IMLebanon

مصادر: خفض عدد موظفي HSBC يشمل دول الخليج

HSBC
كشفت مصادر مطلعة في مصرف “إتش.إس.بي.سي” أنه يدرس خفض عدد العاملين في الفروع التابعة له في المنطقة العربية، بما في ذلك فروعه في دول الخليج.
وأفادت المصادر التي تحدثت لصحيفة “الاقتصادية”، بأن العدد النهائي المستهدف بإنهاء خدماته في فروع منطقة الخليج لم يحدد بعد، لكنه قد يتجاوز نسبة تقليص العاملين في جميع فروع المصرف وهي 19%.
كما رجحت المصادر أن تشهد المناصب القيادية للعاملين في “إتش.إس.بي.سي” في فروع دول الخليج تغيرات جذرية، سواء بإنهاء خدمات بعض كبار الموظفين لتقليص النفقات أو دمج بعض المناصب.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار خطة عامة للمصرف تستهدف تقليص عدد العاملين فيه، البالغ عددهم 266 ألف عامل، وانهاء خدمات نحو 50 ألف موظف من الموظفين الدائمين بحلول 2017، أي ما يعادل تقريبا 19% من قوة العمل.
ونفت المصادر العاملة في “إتش.إس.بي.سي” التي تحدثت للصحيفة وجود مقترحات بإغلاق فروع له في منطقة الخليج، وأكدت أن الأمر سيقتصر على خفض أعداد العاملين.
وسيواكب هذا الإجراء تطبيق خطة شاملة لتطوير الأداء الوظيفي في الفروع الخليجية، عبر الاستثمار في البنية التحتية، وإمدادها بمعدات تقنية حديثة لتعويض خفض عدد العاملين.
وأعلن “إتش.إس.بي.سي” رسميا أمس توجهه لإنهاء خدمات نحو ثمانية آلاف موظف في بريطانيا بهدف توفير خمسة مليارات دولار. ويقدر عدد العاملين التابعين للمصرف في بريطانيا بـ48 ألف عامل.
ووجه عدد من القيادات النقابية في بريطانيا انتقادات سلبية للمصرف بشأن خططه لتقليص العمالة.
وقالت لـ “الاقتصادية” روز أندروا النقابية في اتحاد العمال إنه منذ عام 2010 “تم طرد نحو 87 ألف موظف من المصرف بدعوى تقلص النفقات.. إنهاء خدمات العاملين الإجراء الأسهل بالنسبة إلى مجلس الإدارة ولا أحد يتحدث عن إخفاق هذه الاستراتيجية”.
وأضافت أندروا أن على “إتش.إس.بي.سي” التوقف عن منح كبار الموظفين والمديرين وأعضاء مجلس الإدارة حوافز ومكافآت بالملايين، كما يمكن طرح أيضا فكرة تقليص رواتب كبار المسؤولين عن إدارته.
وأضافت “إذا كان لا مفر من إنهاء خدمات آلاف الموظفين، فيجب أن يتم ذلك بشكل اختياري من قبل العاملين وليس وفقا لرؤية المصرف فقط”.
الدكتور ريتشارد هارتون الرئيس السابق لقسم الأبحاث في بنك إنجلترا قال إن تقليص عدد العاملين إجراء ضمن خطة إصلاح شاملة يتبعها المصرف، بعد أن واجه تحديات متزايدة خاصة في المجال التنظيمي في السنوات الماضية.
وقال هارتون للصحيفة إن بيئة العمل المصرفي على المستوى العالمي تشهد انحياز أكثر للمصارف المحلية في مواجهة المصارف ذات التوجه الدولي.
وأضاف أن مصرفا بضخامة “إتش.إس.بي.سي” الذي يوجد له فروع في 73 دولة، عليه التعامل مع تلك التحديات عبر رفع المهارات الوظيفية وتقليص عدد العمالة وإغلاق الفروع الخاسرة.
وقال “الأهم تركيز استثماراته في المناطق التي يحقق فيها أعلى الأرباح وهي آسيا التي تسهم بنحو 50% من الأرباح”.
وأعلن “إتش.إس.بي.سي” أمس في بيان نقلته وكالة رويترز أنه سيخفض قاعدة أصوله بمقدار 290 مليار دولار وسيبيع وحداته في البرازيل وتركيا وسيقلص عملياته للاستثمار المصرفي في مسعى لخفض التكاليف وتحسين أدائه الراكد.
وتمثل الاستراتيجية الجديدة -التي تتضمن تقليص قسم العمليات المصرفية والأسواق بالبنك إلى أقل من ثلث ميزانيته العمومية البالغة 2.6 تريليون دولار من مستوى حالي يبلغ نحو 40 % تحولا مهما في عمليات البنك.
وحدد “إتش.إس.بي.سي” أيضا مستوى مستهدفا جديدا للعائد على السهم فوق 10 في المائة بحلول 2017 انخفاضا من المستوى المستهدف السابق البالغ 12 – 15 % بحلول 2015.
ومن المتوقع أن ينقل مصرف “إتش.إس.بي.سي” مقره الرئيس من لندن إلى هونج كونج، وذلك في ضوء الضرائب المتزايدة التي تفرضها بريطانيا على القطاع المصرفي، والتي زادت تسع مرات منذ تم فرضها قبل سنوات.
وبلغت حصيلة تلك الضرائب وفقا لاتحاد المصارف البريطانية 8.1 مليار دولار، مساهمة “إتش.إس.بي.سي” فيها خلال العام الماضي كانت 1.1 مليار دولار.
ويعتزم “إتش.إس.بي.سي” تغيير العلامة التجارية لوحدته لأنشطة التجزئة المصرفية في بريطانيا، في إطار عملية فصل الوحدة التي قال المصرف إنه ليس متأكدا مما إن كان سيحتفظ بها. وقال ستيوارت جاليفر الرئيس التنفيذي لـ “إتش.إس.بي.سي” إن من المقرر خفض عدد الوظائف في بريطانيا بما بين سبعة آلاف وثمانية آلاف وظيفة أو نحو سدس عدد موظفيها هناك.
ويتوقع جاليفر أن يتم خفض الوظائف عن طريق “التناقص الطبيعي” للموظفين، مشيرا إلى أن معدل الدوران الوظيفي في الشركة يبلغ نحو ثلاثة آلاف موظف سنويا.
وتلزم قواعد بريطانية جديدة “إتش.إس.بي.سي” بفصل أنشطتها المحلية للتجزئة المصرفية بحلول 2019، وقالت مصادر إنه قد يبيع تلك الأنشطة. وذكر جاليفر أن القرار لم يتخذ حتى الآن. وقال “سنعمل بعلامة تجارية مختلفة. لم نقرر اسمها التجاري وسنتشاور مع العملاء وموظفينا خلال الأشهر القليلة المقبلة لتحديد الاسم الذي قد نطلقه على هذا المصرف”.