222 مليون طن من الغذاء سنوياً يُلقى بها في سلال المهملات من قبل المستهلكين لدى البلدان الموسرة، في ما يكاد يشكل صافي إنتاج الغذاء في بلدان جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، ولا تقتصر نتيجة الهدر فحسب على أن المواد الغذائية لا تصل إلى الجوعى، بل ويشمل أيضاً إهدار مغذيات التربة الأساسية وقد يحد من القدرة على إدارة الأراضي لزيادة امتصاصها للكربون.
تغير المناخ وبالوعة المطبخ
وبينما يشكل تغير المناخ خطراً كبيراً على الأمن الغذائي عموماً في المستقبل، فإن تأثيره المحتمل على الإنتاج الزراعي لدى البلدان النامية الأشد فقراً يعد بالغ الخطورة بل ويمثل تهديداً للبقاء لا أقل في حالة بعض البلدان الجزرية.
ولا ينطوي توزيع الأغذية وتجهيزها على الحاجة إلى كفاءة أعلى، بل أن حتمية التكيف مع التغير المناخي وتقتضي أن يوجَّه العديد من الممارسات الزراعية وفق غايات وتكنولوجيات مستجدة.