Site icon IMLebanon

“النهار”: حزب الكتائب السبعيني يواجه تحدّيات كثيرة

 

 

 

 

يبدأ اليوم حزب الكتائب أعمال مؤتمره الثلاثين في “لو رويال” في ضبية، وعلى جدول اعماله الممتد ثلاثة أيام مناقشات سياسية وتنظيمية، تبلغ ذروتها الاحد المقبل مع توجه مندوبي المؤتمر الـ 400 الى انتخاب رئيس للحزب في صندوقة انتخابية تصب غالبية أصواتها لمصلحة المرشح النائب سامي أمين بيار الجميل، في مواجهة منافسه الزميل بيار عطاالله الذي يريد تسجيل موقف مبدئي، ولن يحصد الا القليل من الاصوات.

لكن انتخاب سامي الجميل لرئاسة الكتائب ليس نهاية المطاف، استناداً الى قياديين كتائبيين، ذلك ان الحزب الذي تجاوز السبعين منذ سنين يواجه محطات كثيرة سيكون عليه التعامل معها بكل جدية وفاعلية، وإلا كان مصيره مثل الاحزاب اللبنانية الاخرى التي عاصرت الكتائب وانطلقت معها قبل سنين طويلة وانتهى بها المطاف الى مجرد لوحة معلقة على مقار مهجورة وذكريات سياسية وحزبية في كتاب تاريخ السياسة اللبنانية بحلوها ومرها. والأهم ان حزب الكتائب السبعيني إنما يتعامل مع احزاب شابة في محيطه تبدأ من ندّه حزب “القوات اللبنانية” الذي يأكل من صحن الكتائب ويعمل ليل نهار على اجتذاب محازبيه وخصوصاً الشباب، وحشدهم في صفوفه تحت عناوين وشعارات عدة، ومنها الكثير المشتقة من شعارات الكتائب وعناوينها. وسيكون على القيادة الجديدة للكتائب معالجة هذه المسألة بحنكة بالغة بحيث لا يتسبب حراكها المضاد للترهل الكتائبي باندلاع النزاع مع الحزب المسيحي الاقرب الى الكتائب وفك عرى التحالف بينهما والذي يصفه سمير جعجع بـ “الزواج الماروني”.

أما في شأن العلاقة مع “التيار الوطني الحر”، فليس سراً بحسب القياديين، ان قسماً من جمهور الكتائب ومحازبيه أنما انتقل الى تأييد “التيار” خلال مراحل سابقة بسبب الشعارات المسيحية التي رفعها العماد ميشال عون، وخصوصاً معارضته الصارمة لاتفاق الطائف في مراحل سابقة، اضافة الى اشتباكه شبه المستمر مع تيار “السنية السياسية” وحزبها الرئيسي المتمثل في “تيار المستقبل”، والنزاع الدائم حول ملفات المناصفة واحترام التمثيل المسيحي الميثاقي في الدولة ومؤسساتها المختلفة. وهذه العناوين هي من الأهمية بمكان للرأي العام المسيحي بحيث أنها وفرت للنائب العماد ميشال عون كتلة نيابية غير مسبوقة في تاريخ الحياة البرلمانية.

واخيراً وليس آخراً، فأن الكتائب في مرحلة ما بعد المؤتمر سيكون عليه التعامل مع التطورات المتسارعة على أرض الواقع وهي تتحول بسرعة الى تحديات كبيرة لا يمكن التغافل عنها، ومنها النتائج اللبنانية المترتبة على الحرب في سوريا، لجهة تقدم القوى الاسلامية (والتكفيرية بشكل خاص) وسيطرتها على المشهد المعارض للنظام، مع ما يعنيه ذلك من اشتباك واسع مع فئات عدة بين المكونات اللبنانية التي ستجد نفسها معنية بالتعامل مع هذه الوقائع الخطرة، بحيث أن سوريا البعث التي كانت تشكل تهديداً دائماً للبنان ستجد بديلاً يتمثل في سوريا الاسلامية المتشددة في نظرتها الى لبنان، بعدما تحول “داعش” و “النصرة” الى فصائل اساسية وركيزة المواجهة مع النظام. اضافة الى العناوين السابقة، ليست الورشة التنظيمية التي سيناقشها المؤتمر الكتائبي أقل أهمية، فالحزب الذي كان يفاخر رئيسه المؤسس الشيخ بيار الجميل بامتلاكه 75 الف مقاتل عشية الاحداث في العام 1975، انما يحتاج الى “نفضة” تنظيمية شاملة تبدأ في كل فروعه وأقسامه ومناطقه المنتشرة على كامل الجغرافيا اللبنانية ودول الانتشار، من أجل استيعاب الشباب وتقديم مشروع سياسي واضح وعملاني. كما تتحمل القيادة الجديدة في رأي الاوساط مسؤولية تطوير مؤسسات الكتائب الاعلامية والمالية والجماهيرية وخصوصاً النقابية منها بحيث تستطيع ان تواكب الحراك الاجتماعي المتزايد والازمات الاقتصادية المتراكمة في مجتمعات لا تفصل بين السياسة والاقتصاد والتنمية المستدامة.