جليل الهاشم
في عتمة الاوضاع التي يعيشها لبنان، أضاءت جبيل مرة جديدة شمعة في نفق الظلام، واصبحت متنفساً سياحياً لمحبي الحياة. فوزير السياحة ميشال فرعون ورئيس بلدية جبيل زياد الحواط افتتحا بالامس الموسم الصيفي بالاعلان رسمياً عن اختيار مدينة جبيل عاصمة للسياحة العربية للعام 2016 من قبل المنظمة العربية للسياحة، واطلاق النشاطات المتزامنة مع مهرجان النبيذ بيبلوس بالأبيض والزهري. كما جال فرعون «سائحاً» في المنطقة الأثرية في مدينة طرابلس، واعداً بوضع خطة لتفعيل الحركة السياحية في العاصمة الثانية.
واستحقت جبيل اللقب عن جدارة بهمة مجلسها البلدي ورئيسه وفريق العمل الذي يدأب على تطوير البنية السياحية في المدينة، لترقى الى مصاف المدن الجاذبة للسياح عالميا ومحليا. ومنها أعلن فرعون انطلاقة الموسم السياحي، آملاً ان «يكون هذا الصيف مميزاً وان تكون المرجعيات السياحية على مستوى هذه الامال، خصوصا ان النصف الاول من العام الحالي شهد نموا بنسبة 30 في المئة وتوقع ان تصل هذه النسبة الى 35 في المئة خلال العام الحالي، خصوصاً ان المناطق ستشهد حركة استثنائية من خلال المهرجانات التي ستقام والمقدرة بأكثر من 100 حفل فني، علماً ان لبنان يشهد كل يوم حفلات مميزة، بالامس كانت ساحة النجمة تستقبل فرقة كركلا في الذكرى العاشرة لاغتيال سمير قصير، وبالامس ايضاً اقيم احتفال للمصمم العالمي ايلي صعب في الزيتونة – باي وغداً سنشهد احتفالات كثيرة ومتنوعة ومتميزة بفضل هذا المجتمع الذي يصر على الفرح والحياة«.
بداية، عقد فرعون مؤتمراً صحافياً مع حواط في المركز الثقافي البلدي، بحضور رئيسة مهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس، نائب وأعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات، مخاتير المدينة، وفعاليات اجتماعية واقتصادية وجمعيات أهلية ومدعوين.
وألقى الحواط كلمة أكد فيها «أهمية هذا الحدث الذي يعكس الصورة الحضارية للبنان، مشيراً الى ان «جبيل المتواضعة بمساحتها هي كبيرة بأهلها وغنية بثقافتها وتاريخها وموقعها». أضاف «ليس من الغريب أن تتصدر جبيل السياحة العربية رغم كل المشكلات التي تجتاح لبنان والوطن العربي ككل، وان كان هناك من يسأل كيف يمكن لمدينة صغيرة بمساحة جبيل وإمكاناتها المتواضعة أن تتزعم السياحة العربية، فالجواب هو تصميم وارادة ورؤية وتخطيط من الوزير ومن البلدية ومن فريق عمل واظب على تحضير ملف كامل متكامل عن كافة العوامل ونقاط القوة والجذب التي تتغنى بها مدينة جبيل، بدءا ًمن العوامل البيئية والثقافية والرياضية والاقتصادية، إضافة الى كيفية تعامل المواطن الجبيلي مع النهضة التي حصلت في المدينة، وأتانا الجواب من الوزير بفوز لبنان وجبيل بهذا اللقب«.
وهنأ «الجبيليين باللقب»، منوهاً بـ«تضامنهم ومحبتهم وإيمانهم بقضية اسمها جبيل، ووعدهم بتمثيل جبيل لهم أفضل تمثيل»، معتبراً ان «هذا الوعد قطعناه على أنفسنا وعلى اللبنانيين والجبيليين والوزير والدولة اللبنانية، بأن تكون جبيل عام 2016 في مهرجان دائم، على أن يتم إطلاق فعاليات العام المقبل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير نعقده في خريف هذا العام».
