Site icon IMLebanon

التونسي سبب مجزرة جبل السماق.. وجنبلاط منزعج جداً

druze

أعربت مراجع سياسية ودينية في طائفة الموحدين الدروز في لبنان عن خوفها من ارتدادات مجزرة قلب اللوزة، إحدى القرى الدرزية الـ14 بريف إدلب التي ارتكبها عناصر في “جبهة النصرة”، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً من سكانها وطعن عشرات منهم بالسكاكين، بطريقة تذكر بما يقوم به تنظيم “داعش” في العراق وسورية، وخصوصاً في حق الأيزيديين وغيرهم.

وعبرت عن آسفها بشأن انحدار بعض فصائل المعارضة السورية إلى إساءة معاملة الأقليات بطريقة لا يقرها الدين الإسلامي الحنيف، وفرض شروط مهينة عليها تتعارض مع معتقدات هذه الأقليات المعتمدة منذ مئات السنين.

واعتبرت أن هذه الممارسات ليس لها سوى تفسير واحد، مفاده أن هذه المعارضة غير جاهزة لحكم بلد متعدد الطوائف والمذاهب مثل سورية بعد سقوط النظام الحاكم، متسائلة عن الدافع لارتكاب مجزرة جماعية في حق أهال آمنين فتحوا أبوابهم “للنصرة” عند بداية الثورة?”.

وكشفت صحيفة “السياسة” الكويتية، أن رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، نصح منذ بداية الثورة إلى ضرورة التنسيق مع المعارضة السورية، مشيرة إلى أنه في العام 2013 نجحت المساعي التي قام بها مع عدد من المسؤولين في الدول الإقليمية الداعمة للمعارضة السورية، في منح دروز ريف إدلب الأمان مقابل بعض مرونة يبدونها تجاه الواقع الجديد، كإشهار إسلامهم من دون أي “تقية”، وتحييد أنفسهم عن تأييد نظام الأسد.

وذكرت المعلومات أن أحد الأسباب التي أدت إلى تغيير الوضع وحصول المجزرة هو تبديل قادة “النصرة” وتكليف أحد التونسيين إدارة ريف إدلب، وتحديداً جبل السماق، وهو غريب عن عادات الأقليات السورية وتقاليدها، مضيفة أنه “أخذ يتصرف وكأنه الحاكم الذي لا يرد له أمر إلى أن حصل ما حصل”.

ومما لا شك فيه أن خبر المجزرة كان له وقع الصاعقة على دروز لبنان، قيادات سياسية ودينية وأفراداً، مع وجود آلاف العمال السوريين والنازحين من مؤيدي “النصرة” في الجبل الذين لا يسمح “الحزب التقدمي الاشتراكي” بأي اعتداء عليهم، إضافة لتقديم الإغاثة لهم في أكثر من مناسبة.

ويضاف إلى ذلك توجيه جنبلاط أكثر من نداء لدروز سورية من أجل فتح صفحة جديدة مع المعارضة السورية وعدم الانجرار وراء نزوات نظام بشار الأسد لأخذهم دروعاً بشرية لحماية نظامه، واستجابة قطاعات كبيرة منهم لهذه النداءات ووضعهم حداً لبعض التجاوزات التي حصلت على تخوم محافظتي السويداء ودرعا والقنيطرة، إلا أن السقوط المفاجئ لمعاقل النظام على الجبهة الجنوبية، جعل المعارضة السورية وجهاً لوجه مع أهالي السويداء.

وفي هذا السياق، قالت مصادر النائب جنبلاط لـ”السياسة”، أنه منزعج جداً مما حصل، ويقوم “بكل الاتصالات لدفن الفتنة في مهدها”، مشيرة إلى أنه أعطى أوامر مشددة لحماية النازحين السوريين، خشية تنفيذ “الطابور الخامس” ما يخطط له الأسد وإسرائيل على السواء، من مؤامرة تستهدف الدروز وكل أقليات المنطقة.

وفي انتظار تجاوب المسؤولين في “جبهة النصرة”، مع نداءات القيادات الدرزية العاقلة، وفي مقدمها جنبلاط والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الذي اجتمع، بشكلٍ طارئ، بدعوة من شيخ العقل نعيم حسن، تبقى الأمور مفتوحة على الاحتمالات كافة.