Site icon IMLebanon

الناصرة من مدينة جذب الزوار المسيحيين الى حاضنة للشركات التكنولوجية

Optima-Design-Automation-Naztech
كانت الناصرة على مدى عقود تعرف بأنها مركز جذب للزوار المسيحيين أكثر مما تعرف بانها مركز للابداع التكنولوجي.

لكن الأوضاع تتغير في الناصرة أكبر المدن الإسرائيلية التي يسكنها 65 ألف نسمة إذ تطلق الشركات والمشروعات الجديدة في قطاع التكنولوجيا الحديثة.

ويقول فادي سويدان مدير مركز حاضنة الناصرة للأعمال إن الهدف من المركز هو دعم صغار أصحاب الأعمال من عرب إسرائيل على تطوير مهاراتهم وأفكارهم.

وقال سويدان “مشروع اللي بدينا فيه في فبراير 2012 اللي الهدف منه اعطاء مجال لشباب من المجتمع العربي عنا هون اللي عندهن أفكار رياديه، ابتكارات يقدروا يلاقوا محل وعنوان اللي يقدروا يبدوا مشاريعهن هاي بطريقه بوضع انه احنا معطينهن وموفرين لألهن كل الأشياء اللي هنه بحاجه الها…كل الخدمات ‘بالانكليزية’ اللي منسميها كل الخدمات اللي هنه بحاجه الها حتى يقدروا يطوروا الفكره تاعتهن الفكره الناشئه تاعتهن”.

والمنافسة ليست بالأمر السهل في إسرائيل التي أصبحت تلقب بدولة الشركات الجديدة.

ويضيف سويدان “العرب مش موجودين في الجيش وهنه مش جزء من اللي مجبورين يكونوا في خدمة الجيش فعشان هيك يعني صعب جدا انك تلاقي في عرب اللي موجودين في الجيش او بيخدموا في الجيش، بينما للشباب اليهود فهو اشي اجباري اللي مجبورين يروحوا على الجيش. الشباب اللي بيطلعوا من غاد بالذات من الوحدات الخاصه اللي بتتعلق بالتكنولوجيا وتطوير التكنولوجيا هنه الجماعه اللي عندهن خبره جدا كبيره في هذا المجال وعندهن العلاقات والنت ووركس الي هنه بحاجه اله لما بدهن يبدأوا اي مشروع يقدروا يحصلوا على التمويل اللي بدهن اياه وبسرعه”.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية تأسست نحو سبعة آلاف شركة تكنولوجيا حديثة في إسرائيل حيث تمثل منتجات وخدمات التكنولوجيا الحديثة نسبة 12.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

لكن وزارة الاقتصاد الإسرائيلية تقول إن هناك 30 فقط من هذه الشركات يديرها عرب وبدأت في تحقيق إيرادات وأغلبها يعمل في مجال البرمجيات.

وهناك كذلك عشرات الشركات العربية الجديدة التي لم تبدأ بعد في تحقيق إيرادات ويتركز نشاطها على العلوم الطبيعية والأجهزة الطبية والانترنت.وأغلبها أقيم في الناصرة.

وعمل مركز حاضنة الناصرة للأعمال منذ تأسيسه عام 2012 مع 70 شركة عربية حصل خمسها على تمويل من الخارج.

ويحاول سويدان زيادة ظهور الشركات العربية عن طريق اجتذابها إلى المدن المزدهرة اقتصاديا في إسرائيل مثل تل ابيب للالتقاء مع مستثمرين محتملين.

ومن بين الشركات التي عمل معها المركز شركة اوبتيما ديزاين أوتوميشن.

ويقول مؤسسها جميل مزاوي “شركة اوبتيما هي شركه ناشئه بمجال اللي بسموه مجال ال آي.دي.أيه. احنا منسوي برامج او برمجيات اللي بيستعملوها شركات بتبني رقاقات الكترونيه”.

وتعمل الشركة على تصميم برامج لحل مشكلات تعطل عمل الرقائق الالكترونية.

ويقول مزاوي إن الوصول إلى تمويل من العقبات الرئيسية التي تواجهها الشركات العربية الجديدة.

وتابع مزاوي “عادة الشركات الناشئه بتبلش مع تمويل من مستثمرين. بالحاله تبعتنا ملقيناش مستثمرين فاضطريت اني أمول الشركه يعني من مصرياتي ‘أموالي’ الخاصه ونوصل لوضع اللي هو وين احنا موجودين هسه. عدم وجود الممولين هو مشكله عامه بالوسط العربي عنا لانه في نوع من ال….بعد ما انبناش كفايه ثقه بين المستثمرين بتل ابيب والناصره منسميها.”

وكان الوصول إلى تمويل للشركات الجديدة خاصة من مصادر خاصة رئيسية يمثل تحديا كبيرا.

وتبعد الناصرة مسافة تقطع بالسيارة في 90 دقيقة من تل أبيب وهي المركز التجاري الرئيسي لاسرائيل لكنها ليست المكان المفضل لأغلب المستثمرين.

وقال مصدر رسمي انه في الفترة من 2010 إلى 2015 قدمت الحكومة الإسرائيلية تمويلا بقيمة 739 مليون دولار للتنمية الاقتصادية للقطاع العربي بما في ذلك شركات التكنولوجيا الحديثة والتي تتركز أغلبها في الناصرة اكبر مدينة عربية في إسرائيل.

ويصمم باسليلا قطوف أحد المشاركين في برامج مركز حاضنة الناصرة للأعمال والمتخرج في جامعة تكنيون (معهد إسرائيل للتكنولوجيا) في حيفا تطبيق العاب للهاتف المحمول من المتوقع ان يطلق خلال أربعة أشهر.

ويقول إن المركز ساعده كثيرا فيما يتعلق بترتيب لقاءات مع عاملين آخرين في المجال نفسه.

وأضاف “المركز ساعدني بالبداية بالبداية بلشنا عن طريق كورسات اللي بيعطيها المركز. وهي بتساعد كل مبادر كيف يبلش بطريقه من المراحل الأوليه من محاضرات من نيتووركينغ (التشبيك) مع ناس اللي هنه بيوصلوك لوين لازم توصل”.

وبلغ عدد العرب الذين يعملون في مجال التكنولوجيا الحديثة في إسرائيل 2200 شخص حتى نهاية عام 2014 الكثيرون منهم في مكاتب شركات كبرى للبرمجيات.

ويمكن ملاحظة التغيير بالفعل في معهد إسرائيل للتكنولوجيا الذي بلغت نسبة العرب 21 بالمئة من خريجيه في عام 2014 – وهي نفس نسبة السكان العرب من اجمالي سكان إسرائيل البالغ عددهم 8.3 مليون نسمة وارتفاعا من نسبة 11 بالمئة من الخريجين في عام 2001.