عقد وزير السياحة ميشال فرعون ورئيس بلدية جبيل زياد الحواط مؤتمرا صحافيا في المركز الثقافي البلدي، افتتحا خلاله الموسم الصيفي بالاعلان رسميا عن إختيار مدينة جبيل عاصمة للسياحة العربية للعام 2016 من قبل المنظمة العربية للسياحة، واطلاق فعاليات مهرجان النبيذ بيبلوس بالأبيض والزهري، في حضور رئيسة مهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس، ممثل نقابة الصحافة الزميل جورج بشير، نائب وأعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات، مخاتير المدينة، وفعاليات اجتماعية واقتصادية وجمعيات أهلية ومدعوين.
بداية النشيد الوطني، ألقى رئيس بلدية جبيل – بيبلوس كلمة أكد فيها “أهمية هذا الحدث الذي يعكس الصورة الحضارية للبنان، مشيرًا الى ان “جبيل المتواضعة بمساحتها هي كبيرة بأهلها وغنية بثقافتها وتاريخها وموقعها”.
وقال: “ليس من الغريب أن تتصدر جبيل السياحة العربية رغم كل المشاكل التي تجتاح لبنان والوطن العربي ككل، وان كان هناك من يسأل كيف يمكن لمدينة صغيرة بمساحة جبيل وإمكاناتها المتواضعة أن تتزعم السياحة العربية، فالجواب هو تصميم وارادة ورؤية وتخطيط من الوزير ومن البلدية ومن فريق عمل واظب على تحضير ملف كامل متكامل عن كافة العوامل ونقاط القوة والجذب التي تتغنى بها مدينة جبيل، بدءا من العوامل البيئية والثقافية والرياضية والإقتصادية، إضافة الى كيفية تعامل المواطن الجبيلي مع النهضة التي حصلت في المدينة، وأتانا الجواب من الوزير بفوز لبنان وجبيل بهذا اللقب”.
وشكر الحواط فرعون باسم جميع الجبيليين لكل ما قدمه لمدينتهم، وأثنى على “دعمه وثقته واهتمامه”، معتبرا أننا “اليوم بأمس الحاجة الى مسؤولين كفوئين وقادرين على تطوير المراكز التي يتبؤوها وجبيل هي خير دليل على إرادة التطوير فرغم الظروف الصعبة إستطعنا تحقيق إنجازات مهمة”.
وهنأ “الجبيليين باللقب”، منوها ب”تضامنهم ومحبتهم وإيمانهم بقضية إسمها جبيل، ووعدهم بتمثيل جبيل لهم أفضل تمثيل”، معتبرا ان “هذا الوعد قطعناه على أنفسنا وعلى اللبنانيين والجبيليين والوزير والدولة اللبنانية، بأن تكون جبيل عام 2016 في مهرجان دائم، على أن يتم إطلاق فعاليات العام المقبل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير نعقده في خريف هذا العام”، ولفت الى “الدور الأساسي الذي يلعبه الإعلام الشريك الأساسي في الحملة الإنمائية التي تحققت في مدينة جبيل، ولمواكبته مسيرة الإنهاض والتطور الذي شهدتها جبيل في السنوات السابقة”.
فرعون
وألقى الوزير فرعون كلمة هنأ في مستهلها فوز مدينة جبيل في العاصمة السياحية العربية للعام 2016، معتبرًا إيّاه “محطة استثنائية ومهمة من أجل نهضة القطاع السياحي في ظل النشاطات التي قمنا بها منذ وصولنا الى وزارة السياحة في شباط 2014 انطلاقا من مشروع لبنان الحياة مرورا بمشروع السياحة الريفية، وطريق الفينيقيين الذي اصبح بعهدة المنظمة العالمية للسياحة، الى الروزنامات السياحية لعدد من المناطق، الى برنامج الاغتراب لحث اللبنانيين المغتربين للمجيء الى لبنان ولو لمرة واحدة سنويا”.
