IMLebanon

السفير: مبادرات “الناصري” تصطدم بالاصطفافات الحزبية

saida-lebanon

لم تخرج جميع الطروحات السياسية التي أعلنت واللقاءات التي عقدت في مدينة صيدا، عن إطار “النيات الحسنة وتبادل الافكار”، بحيث لم تصل الى مستوى “المبادرة السياسية” الجامعة التي تؤدي إلى حماية صيدا من أية اهتزازات أمنية، على خلفية ما يحصل في الجوار.

وفي هذا الإطار، أشارت مصادر متابعة لصحيفة “السفير” إلى أن كل “طيف سياسي” في المدينة ما زال متمترساً خلف جدران “إطاره الحزبي”، من دون المبادرة باتجاه أي طرف سياسي آخر مختلف معه، خصوصاً في ظل وجود تعقيدات سياسية وأمنية ومذهبية وطائفية في صيدا ومنطقتها، بالإضافة إلى تعقيدات الأوضاع الفلسطينية في مخيم عين الحلوة.

وتلفت المصادر إلى أن الخرق الوحيد لجمود العلاقات والاتصالات التي تشوب المكوّنات السياسية في صيدا يتمثل في اللقاءات التي تعقد في فترات زمنية متباعدة بين “التنظيم الشعبي الناصري” و “الجماعة الاسلامية”، ولا يخرج عادة عن إطار المجاملات السياسية العامة.

وتؤكد المصادر أن التجارب أثبتت أن كل طرف سياسي في صيدا ليس بوارد مغادرة “إطاره السياسي والحزبي”، برغم إدراك الجميع خطورة الاوضاع المحيطة والتحذيرات التي تصل الى قيادات المدينة بضرورة تدارك احتمالات أي هزة ارتدادية لما يجري في سوريا والقلمون وجرود عرسال، والخوف من تحريك المجموعات الإسلامية السلفية المتشدّدة المنتشرة في عين الحلوة.

وأوضحت المصادر أن “هذه المخاوف طرحت مؤخراً خلال نقاشات داخلية ضمن اللجنة المركزية لـ “التنظيم الشعبي الناصري” وجرى توزيعها كوثيقة داخلية صادرة عن “التنظيم”، وتتحدث هذه الوثيقة عن المخاوف من انفجار الأوضاع الأمنية في عين الحلوة، وفي أكثر من اتجاه، وخلق إرباكات عدة للجيش اللبناني وتوريطه في معركة جانبية مع القوى السلفية المتشددة، وفي الوقت نفسه إرباك المقاومة في الجنوب.

وأضافت المصادر أنه بـ “الرغم من كل هذه المخاطر والتحذيرات، فإن الأطراف السياسية في صيدا ما زالت قاصرة ومقصّرة في ولوج باب أي مبادرة سياسية تضع في سلم أولوياتها حماية واستقرار صيدا وإبعادها عن كرة النار الملتهبة حولنا”.

ويشير المصدر إلى أنه في الوقت الذي لم يجفّ فيه حبر بيان اللقاء بين “الناصري” و “الجماعة”، عقدت قيادتا تيار “المستقبل” و “الجماعة” اجتماعاً موسعاً، ظهر وكأنه رد مباشر على لقاء “الناصري” و “الجماعة”.

بالمقابل، حذّر مصدر فلسطيني مسؤول في “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في منطقة صيدا من “مخطط مشبوه لتدمير عين الحلوة”. ودعا إلى “تعزيز القوة الأمنية ميدانياً، بشكل جدّي، لكونها الضمان لاستقرار مخيمنا والجوار ولتجنيب المخيم كل السيناريوهات والمؤامرات”.