Site icon IMLebanon

الصين أكبر مستورد للنفط في العالم


ذكر مراقبو سوق الطاقة في أبريل/ نيسان الماضي، أن الصين تفوقت على أميركا بوصفها أكبر مستورد للنفط في العالم. وقبل استخلاص أي نتائج محتملة لهذا التغير المفاجئ، نحتاج إلى فهم أسبابه وفهم اتجاهات الاستهلاك العالمية.

الاعتبارات الجيوسياسية:

كتب أحد المحللين: ” إن اعتماد الصين المتزايد على المناطق غير المستقرة في العالم لإمدادات الطاقة، لاسيما في الشرق الأوسط، يشير إلى ثغرات أمنية في بكين خلال عقود مقبلة”، فالتوترات الحاصلة في جنوب بحر الصين الأخيرة تؤكد أن بكين لديها مخاوف استراتيجية متعلقة بممر النفط والغاز الآمن عبر مضيق ملقة. ولهذا فالصين تستفيد اليوم من النفط الخام بأسعار أقل، وتؤسس لاحتياطات بحرية وبرية.
وفيما يتزايد اعتمادها على واردات النفط الخام من المملكة العربية السعودية وواردات الغاز الطبيعي من روسيا، فإن أي توترات سياسية يمكن أن تحدث في الشرق الأوسط أو أوروبا الشرقية، قد تتسبب في انقطاع هذه الواردات. كما أن زيادة المخزون الاستراتيجي البري والبحري، فضلاً عن القدرة على استيراد الغاز الطبيعي المسال، ستكون ضرورية لحماية النفط الخام واستقرار تدفق الغاز الطبيعي.

تأثير الرنمينبي:

ذكرت صحيفة وول ستريت في 21 مايو/ أيار الماضي أنه “مع مرور الوقت، هناك شك في أن الكثير من النقد الأجنبي سوف يتحول إلى أصول مالية صينية”، مما يعني أن الأصول المسيطر عليها بالرنمينبي ستزيد قيمتها. وبينما تزيد قوة اليوان عالمياً، تقل قيمة النفط الخام المسعر بالدولار، مما يؤدي إلى زيادة معدل نمو الاستهلاك الصيني للمواد الهيدروكربونية. وقد يحفز الإطلاق المحتمل لبورصة شانغهاى للطاقة الدولية هذا العام على زيادة الاستثمار في تحوط الصين من النفط الخام أيضاً.

زيادة الاستثمار في البنية التحتية للبتروكيماويات الصينية:

تعد الصين حالياً من المصدرين المهمين للبتروكيماويات، كما أن استثماراتها المتزايدة بسرعة في هذه الصناعة يعطيها المرونة اللازمة لتصدير المنتجات. بينما تلبي في الوقت ذاته زيادة الطلب المحلي على السلع والمنتجات الكيماوية. وفي الواقع إنها “أسرع مصنع بتروكيماويات نمواً في العالم”.

نمو الطلب على السيارات: سيارات الدفع الرباعي مقابل السيارات الكهربائية

في حين أن نمو مبيعات المركبات الصينية انخفض خلال الفترة الماضية، لم تتبنّ الصين خيار السيارات الكهربائية بسرعة لتخفيض الاعتماد على النفط المستورد، وتخفض انبعاثات الدخان في مدنها. مما ينذر بتجدد الطلب الصيني على النفط الخام في المدى الطويل.
وعلى الرغم من استثمارات الصين الملحوظة في بنية النقل العام التحتية، إلا أن استهلاك الطبقة المتوسطة للبتروكماويات يتنامى باستمرار، كما هو الحال في أمريكا الشمالية. مع ذلك، يتوقع أنها ستعمل على توسعة طرقها المعبدة لتشمل المناطق الريفية، سعياً منها إلى التحضر وتنمية البنية التحتية للمساحات الزراعية.
وعموماً، تتجه الصين نحو استخدام النفط الخام واستهلاك الغاز الطبيعي بوتيرة متسارعة. وإقراراً منها بالحاجة إلى استيعاب المتغيرات في نمط الحياة المحلية، تعمل القيادة الصينية على تحويط المخاطر الجيوسياسية عن طريق تنمية احتياطي النفط الخام الاستراتيجي، وزيادة قدرتها على استيراد الغاز الطبيعي.