IMLebanon

“داعش” تكشف بعض الأوراق و”حزب الله” يعبّد طريق “الحزام الأمني”!

hezbollah-new-21

 

 

 

كتبت صحيفة “السفير” أن غبار المعركة في جرود القاع ورأس بعلبك انجلى عن هزيمة مدوّية لمقاتلي “داعش”، وعن معادلات ميدانية جديدة كرّست التفوق العسكري لـ«حزب الله» على الارض التي يعرف جيدا كيف يتماهى مع تضاريسها.. وأسرارها.

لكن أهم ما تمخضت عنه «موقعة الفجر» هو القرار الذي أعلن عنه السيد حسن نصرالله أمس ببدء المعركة المنتظرة مع «داعش»، فيما تمكن «حزب الله»، من إحكام السيطرة على مرتفعات جديدة في القلمون وجرود عرسال.

ومن المنتظر أن تفرض الوقائع المتسارعة في السلسلة الشرقية، وخصوصا في منطقة البقاع الشمالي، نفسها على الاجتماعات التي ستشهدها وزارة الدفاع في اليرزة، اليوم، في ضوء نية رئيس الحكومة تمام سلام زيارة قيادة الجيش وغرفة العمليات العسكرية والاجتماع بالعماد جان قهوجي وكبار الضباط بحضور وزير الدفاع سمير مقبل، على أن يناقش المجتمعون كيفية «تسييل» قرار مجلس الوزراء الأخير القاضي بتكليف القيادة العسكرية إجراء التقييم الأمثل للوضع الميداني في عرسال واتخاذ القرارات والإجراءات المناسبة لمعالجة أي وضع داخل البلدة ومحيطها.

وقالت مصادر عسكرية لـ«السفير» ان الجيش اتخذ التدابير اللازمة لمنع تسلل الإرهابيين أو تمددهم من جرود عرسال في اتجاه البلدة.

في غضون ذلك، أبلغت مصادر ميدانية مطلعة «السفير» ان الضربة التي تلقاها “داعش” بفعل فشل هجومه الأخير على مواقع «حزب الله» في جرود القاع ورأس بعلبك ستترك تأثيرات لاحقة على مسار المواجهة وإيقاعها، مشيرة الى ان الخسائر الفادحة التي لحقت بالمعتدين أدت الى اهتزاز معنوي في صفوفهم، بينما أعطت في المقابل قوة دفع لعناصر “حزب الله”.

ولفتت المصادر الانتباه الى انه لولا وجود «حزب الله» في الجرود وتصديه لهجوم «داعش» في النقاط الأمامية، لكان مقاتلو هذا التنظيم الارهابي قد وصلوا الى القاع ورأس بعلبك، مع ما سيرتبه ذلك من تداعيات كارثية على الواقع اللبناني عموما والبقاعي خصوصا.

وأوضحت المصادر أنه إذا كان مقاتلو «داعش» قد كشفوا بعض أوراقهم من خلال الهجوم الذي شنوه، فجر أمس الأول، فإن الايام المقبلة ستُبين ما الذي سيفعله «حزب الله» وكيف يتصرف عندما يبادر هو الى الهجوم.

وبينما استفاق «داعش» على فداحة خسائره البشرية في غزوة جرود رأس بعلبك والقاع، أعلن الإعلام الحربي في «حزب الله» أنه تم التأكد من مقتل 50 مسلحا من «داعش» وجرح 80 آخرين في الاشتباكات عينها.

واستكمل الجيش السوري و «حزب الله»، أمس، الإمساك بقمم السلسلة الشرقية وأبرزها مرتفعات «البلوكسات» الإستراتيجية التي تتحكم بما تبقى من مرتفعات جرود جراجير وقارة السورية وعرسال اللبنانية.

وتتشكل «البلوكسات» من قمة حرف وادي الدب والجبال المحيطة به، وترتفع نحو 2400 متر عن سطح البحر، وهي أعلى القمم المتبقية حتى الآن.
وتقع قمة «حليمة قارة» التي يسيطر عليها «داعش»، بعد «البلوكسات»، ولا يتعدى ارتفاعها الـ1700 متر.

إلى ذلك، أكدت معلومات امنية لصحيفة “الحياة” ان المعارك التي تحصل بين حزب الله وتنظيم “داعش” ليست في الجرود اللبنانية انما في الجرود السورية، وهي عبارة عن عمليات كر وفر في منطقة القلمون، وان هناك تضخيماً اعلامياً عن حجم المعارك والانجازات التي تتحقق.

ورجحت المعلومات ان تكون هناك نية لاقامة حزام امني من خلال ربط اللاذقية مع جبل العلويين وحمص والقصير ودمشق والزبداني، بعد تسجيل انهيار في صفوف الجيش السوري، لإعادة تجميع قواه.

في غضون ذلك، اكد العماد جان قهوجي ان لا مشكلة في بلدة عرسال التي يقف أبناؤها بحزم مع الجيش ولا توجد أي معارك حالياً في جرودها” موضحاً بحسب ما نقلت مصادر وفد كتلة “المستقبل” لصحيفة ”المستقبل” أنّ “المعارك تدور في المقلب السوري من الجرود”، مع تحذيره في المقابل من أنّ “تعطيل أعمال الحكومة يؤذي البلد أمنياً ربطاً بالحاجة الدائمة إلى اتخاذ قرارات ذات صلة بتحصين الساحة الأمنية على طاولة مجلس الوزراء”.

قهوجي، وأمام وفد “المستقبل” الذي زاره في اليرزة، أكد أنّ “القطعات العسكرية والمعطيات الاستخباراتية لم ترصد حتى الساعة أي اشتباك في الجرود اللبنانية المتاخمة لعرسال”، وتطرق في الوقت نفسه إلى الإجراءات التي يتخذها الجيش لمنع تسلل الإرهابيين إلى الأراضي اللبنانية وللحفاظ على سلامة أهالي القرى والبلدات الحدودية. أما في ما يتعلق بالوضع داخل عرسال فلفت قهوجي إلى أنّ “الجيش يسيّر دورياته في البلدة وينوي التواجد بشكل دائم داخلها في الفترة المقبلة وفق تقديرات عسكرية محددة تتم دراستها راهناً”.

\