وأضاف: “لقد قررنا ترشيح جبيل كعاصمة سياحية عربية بعد ان انجزنا كل هذه المشاريع اضافة الى البنية التحتية السياحية الموجودة وجمال الطبيعة وطيبة الانسان وروح الضيافة كلها اجتمعت لكي تفوز جبيل، ونحن نقول لها مبروك رغم الايام الصعبة التي نمرّ بها حيث كنا نأمل أن نلبس الثياب البيضاء لانتخابنا رئيسًا للجمهورية ولكن كما يتبين فإنّ المجتمع المدني يقوم بحركة استثنائية ومتميزة تمكنه من خرق الليالي السوداء باتجاه انوار نأمل ان تضاء من خلال هذه المشاريع”.
وتابع: “مبروك لجبيل لاختيارها العاصمة السياحية العربية، ولكن المهمة لم تنته عند هذا الحد بل اقول ان المهمة بدأت حيث سنحضر برنامجا سنعلنه في تشرين الاول المقبل لمدينة جبيل وقضائها ، خطة سياحية انمائية تكون جبيل قاطرة القطاع السياحي في لبنان”.
وامل فرعون ان “يكون هذا الصيف مميزة وان تكون المرجعيات السياحية على مستوى هذه الامال، خصوصا ان النصف الاول من العام الحالي شهد نموا بنسبة 30 بالمئة واتوقع ان تصل هذه النسبة الى 35 في المئة خلال العام الحالي خصوصا ان المناطق اللبنانية ستشهد حركة استثنائية من خلال المهرجانات التي ستقام والمقدرة باكثر من 100 حفل فني، مع العلم ان لبنان يشهد كل يوم حفلات مميزة، بالامس كانت ساحة النجمة تستقبل فرقة كركلا في الذكرى العاشرة لاغتيال سمير قصير، وبالامس ايضا اقيم احتفال للمصمم العالمي ايلي صعب في الزيتونة – باي وغدا سنشهد احتفالات كثيرة ومتنوعة ومتميزة بفضل هذا المجتمع الذي يصر على الفرح والحياة”.
ودعا السياسيين الى أن “يعوا دقة هذه المرحلة ويعمدوا الى الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ضمن احترام الدستور والقانون والديمقراطية، لا ان نستمر في شل البلد واقتصاده، خصوصا ان لبنان اصبح له دور في الدفاع عن الحضارة والديمقراطية في ظل ما نشهده في المنطقة”.
وطالب بـ”تأمين الحد الادنى من عمل الحكومة كي تستمر في تأمين معالجة هموم الناس وكي تبقى تحافظ على الاتفاق السياسي على الامن، وبالتالي فاذا لم تصان الحكومة والامن فانني متخوف من سقوط سقف الامان في لبنان”.
مهرجان النبيذ
بعد ذلك، توجه فرعون والحواط الى المرفأ الأثري للمدينة، حيث قصّا شريط إفتتاح فعاليات مهرجان النبيذ بيبلوس بالأبيض والزهري، وشربا نخب نجاحات وتألق جبيل، في حضور الوزير السابق سليم وردة، سفير بلجيكا أليكس ليناريتس، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيسة مهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس، رئيس اتحاد صانعي النبيذ ظافر شاوي وحشد من المهتمين والمدعوين.
ودعا الحواط “اللبنانيين الى زيارة هذا المعرض”، مؤكّدًا “الدعم المطلق للانتاج المحلي والزراعي والتعلق بأرض وتراب لبنان”، متمنيا لهم “قضاء أروع الأوقات في ربوع جبيل وسط إستضافة مميزة من قبل أهلها وسكانها”.
وتحدّث فرعون عن جبيل واصفًا إيّاها بـ”المعلم الثقافي والتراثي والحضاري والسياحي والفني لأنّها مدينة تختصر جمال الانسان والطبيعة والاغتراب وهي حلقة لا تنتهي، لما تتمتع به من سحر وجمال وطاقة وفرص”.
وقال: “نأمل أن تكون جبيل في العام 2016 قاطرة السياحة في لبنان، وأن نلبس الثياب البيضاء في بعبدا مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية يستأهلان من المرجعيات السياسية حماية الحركة الاقتصادية والقطاع الخاص وتأمين فرص العمل للشباب”.
يُذكر أنّ مهرجان النبيذ في الأبيض والزهري يستمرّ لغاية 13 حزيران الحالي.