حاوره رولان خاطر
لا فرق في الجوهر بين “فاطيما” و”فاطمة” إلا باللفظ. فالغرب يلفظها فاطيما، بينما هنا تُلفظ فاطمة. وتعود حقيقة تسمية هذه القرية إلى قصة حبّ كبيرة جمعت الأمير الحاكم في البرتغال بفتاة مسلمة، كان اسمها فاطمة، التي تعمّدت لاحقاً، وأصبحت مسيحية، لكنها توفيت بعد سنتين. ومن شدة حبّه لها اطلق اسمها على القرية هناك في البرتغال، وأصبح اسم القرية “فاطيما”.
الأب الياس رحّال، المسؤول الأول في الحركة الكهنوتية المريمية في لبنان وكاهن رعية سيدة البشارة – طرابلس، تحدث لموقع IMLebanon، عن سرّ مجيء شخص العذراء فاطيما إلى لبنان، مشيراً إلى أن الحركة المريمية هي كانت وراء استقدام شخص العذراء، وتكريس لبنان لقلب مريم الطاهر.
وقال: “مجيء شخص “العذراء فاطيما” إلى لبنان هو عربون محبة العذراء لهذا البلد، الذي تكرّس في قلبها الطاهر في حزيران 2013، ويتجدد التكريس في كل سنة، واليوم يعاد تجديد التكريس للعذراء لكي نبقى في لبنان كنيسة وشعباً ومؤسسات نعلن طلب حمايتها ونسلمها مفتاح لبنان لتحميه من كل المخاطر التي تسببها الخطيئة والثورة ضد الله من قبل كل قوى الشرّ المسيّرة من الشيطان في العالم.
وأضاف: “إن تكريس الذات للعذراء مريم هو تسليم هذه الذات كلياً بمصيرها وحياتها للعذراء، التي تبدأ باستئصال كل الشرور من كل شخص ومن كل اطياف البلد ومؤسساته، وهذا ما لاحظناه بعد اول تكريس، عندما بدأت البؤر الأمنية تزول واحدة تلو الأخرى، ومن ثم عملية وضع اليد على الغذاء المسمّم، والفساد المالي، والأهم تنظيف الكنيسة من الداخل لكي تتجدد وتتطهر من كل ما لا يليق بيسوع المسيح، لكي تكون الكنيسة اليوم فعلا مجددة على مثال الكنيسة الأولى”.
وأشار إلى أن مجيء العذراء فاطيما تأكيد للنبوءة الموجودة منذ آلاف السنين في الكتاب المقدس في سفر الأناشيد، والتي تقول: “تعالي معي أيتها العروس من لبنان، تعالي فتتكلّلي”، وهذا يعني أنه من لبنان ستنطلق الكنيسة المجدّدة ولن يكون فيها أي هرطقات أو ظلمة، ويشع نورها في العالم، وهذا يعني أيضاً ان العذراء مريم ستبدأ انتصارها على الشيطان وقوى الشرّ انطلاقاً من كنيسة لبنان، وهذا سر كبير جداً، واليوم بدأ معظم الناس يفهمون عمق سرّ هذه النبوءة، وكيفية وصول لبنان إلى التكرس لقلبها الطاهر، بعد تكرس البرتغال لها في العام 1917، بعدما عمد الشيطان إلى إقامة جدار مسلّح ومنع كل البلدان من التكرّس لقلب مريم الطاهر من خلال الضغوط التي مارسها على الشعوب وأبعدها عن الكنيسة وعن الله، وجعل الكنيسة يغزوها روح العالم، وتبتعد عن طلب مريم العذراء الذي أعلنته في “فاطيما” عام 1917، عندما أعلنت ان “الله يريد إقامة التكرس لقلبي الطاهر في العالم كلّه، إنه خشبة الخلاص الأخيرة لهذه البشرية الذاهبة إلى الهلاك”.
واكد ان مريم العذراء هي قائدة المعركة ضد الشرّ، هي حواء الجديدة، المرأة الملتحفة بالشمس، والتي ستسحق رأس الشيطان، لأن قلبها الطاهر سينتصر كما قالت في “فاطيما”.
الأب رحّال، رأى ان اللبنانيين، وخصوصاً من هم داخل الكنيسة، لم يعوا سابقاً أهمية تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، ومع وصول البطريرك بشارة الراعي إلى سدّة البطريركية، وترؤسه لمجمع البطاركة والأساقفة الكاثوليك في الشرق، تفهم هذا الموضوع، وأوصل لبنان إلى ان يتكرّس في قلب مريم الطاهر، وبالتالي بات لبنان في عهدة العذراء مريم.
وأوضح أن زيارات شخص العذراء فاطيما على المناطق والمحافظات، تؤكد ان لبنان أعلن تعلقه وولاءه للعذراء كقائدة للمسيرة التي سينتصر فيها الثالوث الأقدس، وظهورات العذراء هي لردّ الناس إلى الله.