نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة ”المستقبل” أنه يصرّ على عودة الحكومة إلى الاجتماع والإنتاج، مشدداً في هذا المجال على وجوب إعطاء المجال للاتصالات والمشاورات الجارية “لكن على ألا يطول الأمر كثيراً لحسم الموضوع”.
ولفت الزوار إلى أنّ بري يؤكد عزمه على “تغطية ميثاقية الحكومة من جانب المكوّن الشيعي في سبيل تمكينها من العودة إلى دائرة العمل والانتاجية”، كما يبدي إصراراً على فتح دورة استثنائية في المجلس النيابي لبتّ قضايا تشريعية مُلحّة لم تعد تحتمل التأجيل، علماً أنّ ذلك يحتاج إلى وجود حكومة فاعلة وغير مكبّلة لمواكبة العمل التشريعي.
إلى ذلك، أعلن السفير السعودي علي عواض عسيري في حديث لصحيفة ”الجمهورية” انّ المملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على استقرار لبنان، ودولة الرئيس نبيه بري من الشخصيات السياسية الوطنية التي يعوّل على حكمتها وبُعد نظرها، خصوصاً في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها المنطقة. وانّ المواقف التي يُبديها دولته الداعمة لاستقرار لبنان واستمرار الحكومة في أدائها في خدمة اللبنانيين والحفاظ على الامن والاستقرار تدلّ على هذا البعد والحكمة اللذين يتميّز بهما دولة الرئيس بري.
وعن الازمة الحكومية الناشئة؟ أجاب: “إننا ننظر اليها على أنها شأن لبناني داخلي، ونعوّل على حكمة القيادات اللبنانية التي تحرص على استمرار الحكومة في عملها وعلى استقرار البلاد، ونأمل في ان يكون ما حصل سحابة صيف تلتحم بعدها كل القيادات السياسية لدعم سير الحكومة برئاسة الاستاذ تمام سلام الذي يبذل جهوداً مضنية ويتعاطى بصبر وحكمة مع كل المستجدات، وهو دائماً يعبّر عن حرصه الشديد على مصلحة لبنان واللبنانيين ساهراً على الوحدة في ما بينهم إزاء محاولات إثارة الفتنة، وهو معروف بصبره وحكمته اللذين مارسهما ويمارسهما منذ تشكيل الحكومة وحتى اليوم”.
من جهته، نبّه عضو كتلة “المستقبل” النائب غازي يوسف من مخاطر الشلل الحكومي والنيابي على البلد، وتوقّع لصحيفة ”الجمهورية” أن تكون هناك دعوة لانعقاد مجلس الوزراء الاسبوع الطالع بمَن حضر، “وسيكون هناك جدول اعمال يستكمل الجدول الماضي وسيُضاف اليه ملف تلزيم الخلوي الذي وزّع أخيراً على الوزراء”. ورأى انّ الملفات المطروحة والقرارات التي ستصدر لا تتطلّب الثلثين، ويمكن لمجلس الوزراء السير بها.
وعمّا اذا كان هناك خوف من تكرار سيناريو انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة كما جرى عام 2006 ولم يتمّ الاعتراف بالقرارات التي صدرت عنها، قال يوسف: “يومها اعتبر الرئيس بري أنّ هذه الحكومة غير ميثاقية، لكنه اليوم يصنّف هذه الحكومة على انها كانت حكومة عرجاء ولكن ميثاقية وتستوفي كل الشروط. وإذا اعتمدنا على ما يقول الرئيس بري فهذا يعني انّ القرارات “بتِمشي”. وأعربَ يوسف عن اعتقاده أنه “سيتمّ تفعيل الحكومة هذا الاسبوع على أمل تفعيل السلطة التشريعية، نظراً الى الاستحقاقات العديدة المعطّلة”.
بدوره، نفى وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب وجود أي إمكانية لتراجع “التيار الوطني الحر” عن موقفه المعلن حيال ملف التعيينات والمشاركة في أعمال مجلس الوزراء “كأنّ شيئاً لم يكن”، وقال في حديث لصحيفة ”المستقبل”: “لن نتراجع مهما كانت الضغوط”.
وكشف بوصعب عن وقائع لقائه سلام في السرايا الحكومية، قائلاً: “أكدتُ له أننا لسنا ضد صلاحياتك ونتفهم موقفك كرئيس لمجلس الوزراء، ومستعدون لحضور أي جلسة للمجلس تدعو إليها غير أنّ موقفنا واضح وسنبقى ملتزمين آلية العمل الحكومي التي سبق واتفقنا عليها في غياب رئيس الجمهورية لناحية ضرورة اتفاق كل مكونات الحكومة على أي قرار رئيسي يُتخذ على طاولة مجلس الوزراء”، وأضاف بوصعب موضحاً موقف “التيار الوطني الحر”: “سوف نشارك في أي جلسة يدعو إليها الرئيس سلام وسنطالب بمناقشة ملف التعيينات العسكرية بنداً أولاً دون سواه، فإذا اتفقنا كان به وإلا فإننا سنرفض الانتقال إلى بند آخر.
أما إذا أصرّ باقي أعضاء المجلس على مناقشة بنود أخرى فنحن المكونات الأربعة الرافضة لذلك سنعارض اتخاذ الحكومة أي قرار متعلق بأي بند آخر وسنسجل اعتراضنا خطياً ورسمياً رفضاً لطرح وإقرار أي مسألة غير مسألة التعيينات.. وهكذا دوليك في كل الجلسات اللاحقة”.
من جهته، اعلن وزير العمل سجعان قزي في حديث لصحيفة ”اللواء” أن الاتصالات الجارية لمعالجة الوضع الحكومي ما تزال تدور في مكانها بالنسبة لموقف العماد ميشال عون من موضوع تعيين قائد الجيش، ولكن ما يمكن أن يحصل هو ليونة بالنسبة إلى انعقاد مجلس الوزراء، وهذا ما يراهن عليه الرئيس تمام سلام ويعوّل على اتصالاته، والوساطات التي يقوم بها بعض القادة من أجل فتح ثغرة سياسية تؤدي الي معاودة اجتماعات مجلس الوزراء قريباً، لكن حتى الآن لم توجه دعوة للاجتماع، ولا تمّ توزيع جدول أعمال، علماً أن جدول الجلسة السابقة لا يزال صالحاً في حال انعقد، وهو أمر لا توجد في شأنه مؤشرات حتى الآن.
أضاف: أعتقد أن مصير الحكومة يجب ألا يكون رهن مزاجية هذا الفريق أو ذاك، ونأمل أن يتخذ الرئيس سلام القرار المناسب، لأن الخضوع للابتزاز يُسيء إلى مصلحة البلاد.