رأت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أن قرار إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما إرسال قوات إضافية إلى العراق وتحديداً في محافظة الأنبار، يعد تحولاً كبيراً في استراتيجية الولايات المتحدة؛ وذلك بوضع القوات الأميركية بموقع أقرب بكثير إلى الخطوط الأمامية.
وتفيد الصحيفة أن سيطرة تنظيم “داعش” المفاجئ على محافظة الأنبار الشهر الماضي أدى إلى إعادة تقييم التخطيط في البنتاغون، كما أن هناك مخاوف من أن مقاتلي “داعش” سينجحون في ترسيخ أنفسهم في المدينة، واستخدامها نقطة انطلاق لشن هجمات على بغداد التي تبعد نحو ساعة من الزمن بالسيارة.
وقد إعترف البيت الأبيض بأن النهج العسكري على مدى العام الماضي؛ وهو مزيج من الضربات الجوية المكثفة للتحالف وعمليات الكر والفر للقوات العراقية، ليس مجدياً في تحقيق هدف أوباما المتمثل بطرد “داعش” من العراق.
وقد تم تأجيل خطة تحرير الموصل من قبضة التنظيم إلى أجل غير مسمى، وبدلاً من ذلك، يسعى مسؤولون أميركيون لإحياء ما يسمى بصحوة الأنبار 2006 – 2008، حيث قام مقاتلو العشائر السنية في ذلك الوقت بقتال تنظيم القاعدة بعد أن تم تسليحهم من قبل الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن العقيد ستيف وارن، المتحدث باسم البنتاغون، قوله: إن “الهدف هو تجنيد المليشيات السنية للمساعدة في استعادة الرمادي ومعقل المسلحين المتمثل بمدينة الفلوجة”.
وتلفت الصحيفة إلى أن أوباما أمر وزارة الدفاع الأميركية بتعجيل تسليم الأسلحة والمعدات، ليس فقط للقوات العراقية الحكومية والمقاتلين الأكراد الحلفاء في الشمال، الذين تلقوا المساعدات الأميركية منذ الصيف الماضي، ولكن أيضاً لمقاتلي القبائل في شرق الأنبار، وأن الحكومة المركزية سوف تنسق عمليات التسليم.
وأوردت الصحيفة عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إنه: “سيتم إرسال قوات أميركية إلى القاعدة الجوية في الأنبار ليرتفع عددهم بذلك إلى 3550، لتقديم المشورة والمساعدة للقادة العراقيين وتنسيق وحدات التخطيط للهجمات في الأنبار، إضافة إلى المناورات لبدء معركة جديدة”.
ويأتي هذا التحول نتيجة لتصعيد الجهاديين هجماتهم باستخدامم السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية، وهو ما أطلقت عليه الصحيفة تكتيك المعنويات الذي أثبت أنه عنصر حاسم في هزيمة القوات العسكرية العراقية في الرمادي، وفقاً للصحيفة.