IMLebanon

نصائح أوروبية للعبادي بالاستعداد لسقوط الأسد

bashar-assad-out

 

كتبت صحيفة “المستقبل”: دفع تراجع قوات بشار الأسد والضربات الموجعة التي تلقتها قواته والميليشيات التي تقاتل معها على أكثر من جبهة ما يهدد بقاءه في السلطة، نظام دمشق الى الاستعانة بحكومة حيدر العبادي لفتح خطوط اتصال مع واشنطن من أجل تنسيق المواقف تحت ذريعة محاربة تنظيم “داعش” الذي يسيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.

وتلقت حكومة بغداد نصائح من أطراف سياسية رفيعة بضرورة التزام الحياد بما يتعلق بالشأن السوري والتهيؤ لما ستحمله الأيام المقبلة من تحولات جذرية في المشهد السوري، خصوصاً بعد أن باتت كفة الميزان تميل الى المعارضة السورية ضد نظام الأسد وهو ما سيجعل أي تنسيق عراقي ـ سوري مشترك بمثابة طوق نجاة لنظام يوشك على الانهيار.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة عن عزم وفدين عسكري وسياسي يمثلان النظام السوري زيارة بغداد للتباحث بشأن التنسيق السياسي والعسكري لدعم الأسد .

وذكرت المصادر في تصريح لصحيفة “المستقبل” أنّ “السفير السوري في بغداد سطام جدعان الدندح، أجرى خلال الفترة الأخيرة محادثات مع بعض الأطراف الرسمية والحزبية العراقية لتنسيق المواقف بين دمشق وبغداد للاستفادة من الدعم الإيراني المقدم للبلدين”، مشيرة الى أنّ “السفير السوري طرح خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين مسألة توفير الدعم اللوجستي وتسهيل نقل المتطوعين العراقيين من عناصر الميليشيات الشيعية الى سوريا عبر مطاري دمشق وبيروت ضمن أفواج السياحة الدينية”.

ولفتت المصادر الى أن “إعلان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الجمعة عن قرب عقد اجتماع مع الحكومة العراقية لبحث التنسيق بين البلدين في الحرب على تنظيم “داعش” يمثل خلاصة الاتصالات التي أجريت خلال الفترة المنصرمة من أجل إسناد نظام الأسد في مواجهة المعارضة السورية، والاستعانة بالميليشيات الشيعية التي أرسلت فعلاً فصائل منها لحماية النظام والانتشار حول مراكزه المهمة”، مشيرةً الى أنّ “وفدًا عسكريًا وآخر سياسيًا سيزور بغداد خلال الأيام المقبلة لبحث خطط جديدة للتنسيق على المستوى السياسي وتوفير الدعم العسكري للنظام السوري الذي يواجه تحديات كبيرة، إضافة الى طلب الوساطة من بغداد لمفاتحة واشنطن من أجل التنسيق معها لمواجهة المتشددين، وهو ما ترفضه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حتى الآن”.

وكشفت المصادر أنّ “هناك استعدادات وتحضيرات تجري لزيارة قد يقوم بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم أو نائبه فيصل المقداد الى بغداد خلال الفترة القريبة المقبلة من أجل مناقشة طرق دعم النظام السوري سواء سياسياً أو اقتصادياً، والإسراع في الإمدادات العسكرية لمواجهة الانهيارات التي تشهدها جبهات النظام في أكثر من منطقة”.

وأوضحت المصادر أن “شخصيات غربية نافذة في دوائر صنع القرار نصحت حكومة العبادي بعدم الانخراط بشكل واسع في دعم نظام الأسد الذي يواجه خطر الانهيار”، مؤكدةً أن “النصائح الموجهة الى حكومة العبادي تنصب على ضرورة أن يتهيأ العراقيون نفسياً لتسارع الأحداث في دمشق لا سيما أن الأخبار التي ستصل قريباً قد تكون مزعجة وتؤكد في الوقت نفسه أن عليهم أن يفهموا أن الدعم الإيراني له حدود وأن نظام بشار أصبح عبئاً ثقيلاً جداً والموازين مالت ضد الاستراتيجية الإيرانية السابقة”.

وأكدت المصادر أن “نصائح الأطراف العراقية أو الغربية ركزت على أن سقوط نظام الأسد سيُدخل المنطقة في مرحلة جديدة من التأزم والانفجار، وعلى العراق أن يبتعد قدر الإمكان عن الانحياز الى الأسد ويتقبل التغيير المرتقب إن أصبح حتمياً ولا يتورط أكثر في الشأن السوري”.

