IMLebanon

بعد اللواء 52.. السويداء وجهة المعارضة ومطار الثعلة أولاً

syria-swada2

واصل مقاتلو المعارضة السورية في محافظة درعا زحفهم باتجاه مواقع قوات الأسد، بعد سيطرتهم على اللواء 52، أكبر ألوية النظام في المحافظة، وأطلقوا الأربعاء معركة “سحق الطغاة” التي تهدف للسيطرة على مطار الثعلة العسكري قرب محافظة السويداء، وبعض القرى المحيطة بالمطار التابعة للمحافظة.

وقالت شبكة شام الإخبارية إن الثوار استهدفوا المطار بأكثر من 100 صاروخ وقذيفة مدفعية ما حوله إلى ساحة حرائق، حيث تصاعدت ألسنة اللهب والدخان من معظم أرجائه، في حين تعرضت المناطق المحيطة بالمطار لقصف مماثل من جانب قوات النظام في المنطقة؛ في محاولة منها لوقف تقدم الثوار باتجاه المطار.

وذكر مصدر عسكري في النظام أن سلاح الجو شن غارات على تجمعات لمن وصفها بالمجموعات الإرهابية في محيط بلدة الحراك في ريف درعا الشمالي؛ ما أسفر عن مقتل العشرات من أفرادها وتدمير آلياتهم بحسب بيان أذاعته وسائل الإعلام الرسمية، في حين قال ناشطون إن صاروخين يعتقد أنهما من نوع أرض – أرض أطلقتهما قوات الأسد سقطا على مناطق في بلدة الحراك، كما نفذ طيران النظام نحو عشر غارات على بلدة الحراك واللواء 52 المحاذي لها.

وقالت مصادر صحافية “إن هجوم كتائب المعارضة استهدف أولاً قريتي الدارة وسكاكا في ريف السويداء الغربي، والمجاورتين لمطار الثعلة العسكري، في حين قصفت تلك القوات براجمات الصواريخ مطار الثعلة، حيث تمركز عناصر قوات النظام الذين انسحبوا من اللواء 52 العسكري، وبث ناشطون صوراً لسكان قريتي الدارة وسكاكا وهم يفرون من القتال.

كما يستهدف الثوار الطريق الواصل بين المطار ومدينة السويداء، وكذلك تلة الحارث تمهيداً لاقتحام المطار، وأكد ناشطون أن الثوار سيطروا على حاجزي سكاكا والكوم بعد ساعات من إعلان المعركة ويواصلون تقدمهم نحو المطار.

ويشارك في معركة “سحق الطغاة” كل من جيش اليرموك، وألوية الفرقان، ولواء المهاجرين والأنصار، وفوج المدفعية، وفرقة خيالة الزيدي، ولواء الحق، وألوية العمري، وجميعها تتبع للجبهة الجنوبية.

يعتبر مطار الثعلة العسكري، الذي يبعد عن مركز محافظة السويداء 12كم من جهة الغرب، خط الدفاع الأول عن قوات النظام داخل المدينة، ويبعد نحو 10كم عن مدينة الحراك. وبحسب مصادر عسكرية يحتوي المطار 16 حظيرة إسمنتية، وفيه مروحيات، وطائرات من نوع ميغ 21 وميغ 23، وله مدرجان رئيسيان بطول 3كم لكل منهما.

ويبلغ طول المطار 4كم وعرضه 2.5كم، ويوجد في الجزء الجنوبي الغربي منه مساكن خاصة للضباط. وللمطار طريق مباشر باتجاه مركز مدينة السويداء عبر بلدة الثعلة الملاصقة له من الجهة الشرقية.

مطار الثعلة هو واحد من 3 مطارات في محافظة السويداء ومحيطها، والثاني هو مطار خلخلة الذي يبعد عن مركز مدينة السويداء 40كم شمالاً، إضافة إلى مطار السويداء المدني.

وكانت قوات النظام تستخدم مطار الثعلة لقصف المناطق المحررة في محافظة درعا عبر المروحيات والمقاتلات الحربية.

