إنها محطة القطار في سعدنايل التي توقفت عن العمل إبان الحرب الاهلية عام 1975 فتوقف معها الزمن، إلا ان جدران ومكاتب السكة بقيت بمنأى عن التفرقة والشرذمة كما ان سكة القطار لا تزال تبحث عمّن ينفض عنها الغبار ويعيد إحياءها بعدما تقطعت أوصالها، فقد عملت بلدية سعدنايل لإعادة القطار الى سكته الصحيحة في عملية ترميم شاملة.
عملية الترميم طالت معلما تاريخيا، ومحطة قطار كانت لعقود من الزمن مركزاً وملتقى للبنانيين على اختلاف مشاربهم ومناطقهم.
ففي آب 1895 انطلق القطار الأول من مرفأ بيروت الى محطة سكة الحديد في رياق الذي توقف عن الخدمة سنة 1975، ليعود القطار في حزيران عام 2015 الى محطته في سعدنايل بعد اعادة تأهيل المباني القديمة والمستودعات مع الحفاظ على طابعها التراثي والاثري كما قال رئيس بلدية سعدنايل خليل الشحيمي.
بالمناسبة، احتفلت بلدية سعدنايل مع سائر بلديات قضاء زحلة والبقاع الغربي بتدشين محطة القطار 1895 سعدنايل – رياق برعاية محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان.
حضر الاحتفال النائبان عاصم عراجي وايلي ماروني، ومنسق تيار المستقبل في البقاع الاوسط ايوب قزعون، ممثل مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الشيخ عاصم جراح، اضافة الى حشد من رؤساء اتحاد بلديات البقاعين الاوسط والغربي ومجالس اختيارية، إضافة الى اهالي بلدة سعدنايل.
بداية النشيد الوطني اللبناني، بعدها قدم الاحتفال الدكتور نديم الشوباصي الذي قدم لمحة تاريخية عن سكة القطار وعلاقة سعدنايل معه.
بعدها القى رئيس البلدية خليل الشحيمي كلمة اعتبر فيها ان هذا المعلم هو رمز الحضارة لتذكير البقاعيين بتراث طمره الزمن مع تمني ان تعاود سكة الحديد العمل وتسمع صفارات القطار تصدح في البقاع، فأعيد القطار الى سكته الصحيحة، بعد انتظار طويل بفعل الحرب الاهلية وما رافقها من نهب وسرقة اعيد تأهيله مع المحافظة على تراث المباني واسلوب العمل فيه، وأصبحت محطة كأنها بنيت من 130 عاما، ما افرح قلوب اهل سعدنايل الذين عادت بهم الذاكرة الى الاهل والاجداد وتحولت المحطة الى منتزه.
بعدها اكد محافظة البقاع على ضرورة تطبيق اللامركزية الادارية التي تساهم في نهضة البلديات، والتي تدفع بنا وبالمجالس البلدية الى العمل الدؤوب من اجل تحقيق تنمية لبلدتنا في مختلف المجالات والحقول، وما نشهده اليوم تشبث اخر بالارض والقيم والوطن، مؤكدا على ان اللامركزية الادارية لها تأثير على عمل المجالس المحلية بفعالية اكثر وجدوى على جميع الصعد.
بعدها عرض فيلم وثائقي عن انجازات بلدية سعدنايل، ثم قص المحافظ مع النواب ورئيس بلدية سعدنايل الشريط لينطلق بعدها القطار، وترافق ذلك مع اطلاق الاسهم النارية بالمناسبة.