IMLebanon

قلق دولي من انعكاس “تجميد” عمل الحكومة على الجيش

 

conseil-des-ministres-Salam1

 

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

هناك العديد من المواضيع التي بدأت تقلق المجتمع الدولي حيال الوضع اللبناني لعل أبرزها، وفقاً لمصادر ديبلوماسية، ما يلي:

ـ التصعيد الخطابي والتخوّف من أن يؤدي ذلك إلى تجميد عمل الحكومة، الأمر الذي يشل الجيش، إذا ما أربكت القيادة السياسية في البلاد، أي الحكومة، مع أنه توافر للجيش مجدداً الغطاء السياسي في حماية عرسال ومحيطها.

ـ هناك قلق من المعطيات لدى مسؤولين لبنانيين حول عودة التفجيرات.

ـ قلق من الأوضاع على الحدود اللبنانية الشرقية ومن تفاقم أوضاعها. وبالتالي، يجب على لبنان انتخاب رئيس للجمهورية قبل أن يحصل اي تفاقم محتمل. وفي ظل التفاهم بين حزب «القوات اللبنانية» والتيار «الوطني الحر»، من الممكن أن يشكل ذلك مدخلاً لتفاهم وطني حول الرئيس المقبل. مع أن المصادر، تشير إلى إيجابية هذه الخطوة، وإلى أنها ستخفف الاحتقان المسيحي، لكن من الصعب حسم ما إذا كانت ستؤدي حتماً إلى انتخاب رئيس أم لا. هناك شكوك غربية حول ذلك، لأن ورقة التفاهم واضحة بالنسبة إلى سقفها السياسي. إنما الهدف هو التهدئة، لأن الانفلات الأمني ممنوع وكذلك السياسي، كون ذلك مكلفاً للجميع. وهناك شكوك أيضاً بأن يكون التفاهم مؤثراً في تعيين العميد شامل روكز في منصب قائد الجيش.

ـ وجود قلق غربي من إمكان حصول أي تطور على الحدود الشرقية مع سوريا في ظل المعارك هناك، بحيث يجد لبنان نفسه أمام أعداد أخرى من اللاجئين السوريين، علماً أنه أقفل حدوده، لكن في حال حصول معركة كبرى، ماذا يفعل لبنان، إذا لجأ إليه السوريون مجدداً؟ المجتمع الدولي يجد في استقبال لبنان للسوريين وهو لا يزال يشجع عليه، باباً لحماية نفسه من خطر الهجرة غير الشرعية كلما تفاقم الوضع السوري. إلا أن لبنان يرد بأنه إذا كانت الدول مهتمة بهؤلاء، فيجب عليها استقبالهم، وليست مشكلته، إذا كانت دول أوروبية أعضاء في الاتحاد الأوروبي عارضت السياسة التي وضعت من الاتحاد حول استقبال اللاجئين السوريين، وسقطت الخطة بالتالي.

وتؤكد المصادر، أنه في هذه المرحلة ليس هناك من مبادرات خارجية حول الملف الرئاسي، الفاتيكان مهتم لإنجاز هذا الاستحقاق، وكذلك فرنسا من خلال زيارة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جان فرنسوا جيرو للمسؤولين لمناسبة وجوده في بيروت من أجل ترؤس اجتماع لسفراء فرنسا في المنطقة. وحاول الاستفسار عن آخر المواقف الداخلية من الاستحقاق. وتستبعد المصادر أن يقوم أي طرف خارجي بمبادرة متكاملة قبل استحقاق نهاية حزيران موعد التوقيع على الاتفاق النووي بين الغرب وإيران. في هذه المرحلة نصح الموفدون الدوليون لبنان بأنه يجب على اللبنانيين أن يجلسوا ويتفقوا حول الاستحقاق. وأن دخول عوامل جديدة مثل مسألة الحدود الشرقية أو معارك قريبة من حدوده داخل سوريا قد تؤخر الاتفاق حول الاستحقاق. حتى الآن لبنان ليس أولوية بالنسبة إلى القوى الدولية والإقليمية المتصارعة، لكن على الرغم من ذلك، ليس هناك من جهة خارجية تريد أن يسقط لبنان في الفوضى والخراب، وأن هناك حرصاً على استقراره، إنما ملفاته لا تشكل اولوية في أجندات هذه الجهات. والولايات المتحدة تطالب بانتخاب رئيس من دون التدخل في الشؤون الداخلية، من أجل إعادة تنشيط الحياة السياسية وعودتها إلى طبيعتها، وموقف واشنطن داعم للرئيس تمام سلام.

هناك دعوة دولية لكي يهتم لبنان بقضاياه ولكي لا يعتبر نفسه في صدارة الاهتمام الخارجي، ويتبين من تقارير ديبلوماسية، أن إيران لديها الموقف نفسه بالنسبة إلى لبنان. وتشير هذه التقارير إلى أن إيران لا تنظر إلى لبنان فقط من زاوية ملف رئاسة الجمهورية، بل هناك القرار 1701، كما أنها ترى أن وضعه لا ينفصل عن الوضع في سوريا، ولا عن مسار الربيع العربي. كما تنظر إليه انطلاقاً من الدينامية الخاصة به ومن مسألة انتظام عمل المؤسسات، واحترام الاستحقاقات النيابية.

وتلفت المصادر إلى أن لبنان إذا لم يعمل على انتخاب الرئيس، فلن يسبقه أي طرف خارجي في الطروح حول ذلك. والجميع متفق حول أنه إذا وجد المسيحيون حلاً توافقياً، فإن الخارج سيباركه، الخارج يدعو إلى التوافق حول ملف الرئاسة وإلى أن يكون اللبنانيون حريصين على أن عدم القيام بالاستحقاقات الدستورية ومن ضمنها انتخاب رئيس، سيتأثر الداخل اللبناني بالأمر قبل كل شيء.

وتكشف المصادر أن مجموعة الدعم الدولية الخاصة بالاهتمام بلبنان، قد لا تنعقد في أيلول المقبل في نيويورك إذا بقي لبنان من دون رئيس للجمهورية. ويشار إلى أن هذه المجموعة كانت قد انعقدت مرتين في نيويورك على هامش أعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى السنتين الماضيتين.