IMLebanon

مفاوضات «شرسة» تنقذ اليونان من الإفلاس

GreeceEcon1
طوني رزق
عندما يعطي الالمان إشارات الى انّ الامور تتجه لإيجاد مخارج والتوصّل الى اتفاق بين اليونان ودائنيها، فإنّ الاسواق تميل للاقتناع. وهذا ما أدّى الى ارتفاع حاد في اسعار الاسهم اليونانية، ما لبثَ أن انتقلَ الى البورصات الاوروبية الأخرى.

جاء الارتفاع الحاد للبورصة اليونانية أمس والذي بلغت نسبته 7,1 في المئة ليعكس ارتفاع احتمالات توصّل اليونان لاتفاق مع دائنيها بدلاً من إعلان الافلاس او الخروج من منطقة اليورو. وسوف يؤهّل هذا الاتفاق اليونان للحصول على مساعدات مالية ضرورية.

وجاء ذلك مع استمرار لعب اليونان بشراسة على طاولة المفاوضات. لكنّ الليونة المفاجئة التي بدأت المانيا بإظهارها عزّزت التفاؤل في الاسواق. وهذا ما اعتادت عليه اليونان في تخطّي الخطوط الحمر وتجاوز الاستحقاقات الخطيرة، مثل ان تتمكن من الحصول على بعض التنازلات من الفريق الآخر.

ويتوجّب من اليونان أن تدفع 1,8 مليار دولار اميركي الى صندوق النقد الدولي، الأمر الذي سوف يجعلها من دون سيولة نقدية، لكن يبدو انّ الامور تتجه الى لَملمة الاتحاد الاوروبي الشمل واحتضان اليونان وإنقاذ البورصة وتجنّب ايّ عدوى من وقوع اليونان بالافلاس للانتقال الى الدول الاوروبية الاخرى التي تعاني مشاكل مالية معقدة. وكانت الاسواق تنازلت من مجرد استمرار المفاوضات أمس، اذ إنّ توقّف هذه المفاوضات كان سوف يعني الاعلان الحقيقي لإفلاس اليونان.

امّا بعد الملف اليوناني الذي سرق الاضواء والاهتمامات لفترة طويلة، فتعود الانظار للتركيز على اتجاهات اسعار الفائدة الاميركية على رغم توصية صندوق النقد الدولي بعدم رفع هذه الفائدة قبل النصف الاول من العام 2016. وما زال الغموض يلفّ الاتجاهات العمومية في الاسواق العالمية على مستوى اسعار النفط واسعار المعادن الثمينة واسعار الصرف، خصوصاً اسعار الاسهم.

وعلى رغم مراهنة الكثيرين على رفع اسعار الفائدة لتحديد اتجاهات اسعار الصرف وخصوصاً منها الدولار واليورو، يتخوّف الكثيرون من اعادة تصحيح حادة لأسعار الاسهم وخصوصاً الاميركية منها، في حين أنّ البعض ما زال يراهن على تراجع كبير لأسعار الذهب في وقت يبقى إصرار منظمة اوبك بقيادة المملكة العربية السعودية على تعزيز حصّتها في الاسواق العالمية في مواجهة كثافة المنافسة من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يُبقي اسعار النفط تتقلّب بين الـ 50 دولاراً والـ 70.

إتجاهات الاسواق المالية

تمّ تداول 301846 سهماً بقيمة 3,01 مليون دولار في بورصة بيروت أمس من خلال 28 عملية بيع وشراء تناولت 7 اسهم مختلفة ارتفع منها سعر 4 اسهم وتراجع سهم واحد واستقرّت 4 اسهم اخرى. فقد ارتفعت اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,25 في المئة الى 11,59 دولاراً وزادت اسهم الفئة (ب) 1,12 في المئة الى 11,64 دولاراً مع تبادل 123654 سهماً من الفئة الاولى.

وتراجعت اسهم بنك عودة الفئة العادية 0,65 في المئة الى 6,11 دولار، وارتفعت اسهم بنك بيبلوس العادية 0,62 في المئة الى 1,61 دولار كما ارتفعت اسهم بنك بلوم فئة GDR بنسبة 0,50 في المئة الى 10 دولار.

وتحوّل الدولار الاميركي مجدداً للارتفاع أمس مع تزايد احتمالات رفع اسعار الفائدة الاميركية وسط سلة من البيانات الاقتصادية الداعمة، فتراجع اليورو بنسبة 0,57 في المئة الى 1,1294 دولار، وزاد الدولار بنسبة 0,82 في المئة الى 123,65 يناً وهبط الاسترليني بنسبة 0,36 في المئة الى 1,5473 دولار، وكان اللافت امس تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 2,6 في المئة الى ادنى مستوى له في خمس سنوات بعد تخفيض اسعار الفائدة مع ترك الابواب مفتوحة على تخفيضات اضافية.

وفي اسواق النفط العالمية تراجعت الاسعار بقوة أمس مع تخفيض البنك الدولي توقعات النمو الاقتصادي العالمي وبالتوازي مع رفع منظمة أوبك حجم انتاجها الى اعلى مستوى منذ آب العام 2014، فانخفض سعر النفط الاميركي في نيويورك 1,45 في المئة الى 60,54 دولاراً للبرميل، وتراجع سعر برميل نفط برنت الخام بنسبة 1,29 في المئة الى 64,85 دولاراً للبرميل.

ومع عودة الدولار للارتفاع تراجعَ الذهب امس بنسبة 0,66 في المئة الى 1178,80 دولاراً للأونصة وانخفض سعر الفضة بنسبة 0,75 في المئة الى 15,84 دولاراً للأونصة كما انخفض سعر النحاس 2 في المئة الى 2,6923 دولار.

في اسواق الاسهم فتح مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت في نيويورك مرتفعاً 1,33 في المئة الى 18000,40 نقطة بدعم من تحسّن الارقام الاقتصادية.

ومع تزايد الآمال بالتوصّل الى اتفاق بين اليونان ودائنيها ارتفعت البورصات الاوروبية وفي مقدمتها اليونانية التي زادت 7 في المئة كما زادت بورصة فرانكفورت 0,73 في المئة وبورصة لندن 0,26 في المئة وبورصة باريس 0,52 في المئة، ودعمت الارقام الصينية أسواق الاسهم الآسيوية فزادت بورصة طوكيو 1,68 في المئة الى 20383 نقطة وبورصة شانغهاي 0,32 في المئة وبورصة هونغ كونغ 0,83 في المئة.