Site icon IMLebanon

بري يدافع بقوة عن قهوجي: هل المطلوب عزله؟

 

 

 

 

اشارت مصادر وزارية لصحيفة “الراي” الكويتية الى ان “مجموعة تطورات تَعاقبت اخيراً وباتت تشكل في مجملها رسالة الى رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون يفترض به قراءتها بتمعّن لأنها تُظهِره منفرداً في حملته على قائد الجيش العماد جان قهوجي، وتبعاً لذلك في تَسبُّبه بشلّ موقت للحكومة”.

وهذه المؤشرات التي توّجتها زيارة سلام لوزارة الدفاع تكشف ان غالبية القوى السياسية في الحكومة لن تتوافق على تعيين بديلٍ من قهوجي حالياً وقبل موعد تسريحه، وكذلك تبقي احتمال التمديد سنتين اضافيتين له قائماً ووارداً بقوة في سبتمبر او قبل ذلك ربما.

ومع ان احداً لا يتحدث الآن عن التمديد لقهوجي تجنباً لإثارة مزيد من التصعيد العوني، لاحظت المصادر الوزارية ان “رئيس مجلس النواب نبيه بري دافع بقوة عن قهوجي في ردّه على اقتراحاتٍ طرحها عليه بعض النواب الأربعاء ومنها تعيين قائد جديد للجيش ووضع القائد الحالي في تصرف وزارة الدفاع، وهو رفَض هذا الإجراء لكونه يمسّ بمعنويات قائد الجيش الحالي ويضرب معنويات المؤسسة العسكرية “.

واوضحت المصادر الوزارية ان “هذين المؤشرين، مؤشراً ضمنياً ثالثاً ليس بعيداً عن احتضان قهوجي بشكلٍ غير مباشر، وهو قيام السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل بزيارة مثيرة للاهتمام لمنطقة بعلبك اول من امس حيث حرص على حضور مناورة تجريبية أجراها الجيش في حقل الطيبة على صواريخ أميركية من طراز “تاو – 2”. ومع ان هيل خصص هذه الزيارة للتحدث عن دعم بلاده للجيش اللبناني، فان الأوساط الوزارية نفسها لفتت الى ان “هذه الزيارة وإشادة هيل بالجيش شكلتا رسالة حول رغبة واشنطن في عدم إثارة كل ما من شأنه التأثير سلباً على الجيش، علماً ان الولايات المتحدة دأبت منذ مدة بعيدة على حصْر أدبيات تعامُلها مع الملف اللبناني بهذا الدعم والحضّ المتواصل على انتخاب رئيس جمهورية للبنان”.

ورغم كل هذه المؤشرات، بدت المصادر الوزارية حذرة للغاية حيال توقُّع انفراج في المأزق الحكومي الحالي في وقتٍ سريع، ورأت انه لا بد من ترْك الوساطات ومحاولات المعالجة تأخذ مجراها خلال الأيام القليلة المقبلة، علماً ان مجمل المعطيات تضغط في اتجاه التمديد للعماد قهوجي خلافاً لكل ما يثيره عون من عواصف تؤكد المصادر الوزارية انه “يثيرها خلافاً لاتجاهات الريح وانه لن يكفيه دعم “حزب الله” له فيها كي يربحها لان اولويات الحزب نفسه تتمايز ضمناً عن معركة عون الاستباقية لإسقاط قهوجي قائداً للجيش، لإزاحته كمرشح مزاحم لرئاسة الجمهورية ولو كان الحزب داعماً لعون كمرشح وحيد”.

وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة “الجمهورية” ان بري قال أمام زوّاره الخميس ردّاً على سؤال عن خلفية تمديد ولاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي سنتين بعدما كان مقرّراً أن تكون 3 أشهر “إنّ هذا التمديد بهذا المقدار استوجبه وضع مؤسسة قوى الأمن الداخلي لجهة تحصين وضعها المعنوي عبر تأمين استقرار قيادتها إلى حين تعيين مدير عام جديد، إذ لا يجوز ان يتمّ التمديد لثلاثة أشهر فقط في هذه الحال، عِلماً أنّه عندما يُنتخَب رئيس جمهورية يمكن عندئذٍ تعيين مدير عام جديد.

وأكّد بري انّ الامر نفسه سينطبق على قيادة الجيش عندما يحين موعد انتهاء ولايتها في ايلول المقبل، إذ في حال لم يتم تعيين قائد جديد فإنه سيتم التمديد للعماد جان قهوجي لسنتين.

واستغربَ بري ان يطرح البعض تعيين قائد جديد للجيش في الوقت الذي لم تنتهِ ولاية العماد قهوجي، وسأل: هل المطلوب عزل قهوجي وإحالته بهذه الطريقة على التقاعد قبل انتهاء ولايته؟”. وقال: “إنّ هذا الامر لا يجوز قبل انتهاء ولاية قهوجي، وبالتالي الاتفاق على تعيين خلف له”، مؤكّداً “أنّ مَن استعجلَ الشيء قبل أوانه عوقِب بحرمانه”.

وسأل بري: ماذا فعل قائد الجيش حتى يتمّ التعامل معه بهذه الطريقة؟ هل المطلوب معاقبته على مواقفه التي اتّخذَها في عبرا، على رغم ما تعرّض له الجيش من إهانات على يد أحمد الأسير وجماعته وسقط له شهداء قبل ان يتدخّل ويحسمَ الموقف؟

وهل المطلوب معاقبته على موقفه في عرسال حين تلافى وقوعَ الفتنة؟ وهل يعاقب الجيش لأنّه يساند المقاومة عندما تحتاج في معركتها ضد الإرهاب؟”، وأشار إلى “أنّ التمديد لقهوجي سيَحصل في حال لم يتمّ التعيين في أوانه من أجل تمكين المؤسسة العسكرية من الاستمرار في مهماتها، وبعد انتخاب رئيس الجمهورية يمكن عندئذٍ ان يتمّ تعيين قائد جديد للجيش”.