بدوره، هنأ فرعون الجبيليين بالفوز بمرتبة عاصمة السياحية العربية للعام 2016، معتبراً اياه «محطة استثنائية ومهمة لنهضة القطاع السياحي في ظل النشاطات التي قمنا بها منذ وصولنا الى وزارة السياحة في شباط 2014 انطلاقاً من مشروع لبنان الحياة مروراً بمشروع السياحة الريفية، وطريق الفينيقيين الذي أصبح بعهدة المنظمة العالمية للسياحة، الى الروزنامات السياحية لعدد من المناطق، الى برنامج الاغتراب لحض اللبنانيين المغتربين للمجيء الى لبنان ولو لمرة واحدة سنويا«. أضاف «قررنا ترشيح جبيل كعاصمة سياحية عربية بعد ان انجزنا كل هذه المشاريع اضافة الى البنية التحتية السياحية الموجودة وجمال الطبيعة وطيبة الانسان وروح الضيافة كلها اجتمعت لكي تفوز جبيل، ونحن نقول لها مبروك رغم الايام الصعبة التي نمر بها حيث كنا نأمل ان نلبس الثياب البيضاء لانتخابنا رئيساً للجمهورية ولكن كما يتبين فان المجتمع المدني يقوم بحركة استثنائية ومتميزة تمكنه من خرق الليالي السود باتجاه انوار نأمل ان تضاء من خلال هذه المشاريع«.
تابع «مبروك لجبيل لاختيارها العاصمة السياحية العربية، ولكن المهمة لم تنته عند هذا الحد بل المهمة بدأت حيث سنحضر برنامجاً سنعلنه في تشرين الاول المقبل لمدينة جبيل وقضائها، خطة سياحية انمائية تكون جبيل قاطرة القطاع السياحي في لبنان«.
بعد ذلك توجه فرعون والحواط الى المرفأ الأثري للمدينة، حيث قصا شريط إفتتاح فعاليات مهرجان النبيذ بيبلوس بالأبيض والزهري، وشربا نخب نجاحات وتألق جبيل، في حضور الوزير السابق سليم وردة، سفير بلجيكا أليكس ليناريتس، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، رئيسة مهرجانات بيبلوس الدولية لطيفة اللقيس، رئيس اتحاد صانعي النبيذ ظافر شاوي وحشد من المهتمين والمدعوين. يذكر أن مهرجان النبيذ في الأبيض والزهري يستمر لغاية 13 حزيران الحالي.
في طرابلس
ومن العاصمة الثانية، أكد فرعون، أنَّ «ثمة امكانية ورغبة اكيدة لتطوير طرابلس والافادة من كل الجهود التي تبذل بالتعاون مع وزارة الثقافة او المؤسسات غير الحكومية التي تبدي استعداداً للدعم في مجال السياحة في كل المناطق، ومن خلال خطة دعم السياحة الريفية وهي في الواقع من أهم الفرص المتاحة».
وزار فرعون قلعة المدينة الاثرية، في طرابلس يرافقه وفد من الوزارة، وجال معه رئيسة مجلس ادارة المنطقة الاقتصادية الحرة ريا الحسن ونقيب موظفي المصارف في الشمال مهى المقدم ونقيب اطباء الاسنان السابق واثق المقدم.
بداية، رحب المهندس فادي عبيد بالوزير فرعون شاكراً له تجاوبه وتخصيصه هذا النهار «لطرابلس والقيام بجولة فيها كسائح«.
والقى فرعون كلمة قال فيها: «لقد توافقنا ان نقوم بهذه الزيارة الى طرابلس كسائح عادي لا كوزير للسياحة لنتفقد كل المعالم السياحية الموجودة في هذه المدينة العظيمة الاستثنائية المميزة ولها تاريخ مميز فينيقي صليبي بيزنطي عثماني، وانما يعتبر كل ذلك في الاساس تاريخاً كبيراً لطرابلس ونحن في هذه الايام نرى فيها دينامية جديدة ونهضة كبيرة على الصعيد الحضاري، كما في كل لبنان وقد اطلقنا من جهتنا موضوع السياحة الريفية واعتبرنا ان هناك امكانية لابراز السياحة في كل المناطق».
اضاف «نحن من هنا نؤكد طبعاً على ضرورة زيارة طرابلس وتفقد معالمها وقد عانت في السابق من بعض السياسات التي اطلقت الحرائق لتبادلها امنياً وسياسياً«. وتابع «انها مدينة جميلة زاخرة بالحياة وسطاً وساحلاً وغداً سنكون عند شاطئها، بدعوة من وزير الشؤون الاجتماعية وايضا سنتفقد اليوم اعمال اعادة تأهيل خان العسكر التي توليه وزارة السياحة اهتماماً كبيراً«، وقال: «من خلال هذه الزيارة سنعمد الى اعادة دراسة كل المعطيات، فبعد عشرين عاماً من الشكوك حول امكانية الحديث في السياحة في طرابلس نأتي اليوم بعزم وبعزيمة المجتمع المدني المحلي واعضاء المجلس البلدي وكل المسؤولين السياسيين«.