وكان نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد أعلن الجمعة عن قرب عقد اجتماع مع الحكومة العراقية لبحث التنسيق بين البلدين في الحرب على تنظيم “داعش”.

في غضون ذلك، تثير استراتيجية واشنطن الجديدة في العراق من خلال إرسال دفعات جديدة من الجنود الأميركيين لمحافظة الأنبار لمواجهة تنظيم “داعش”، مخاوف أطراف شيعية فاعلة في المشهد العراقي ترى في الموقف الأميركي خطوة لحماية “الإقليم السني” الذي تؤيد انشاءه أطراف سنية سياسية مهمة.

وقال مصدر سياسي مطلع إنّ “أغلب الفاعليات السياسية الشيعية ترى أن استراتيجية أميركا الجديدة في العراق تنصب على رسم الأقاليم وفق خارطة جديدة للشرق الأوسط”، مشيراً الى أنّ “تغيير استراتيجية واشنطن تجاه العراق أخذت منحى جديداً بعد قرار إرسال مئات الجنود الأميركيين إلى محافظة الأنبار”.

وأضاف المصدر أنّ “الأطراف السياسية الشيعية ترى أنّ القرار الأميركي يحمل معه الكثير من الغموض. فهناك رأي لدى بعض الأطراف الموالية لإيران بأن وجود القوات الأميركية في العراق يأتي لحماية الإقليم السني المرتقب إنشاؤه”، مؤكداً أن “الرؤية لدى الأطراف الشيعية الحاكمة وبعض الفصائل المسلحة الموالية لإيران تفيد أن الولايات المتحدة وبعد تشكيل التحالف الدولي تمكنت من إيقاف زحف “داعش” باتجاه إقليم كردستان لكنها غضت الطرف على تمدد التنظيم في الأنبار وصلاح الدين”، لافتاً إلى أن “واشنطن تدعم استقلال كردستان باستخدام “داعش” ذريعة لتسليح وتدريب ودعم القوات الكردية”.

وكان الرئيس الأميركي أمر أخيراً بإرسال 450 جندياً أميركياً إضافياً إلى العراق لتقديم المساعدة وتدريب القوات العراقية التي تسعى الى استعادة أراضٍ سيطر عليها “داعش”.

ولم تشأ القيادة العسكرية العراقية جعل الذكرى السنوية الأولى لسقوط الموصل بيد تنظيم “داعش” تمر مرور الكرام، بل اختارت إطلاق عمليات عسكرية وإن كانت رمزية للتمهيد لاستعادة المدينة من قبضة المتشددين الذين يواجهون حملات عسكرية في أكثر من محور.

وأعلن قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري عن تحشيد القطاعات العسكرية في منطقة بيجي من أجل البدء بتنفيذ عملية تحرير الموصل من سيطرة مسلحي تنظيم “داعش”.

وقال الجبوري في تصريح صحافي إن “القطاعات العسكرية من الفرقة 16 والفرقة 15 من الجيش العراقي وقوات من الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية بدأت بالتحشد العسكري في منطقة بيجي بمحافظة صلاح الدين (شمال بغداد)”، مضيفاً أن “تمركز القطاعات العسكرية في تلك المنطقة ومناطق أخرى يأتي ضمن الخطة العملية والمدروسة لتحرير الموصل”.

وأكد قائد عمليات نينوى أن “العملية بدأت مع ازدياد الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على معاقل وتجمعات مسلحي داعش”، مشيراً الى أن “القوات المكلفة تحرير الموصل جهزت بأحدث الأسلحة بعد أن أنهت تدريباتها العسكرية لعمليات الاقتحام والهجوم”، مؤكداً أنه في انتظار إعلان ساعة الصفر من قبل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي. وفي صلاح الدين (شمال بغداد)، أعلن مصدر أمني مقتل وإصابة 28 من مسلحي ميليشيا الحشد الشعبي بانفجار سيارتين مفخختين في بيجي. وقال المصدر إن “سيارة مفخخة انفجرت في قرية قلق بمنطقة الفتحة (شرق بيجي) ما أدى لمقتل 6 عناصر من الحشد الشعبي وإصابة 16 آخرين”، مشيراً الى أن “الثاني كان بانفجار سيارة مفخخة مركونة في منطقة الصينية (غرب بيجي) أدى الى مقتل اثنين من مسلحي الحشد الشعبي وإصابة أربعة آخرين بجروح”.