IMLebanon

تعطيل البلد ركود مُضاعف

RecessionEcon

طوني رزق

تعكس التقارير الاقتصادية عن الفترة المنقضية من العام 2015 تراجعا في الحركة الاقتصادية عموما في البلاد. والان جاء دور السياسة لتزيد الامور تعقيداً، اذ يتوقع ان تؤدي سياسة تعطيل الحكومة الى أضرار كبيرة وواسعة النطاق على مناخ الأعمال.
أشارت التقارير الاقتصادية عن الاربعة اشهر الاولى من العام الجاري، الى تباطؤ العجلة الاقتصادية في البلاد. فقد تراجع مؤشر مشتريات الشركات للشهر الثامن على التوالي وذلك الى ادنى مستوى له اي الى 48 نقطة.

وعكس هذا التراجع الضعف المتزايد في القطاع الخاص بشكل عمومي. ويظهر الضعف من مصادر عدة أولها تراجع الطلب وارتفاع كلفة الانتاج واتجاه تراجعي في المبيعات وتحديدا على مستوى الاسعار التي تواصل تراجعها في السوق المحلية.

ويعود ذلك بصورة خاصة الى عدم الارتياح على المستوى السياسي الداخلي الأمر الذي سوف يزيد سوءا مع الاتجاه ال تعطيل العمل الحكومي واتساع الهوة بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين.

وفي حين قد يعوّل البعض على الموسم السياحي المقبل تبقى التجاذبات حول سلسلة من الملفات الاساسية في البلاد موضع توتر وعدم ارتياح مما سوف يترك اثره السلبي على الاتجاهات الاقتصادية العامة في البلاد.

ويبدو ان سياسة شد الحبال بين الافرقاء اللبنانيين سوف تفعل فعلها في الاقتصاد الوطني في النصف الثاني من العام مع غياب اي حلول في الافق اذ يتوقع البعض ان يستمر الفراغ الرئاسي اكثر من عام اخر ومعه قد تتوسّع رقعة الفراغ في المؤسسات العامة وفي المراكز الحساسة مع اتجاه الجميع نحو المزيد من التطرف في المواقف.

اتجاهات الاسواق المحلية

تأثرت بورصة بيروت بشكل واضح بما يدور على الساحة السياسية والعسكرية في البلاد وعكست انخفاضات اسهم سوليدير الفئة (أ) و(ب) الاجواء غير المريحة السائدة في الفترة الراهنة وخصوصا مع وصول انباء الهجوم الارهابي في القاع ورأس بعلبك. وتراجعت اسهم الفئة (أ) بنسبة 0,34 في المئة الى 11,60 دولارا، وانخفضت اسهم الفئة (ب) بنسبة 0,17 في المئة الى0 11,6 دولارا.

جاء ذلك مع تبادل 27 عملية بيع وشراء تناولت سبعة اسهم ارتفع منها سهم واحد وتراجع سهمان واستقرت الاربعة المتبقية. اما السهم الذي ارتفع بنسبة 0.60 في المئة امس فكان سهم بنك عودة الفئة (G) وبلغ حجم التداولات 84793 سهما قيمتها 976962 دولارا.

بيانات المانية تدعم اليورو

سجل الدولار الاميركي امس الخسائر في اسواق الصرف العالمية خصوصا مقابل اليورو الذي لقي دعما من قوة بيانات اقتصادية المانية. وزاد اليورو مقتربا من مستوى 1,13 دولار، غير ان الدولار ظل يلقى دعما من القلق في شأن الملف المالي في اليونان، فقلص خسائره وعاد للتحسّن ليرتفع بنسبة 0,05 في المئة الى 124,42 ينا. وعليه، تبقى الاسواق في حال ترقب حذر وشديد مما يترك احتمالات تحرك الاسعار في مختلف الاتجاهات.

ومع عجز الدولار في تحقيق مكاسب واضحة تلقى الذهب بعض الدعم ليرتفع بنسبة 0,17 في المئة الى 1176,05 دولارا للاونصة. كما زادت الفضة بنسبة 0,29 في المئة الى 16,04 دولارا للاونصة.

كذلك استعادت اسعار النفط بعض القوة ليرتفع سعر النفط في نيويورك بنسبة 0,53 في المئة الى 58,45 دولارا للبرميل وليرتفع سعر برميل نفط برنت الخام بنسبة 0.37 في المئة الى 62,92 دولارا.

واستفادت اسواق النفط من الجهود العالمية لتحفيز النمو الاقتصادي الامر الذي يدعو الى توقعات ايجابية في شأن الاستهلاك النفطي العالمي. غير انه رغم ان البعض يتوقع ارتفاع الاسعار حتى 70 دولارا للبرميل بدأ آخرون بتوقع الانخفاض الى مستوى الـ 50 دولارا.

وفي اسواق الاسهم العالمية اتجهت الاسهم الاميركية امس للانخفاض لليوم الرابع على التوالي. وقد اضاع مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت في نيويورك بانخفاضاته جميع المكاسب التي كان حققها هذا العام. وتتأثر اسواق الاسهم بارتفاع احتمالات رفع اسعار الفائدة خلال الصيف المقبل.