أشار مدير “مكتب القلمون الإعلامي” ثائر القلموني لصحيفة ”الشرق الأوسط” إلى أن الاشتباكات تركزت يوم الجمعة بين عناصر حزب الله ومقاتلي “جبهة النصرة” في جرود عرسال، نافيا أن تكون المواجهات قد وصلت إلى جرود الجراجير السورية.
وكشف القلموني عن عودة “التعاون” بين “داعش” و”جبهة النصرة” لصد تقدم حزب الله والجيش السوري بعد نحو شهر على مواجهات محتدمة بين التنظيمين المعارضين أدّت لمقتل العشرات منهما.
وكان “جيش الفتح”، الذي يضم معظم الفصائل المقاتلة في القلمون وفي طليعتها “جبهة النصرة”، قد أصدر منتصف شهر أيار الماضي بيانًا سمّاه “البيان رقم 1” أعلن فيه الحرب على تنظيم داعش في المنطقة، متهمًا إياه بـ”الخيانة وتكفير المسلمين وهدر دمائهم”. ويبدو أن مسعى تحقيق المصالحة بين “داعش” و”النصرة” أدّى غرضه فظهر تنسيق بينهما لمواجهة حزب الله، خاصة أن “داعش” شنّ مطلع الأسبوع الحالي سلسلة هجمات على مواقع للحزب داخل الأراضي اللبنانية.
ومع تسارع المستجدات الميدانية على السلسلة الشرقية، يلف الغموض مصير العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى التنظيمين المذكورين، ففي حين تروّج مصادر لبنانية لمعلومات عن نقلهم إلى داخل بلدة عرسال بعد احتدام المواجهات في الجرود، تنفي “جبهة النصرة” نفيًا قاطعًا ما يجري تداوله مؤكدة أنّهم كما زعيم الجبهة في القلمون “أبو مالك التلي” – الذي زعمت وسائل إعلام حزب الله أنّه انتقل أيضا إلى داخل بلدة عرسال – لا يزالون في الجرود اللبنانية و”لن يتركوها إلا جثثا”.
وفي هذا السياق، أشار القلموني إلى أكثر من عامل يمنع عناصر “النصرة” من الانتقال إلى داخل عرسال: “فالجيش اللبناني يحكم سيطرته على كل مداخل عرسال ويستطيع كشف كل المعابر ما يجعل من الصعب جدا الدخول إليها، كما أن البلدة بالنسبة لقيادات الجبهة تُعتبر غير آمنة باعتبار أن عناصر الجيش اللبناني قادرون على مداهمة أي منزل في عرسال في أي وقت يريدونه، ما يشكّل خطرا على هذه القيادات”.
بالمقابل، لا يزال مصير العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى تنظيم داعش مجهولا تماما، ففيما تتحدث بعض المعلومات غير المؤكدة عن نقلهم إلى الرقة، تشير معلومات أخرى إلى أن التنظيم يحتجزهم في مناطق لا تزال تحت سيطرته في القلمون وبالتحديد في قارة السورية.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية لـصحيفة “المستقبل” أن “حزب الله فقد في ساعة مبكرة من صباح الجمعة في سوريا ثلاثة من مقاتليه على الأقل كانوا قد لقوا مصرعهم في اشتباكات مع المعارضة السورية وهم محمد علي جابر وعلي محمد متيرك وعباس عاطف قميحة وهو من بلدة كفرصير.
صحيفة “الأخبار” ذكرت أن اشتباكات عنيفة تدور بين حزب الله والإرهابيين في جرود عرسال. وكان رجال الحزب والجيش السوري واصلا تقدمهما أمس في جرود الجراجير، وسيطروا على شعبة الطمسة وشعبة وادي الأحمر وقرنة وادي الأحمر، كما سيطروا بالنار على رأس الكوش وبداية وادي القادومي وسط حالات فرار بين المسلحين.
من جهة أخرى، أحبط حرس الحدود السوري فجر أمس محاولة تسلّل لمجموعة مسلّحة من وادي خالد إلى ريف بلدة تلكلخ في ريف حمص الغربي، عبر معبر الزعلان قرب بلدة العريضة. وقالت وسائل الإعلام السورية إن «اشتباكاً مع المجموعة المسلحة داخل الأراضي السورية، أسفر عن سقوط معظم أفراد المجموعة الإرهابية بين قتيل ومصاب، وفرار البعض باتجاه الأراضي اللبنانية»، وأن من بين القتلى اللبناني خالد محمد عويشي والسوري رضوان محمد الأحمد.
في المقابل، أكد رئيس بلدية وادي خالد فادي الأسعد في بيان أن «عناصر الجيش السوري عمدوا الى إطلاق النار على العويشي ابن منطقة وادي خالد وابن خاله فادي الأحمد السوري الجنسية مما تسبب بمقتلهما». ونفى الأسعد وجود تسلّل، مؤكّداً أن «الاثنين مزارعان يعملان بالبيوت البلاستيكية في قرية العريضة السورية المتاخمة للحدود اللبنانية عند الجسر الغربي، وإطلاق النار عليهما حصل داخل الأراضي اللبنانية».
مصادر أمنية لبنانية وسورية أكّدت لـ”الأخبار” أن حركة تسلل عناصر إرهابية تختبئ في وادي خالد إلى الداخل السوري وبالعكس نشطت أخيراً بعد ركود استمر منذ سقوط قلعة الحصن بيد الجيش السوري.
وربطت مصادر أمنية أخرى عودة تسلل الإرهابيين إلى انعكاسات المعارك في جبال القلمون، لا سيّما مع إرهابيي “داعش”.