حاوره محسن المختفي
بين لبنان وأوروبا والولايات المتحدة يتنقل الفنان اللبناني ـ الأرمني والناشط الحقوقي بيتر جمبازيان المعروف بـ”بيتر جام” حاملاً رسالة الفن الهادف ودعوته إلى السلام بين الشعوب. عن ألبومه الثاني الجديد Universality الذي أصدره بعد Vibrations 2010، ورأيه في عدد من القضايا ومشاريعه المستقبلية، كان لموقع “IMLebanon” هذا الحديث الخاص.
يوضح جام الذي يؤدي أغانيه بالإنكليزية والأرمنية ومؤخراً العربية، أنّه في الألبوم الجديد أدخل ألواناً موسيقية جديدة على العمل وقام بتسجيل عدد من الأغاني بين ألمانيا وإيطاليا وأرمينيا ولبنان، ويضيف: الأغاني متنوعة وكل أغنية لا تشبه الأخرى. إنّها تدعو إلى الحب والسلام. بعضها يطالب بحقوق الإنسان والبعض يتناول قضايا إجتماعية كمحاربة المخدرات، كما أنّ ثمة أغان تتناول وضع المجتمع وكيفية التغيير فيه.
ويلفت إلى أنّه تم إطلاق الـCD في هوليوود في ولاية كاليفورنيا ـ الولايات المتحدة الأميركية وفي ألمانيا وبلدان أخرى. والأغنية العربية اللبنانية أطلقتها أولاً في جامعة هايكازيان في الحمرا وفي كازينو لبنان كما يقول. هذه الأغنية قدمتها إلى اللبنانيين في لبنان والمهجر. كما أطلقت في عيد الحب أغنية سجلتها مع ممثلة إيطالية في البندقية في إيطاليا تحت عنوان ALL THE LOVE THAT I HAVE . وفي ذكرى الإبادة الأرمنية أطلقت أول فيديو كليب أرمني في إسطنبول ـ تركيا في 25 نيسان الماضي وألقيت خطاباً بشأن حل النزاعات وثقافة السلام بين الشعوب وقد تحدثت باللغة التركية، وفي 24 نيسان شاركت في إسطنبول بتظاهرة تدعم حقوق الإنسان وتدعو للإعتراف بالإبادة الأرمنية.
وعما إذا كان من خلال فنّه قادر على إجراء تغيير في المجتمع، يقول جام: هذا الأمر يعتمد على المكان بمعنى أنّ إجراء التغيير في الشرق الأوسط أمر صعب، لأنّ صوت العنف يعلو فوق أي صوت آخر. إنّ أجواء السياسة تسيطر وتسود العقلية في المنطقة ولا أحد يكترث لصوت الموسيقى والثقافة بالإجمال. إذاً أحاول بث رسائل إيجابية من خلال الموسيقى التي أقدمها ومن خلال دوري كسفير سلام عبر إلقاء الخطابات الداعية الى السلام.
وهل فعلاً ما يزال الفن رسالة؟، يجيب قائلاً: الفن هو دائماً رسالة، ورغم إنتشار الأغنية التجارية على نحو واسع، إلا أنّ الساحة لا تخلو من بعض الأغاني الهادفة والتي تحمل بعداً ثقافياً. الموسيقى الجيدة والجميلة قليلة اليوم، وأحاول أن أقدم موسيقى ذات نوعية وفي الوقت نفسه قريبة من التجارية، فأنا لا أصنّف ذاتي أنّني لست تجارياً، بل أحاول إجراء عملية توازن بين الفن الهادف غير التجاري والتجاري.
إلى ذلك، يشدّد جام على أنّ لا شيء يمنعني كأرمني من أن أغني أو ألقي خطاباً في تركيا، ويضيف: أنا ضدّ فكرة وجود عداوة بين الشعوب. المشكلة مع الحكومات والأحزاب السياسة وليست مع الشعوب. فالسياسة هي التي تهدر حقوق المواطن. أمّا بالنسبة للإبادة الأرمنية فهي مرتبطة بحقوق الإنسان. فهذه القضية ليست للأرمن فقط ومثلها القضية الفلسطنية. هي قضية إنسانية بحت. بالنسبة للإبادة الأرمنية مشكلتي مع الدولة التركية، لذلك يجب أن نقيم علاقة أخوية مع الشعب التركي. نحن كنا نعيش معاً، والإبادة حصلت على يد السلطنة العثمانية وليس الشعب التركي. وعليه، يجب توعية الشعب التركي أنّنا أخوة. ويجب الإعتراف بأخطاء الأمس لعدم تكرارها في المستقبل.
وعن مشاريعه خلال الصيف الجاري، يوضح أنّه خلال المرحلة المقبلة ستتوزع نشاطاته بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.