رحّبت مصادر نيابية عبر صحيفة “اللواء” بتجاوب الرئيس تمام سلام مع طلب كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط تأجيل جلسة الحكومية اليوم الخميس، وابداء الاستعداد لتأجيل الجلسة المقبلة الخميس المقبل أيضاً، لسحب أية ذرائع عونية جديدة، وتحويل السراي الكبير إلى منصة لتبادل الاتهامات والتصريحات التي يمكن أن تنعكس سلباً على الأجواء، في ظل التدهور العسكري والميداني الحاصل عند الحدود، والتغييرات العسكرية الدراماتيكية في سوريا بعد السيطرة على اللواء 52 في درعا والمخاوف من انتقال الاشتباكات إلى منطقة السويداء.
وتركزت اتصالات الرئيس برّي على إقناع الفريق العوني بأن لا مصلحة له بالاستمرار في تعطيل الحكومة بعد تعطيل المجلس والانتخابات الرئاسية، وانه المهم الان البحث عن مخرج من دون أن يشعر العماد عون بأنه خسر فرصة تعيين العميد روكز قائداً للجيش.
وأكد برّي في لقاء الأربعاء النيابي ان البلد لا يتحمل المزيد من التعطيل، وهذا سينعكس على مصلحة لبنان وسمعته أيضاً في الخارج وشل الدولة.
وأوضح زوّار عين التينة ان الرئيس برّي الذي يجري اتصالات على أكثر من خط في الداخل والخارج من أجل تذليل العقد أشاد بصبر وحكمة رئيس الحكومة تمام سلام وترويه وحسن الاسلوب الذي يتبعه في معالجة الأزمة الحكومية. واستغرب إصرار البعض على تعيين قائد للجيش قبل ثلاثة أشهر على الاستحقاق.
ونقل نواب “التغيير والاصلاح” انه عند طرح موضوع التعيينات وخصوصاً ما يتعلق بقائد الجيش، سأل عن جدوى تسريع الأمور وأن الوقت ما زال متاحاً، من جهة، وانه يجب اللجوء إلى إجراء أو تخريجة سياسية، تحفظ ماء الوجه، وأن النواب تحدثوا عن أكثر من سابقة لجهة تعيين قائد للجيش، مقابل وضع القائد الحالي في تصرف وزير الدفاع.
إلا أن هذا الطرح قوبل برفض حكومي، وقال الوزير دو فريج لـ”اللــواء” تعليقاً على اقتراح وضع قائد الجيش الحالي بتصرف القيادة: “اذا أرادوا افتعال أزمة لتعطيل البد فليبحثوا عن أمر آخر غير الجيش اللبناني.
وزاد انه إذا كانت هناك من تعليمات لإحداث شلل في الحكومة بهدف خلق أزمة سياسية في البلد، فلا يفترض أن يكون الجيش وسيلة لذلك.
وسأل: لماذا يجب افتعال هذه الأزمة ويكون الجيش عنوانها، مؤكداً أن الجيش موضع ثقة من الفريق الذي يطالب بتبديل قائده.
وبالنسبة للوضع الحكومي، أوضحت مصادر حكومية لـ”اللواء” أن الأمور لا تزال على حالها، ولم يطرأ أي جديد يسمح بتوقع عقد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل، لكنها أشارت إلى ان الرئيس سلام أعطى مهلة للاتصالات السياسية للتفاهم على مخرج من “الفيتو” الذي وضعه “التيار الوطني الحر” بالنسبة لاشتراط تعيين قائد جديد للجيش، قبل أي نقاش في مجلس الوزراء، مؤكدة انه لن يترك البلد من دون عمل حكومي من أجل مصالح المواطنين، وخصوصاً انه في الامكان عقد جلسات للحكومة طالما انها لا تزال محافظة على ميثاقيتها.
وكشفت بأنه في إمكان الرئيس سلام دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد قبل يوم واحد من موعدها، طالما ان جدول الأعمال سبق أن وزّع سابقاً، وهو ما يزال قائماً.