أكدت أوساط سياسية مواكبة للحراك على خط الاتصالات الجارية من اجل تذليل العقد الحكومية والتشريعية وحتى الرئاسية لـ”المركزية” أن كل مايبذل من جانب بعض القوى السياسية للوصول الى اهدافها في اكثر من استحقاق، من خارج المؤسسات الدستورية والاطر الحوارية والتفاهم الداخلي لن يكتب له النجاح، وسياسة التصعيد والنكايات والاستفزاز والتعطيل ستصطدم بحائط مسدود.
وينقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله: “ان بوابة الحلول لا يمكن الا أن تكون من رئاسة الجمهورية، كما يركز رئيس الحكومة تمام سلام في مواقفه كافة وفي بداية جلسات مجلس الوزراء، وان بري يستشعر قلقا كبيرا على البلاد لا يتوانى عن الاعراب عنه امام زواره الذين لمسوا مدى خشيته على البلاد جراء سلوك بعض الاطراف الذين لا يدرجون في حساباتهم مصلحة الوطن ويمضون في انتهاج سياسة التعطيل، ولئن لم تفلح حتى الساعة في تحقيق اي من غاياتهم.
وينقل هؤلاء لـ”المركزية” عن بري قوله ان ادخال المؤسسات الدستورية في حال من الشلل يشكل خطرا كبيرا على الدولة وكينونتها ووجودها وانه ابلغ موقفه هذا الى امين سر تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان الذي زاره امس الاول لتسليمه بيان”اعلان النيات”، وسأله عن سبب الاستمرار في سياسة التعطيل ما دام تعطيل الانتخابات الرئاسية والعمل البرلماني لم يؤديا الى نتيجة، فما الجدوى اذا من المضي في اتجاه تعطيل الحكومة، علما ان مفاعيل التعطيل لا توفر ايا من اللبنانيين بمن فيهم “التيار الوطني الحر” وجمهوره واضاف: “اذا كان المريض يتناول دواء لم يعالج مرضه فهل يستمر بأخذه ام يعمد الى استبداله بآخر اكثر فاعلية؟”، واكد ان لا حل الا بالعودة الى المؤسسات وهي خشبة الخلاص الوحيدة للخروج من مستنقع الازمات.
ويضيف هؤلاء ان بري الذي يجري اتصالات على اكثر من خط في الداخل والخارج من اجل تذليل العقد لا ينفك يشيد بصبر وحكمة سلام وترويه وحسن الاسلوب الذي يتبعه في معالجة الازمة الحكومية، مستغربًا إصرار البعض على تعيين قائد للجيش قبل ثلاثة اشهر على الاستحقاق في حين ان الواجب معالجته من ازمات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية لاي يعالج ويذّكر في هذا السياق باقتراح كان تقدم به منذ مدة لمعالجة التعيينات الأمنية والعسكرية لتلافي الوصول الى ما وصلنا اليه الا ان طرحه لم يلق استحسانا ولا تم التعامل معه بالايجابية المفترضة.
ويشدد الرئيس بري وفق الزوار على ضرورة الابتعاد عن التحدي والاستفزاز واللجوء الى التروي والمعالجة الهادئة في ما يتصل بالوضع الحكومي. وكانت اصوات ارتفعت في اليومين الأخيرين تتمنى على الرئيس سلام توجيه الدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء ليتحمل كل فريق مسؤوليته ويتبين للرأي العام من هي الجهة المعطلة ومعرفة مدى تجاوب حلفاء التيار مع قراره، خصوصا ان غياب وزيرين او حتى اربعة وزراء في التكتل لا ينسف ميثاقية الجلسات ما دامت تضم وزراء من مختلف الطوائف. ويؤكد الرئيس بري استنادا الى ما ينقل عنه زواره ان على القوى السياسية كافة رفع شعار المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والخروج من شرنقة المصالح الضيقة وتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، قبل ان تغرق السفينة بمن فيها في بحر المنطقة الهائج وآنذاك لن ينفع الندم.