منتدى ” آتوم إكسبو ـ 2015″ في موسكو يجمع عدداً قياسياً من المشاركين، وبخاصة من البلدان الجديدة على مجال الطاقة النووية، والخبراء يعللون ذلك بالقدرات الاقتصادية الضخمة التي تكمن في هذا المجال.
مع حلول عام 2050، يمكن للطاقة النووية أن تشكّل نسبة تتراوح ما بين 20 ـ 30% من قطاع الطاقة العالمي، توصل إلى هذا الاستنتاج المشاركون في الجلسة الرئيسة من منتدى ” آتوم إكسبو ـ 2015″ الذي عقد في شهر يونيو/ حزيران من العام الحالي في موسكو. وفي هذه المرة وصل إلى المنتدى أكثر من 2200 وفد من 47 بلداً، وهذا أكثر بمرة ونصف من عدد ضيوف العام الماضي. كما شارك في النقاشات عدد كبير جداً من الخبراء، بينهم خبراء من ماليزيا وبوليفيا وكينيا، حيث أبدوا اهتمامهم بكل شيء، ابتداء بضمان أمن محطات الطاقة النووية الحديثة لتوليد الطاقة الكهربائية من المشاريع الروسية، وفعالياتها الاقتصادية، وانتهاءً بمعالجة نفايات الوقود النووي.
شركاء روسيا الجدد في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية
تميز منتدى ” آتوم إكسبو ـ 2015″ بتوقيع مؤسسة ” روس آتوم” الحكومية عدداً كبيراً من اتفاقيات التعاون مع دول تخطو خطواتها الأولى على طريق استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وقام المسؤولون في قطاع الطاقة النووية بتوثيق رسمي لعلاقات الشراكة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية مع كل من تونس وإندونيسيا، أما مع غانا فقد تم توقيع أكثر من اتفاقية حكومية ( الوثيقة الأساسية التي تتيح للشركاء التعاون مع مجال الطاقة النووية، بالإضافة إلى خارطة طريق بخصوص هذا التعاون). وعلّق ألكسندر أوفاروف الخبير المستقل ورئيس تحرير بوابة AtomInfo الإلكترونية على هذه الاتفاقية قائلاً بأنه ” تعمل في غانا مفاعلات بحثية فقط، ولكن بفضل التعاون مع الخبراء الروس فإنه يمكن أن يظهر في هذا البلد أول مفاعل للطاقة”.
وأبدى عدد من البلدان اهتماماً جدياً بالمحطة النووية العائمة ووحدات الطاقة المتنقلة المعروضة في منتدى ” آتوم إكسبو ـ 2015″، ويشير ألكسندر أوفاروف إلى أن ” مؤسسة ” روس آتوم” تنهي حالياً بناء أولى هذه المحطات النووية العائمة في مصنع البلطيق، وسوف يجري تسليمها في العام القادم، أي أنها ستكون تكنولوجيا مرجعية”. وبالنسبة لوحدات الطاقة العائمة فهي مكيفة للعمل في المناطق النائية وعند شواطئ البحار أو ضفاف الأنهار الكبرى، ولذلك فإن هذه التقنيات تحظى باهتمام كبير بالنسبة للدول التي توجد جزر فيها.
الفعالية الاقتصادية لمحطات الطاقة النووية
تجذب الطاقة النووية اهتمام البلدان النامية لعدد من الأسباب، فمع بناء محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية تحصل هذه البلدان على مصدر مستقل للتزود بالطاقة الكهربائية، معززةً بذلك أمن الطاقة فيها، كما يحصل الاقتصاد على دفعة قوية للنمو، وترتفع نسبة العمالة بين السكان العاملين على إنشاء محطة الطاقة النووية، ومن ثم داخل محطة الطاقة النووية العاملة، وبالطبع، ستنضم هذه البلدان إلى ” نادي النخبة” لدى الدول ذات التكنولوجيا الدقيقة، ما يعزز هيبة هذه البلدان في العالم، كما أنه لا يوجد قطاع من الاقتصاد إلا ويطاله بناء المحطات النووية لتوليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى ذلك، فإن المحطة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية، باعتبارها منشأة تعمل بصورة مستقرة، تسمح للدولة بتحقيق أرباح مادية مقابل تصدير الطاقة الكهربائية لجيرانها، ويقول ألكسندر أوفاروف” بأن ” روسيا، من الناحية العملية، هي البلد الوحيد الذي يعرض من ” الصفر” بناء قطاعات نووية كاملة في مختلف مناطق العالم، وبالإضافة إلى ذلك، فإن شركاء روسيا يحصلون على إمكانية تحقيق قفزة نوعية في التنمية التكنولوجية، وينوه هذا الخبير بأن الذرة السلمية تشمل، إلى جانب أشياء أخرى، مجالات مثل الطب النووي والتقنيات الإشعاعية في الاقتصاد الوطني.
اختراق علمي
تصدّر أهمّ أخبار منتدى ” آتوم إكسبو ـ 2015″ إعلانُ الخبراء الروس عن سعيهم الحثيث لإيجاد شركاء من أجل بناء مفاعل متعدد الأغراض للبحث السريع يعمل على النيترونات السريعة. وفي خريف هذا العام تعتزم مؤسسة ” روس آتوم” الحكومية إجراء حملة ترويج خارجية في بلدان أوروبا وآسيا وأمريكا لعرض هذا مشروع الفريد من نوعه، ذلك أن هذا المشروع يعّد الأقوى بين المفاعلات العاملة في العالم ضمن هذا المجال.
وقال فياتشيسلاف بيرشوكووف نائب المدير العام لمؤسسة ” روس آتوم” في منتدى ” آتوم إكسبو ـ 2015″ ” إن المشروع وصل إلى مرحلة البناء، وتم الحصول قبل الموعد المحدد على ترخيص لبناء المنشأة، وأن مشروع الجزيرة النووية اجتاز الاختبار المطلوب”. وعلى أساس المفاعل الجديد، من المقرر إنشاء مركز دولي للبحوث، وسوف تجري دراسة أنواع جديدة من الوقود النووي، ومواد البناء ونواقل الحرارة، كما سيجري استخدام المفاعل في إنتاج النظائر المشعة للأغراض الطبية ومعالجة الأمراض الخطيرة.