ويرى عسكريون أن السيطرة على اللواء 52 شكلت تقدماً استراتيجياً، يمهد لدحر قوات الأسد من كل ريف درعا الشرقي، كما يعني تلقائياً سقوط مطار الثعلة في ريف السويداء الشمالي الغربي بيد المعارضة.

وبحسب محللين عسكريين، إذا ما استطاع الثوار السيطرة على مطار الثعلة العسكري فإن طريقهم سيكون مفتوحاً باتجاه مدينة السويداء، في حين دعا نشطاء أهالي السويداء لمساندة ثوار المنطقة الجنوبية وتحرير مدينتهم من قوات النظام التي تحاول التلاعب بهم، وقبل أن يصل تنظيم “الدولة” إلى المدينة.

وكانت الرئاسة الروحية للدروز في السويداء دعت، الشباب في المحافظة إلى حمل السلاح للدفاع عن المدينة. وقالت في بيان لها: “نطالب جميع أبناء محافظة السويداء من المتخلفين عن الخدمة في الجيش النظامي، وجميع القادرين من أبناء المحافظة على حمل السلاح، الالتحاق بالجيش النظامي، على أن تكون خدمتهم في نطاق محافظة السويداء”.

ودعت الرئاسة الدرزية أبناء المحافظة إلى عدم التقاعس عن أداء واجبهم تجاه وطنهم؛ لضمان “وجودهم وتاريخهم وأعراضهم”، وذلك في ظل “الخطر المحدق بهم”، على حد تعبير البيان.

لكن ناشطين وسياسيين من أبناء المحافظة وخارجها دعوا أهالي السويداء إلى وضع أيديهم بيد ثوار درعا، وعدم الانسياق وراء دعاية النظام، وذلك وسط أنباء عن هروب عائلات كبار الضباط العلويين من المدينة نحو دمشق، ونية النظام سحب قواته من المحافظة، ليجعل أهلها في حالة صدام مع المعارضة أو مع تنظيم “الدولة” الذي بات يقترب من المحافظة أيضاً.

وقال الكاتب المعارض، ماهر شرف الدين، الذي ينتمي إلى الطائفة الدرزية: “ما قلناه طوال سنوات هاهم الناس يعيشونه ويتأكدون من صحته؛ عمق السويداء في درعا، والعلويون سيهربون إلى الساحل، أما نحن فسنبقى في محيطنا الذي لا غنى لنا عنه”.

ودعا شرف الدين، عبر صفحته في فيسبوك، أهل السويداء إلى السيطرة على المقرات الأمنية وإعلان السويداء مدينة محرّرة. وأضاف: “هبة واحدة وستسقط تلك المقرات بلا قتال فعلي؛ لأن العلويين باتوا أسرى اليوم في الجبل ويعرفون مدى ضعفهم”.

في المقابل استبعد أيمن العاسمي، عضو مجلس القيادة العسكرية للجيش الحر، دخول الثوار إلى مدينة السويداء، ورأى أنهم يركزون على استهداف قوات النظام فيها وفي محيطها، مؤكداً أن الهدف الأهم لقوات المعارضة سيكون هو إزرع، حيث الوجود العسكري القوي للنظام هناك، والمتمثل في اللواء 12 والفوج 175.

وأعرب العاسمي عن اعتقاده أن انهيار قوات النظام في إزرع، وهذا متوقع، يعني انهياراً تلقائياً لقواته في الصنمين حيث مقر الفرقة التاسعة، التي تضعضعت بدورها نتيجة الانشقاقات والقتلى والسحب منها إلى الجبهات الساخنة.

وختم بالقول إن كبرى القطع العسكرية للنظام باتت تحت سيطرة الثوار، مثل اللواء 38 واللواء 112 واللواء 61 واللواء 82 وأخيراً اللواء 52، وإذا طويت صفحة إزرع وبعدها الصنمين وخربة غزالة، تكون محافظة درعا طوت فعلياً وجود النظام العسكري، ولا يبقى إلا جيوب متفرقة مثل درعا المحطة وحي في درعا البلد، وبعض الجيوب الأخرى التي يعتبر سقوطها تحصيل حاصل.