داخل اروقة وزارة الاتصالات، ينكب الجميع على وضع اللمسات الاخيرة على “خطة الاتصالات 2020″، التي يُنتظر ان يكشف عنها الوزير بطرس حرب في الاول من تموز المقبل، خلال حفل حاشد يُقام في السرايا برعاية رئيس الحكومة تمام سلام وحضوره مع عدد من الوزراء، بمشاركة رؤساء البعثات الديبلوماسية العاملة في لبنان والعاملين في مجال الإتصالات.
الاجتماعات متواصلة في الوزارة بإشراف مباشر من حرب الذي يتابع الإعداد مع فريق عمل يضم مديرين ومستشارين ومهندسين وفنيين ومتخصصين لهذه الخطة والتأكد من كل تفاصيلها الفنية والتقنية. وهذا الأمر من شأنه تحقيق نقلة نوعية مميزة في علاقة لبنان بعالم الإتصالات انطلاقاً من توفير المزيد من الخدمات الجديدة والممتازة للمستخدمين، أفراداً ومؤسسات، وتحسين ما يتم تقديمه حاليا على مستوى الكلفة والنوعية. علما أن لبنان كان الدولة الاولى في الشرق التي دخلها الهاتف الخليوي عام 1994، ولحقها مباشرة دخول الانترنت اليه، ليكون أيضا الدولة الاولى في المنطقة التي أصبحت تتمتع بهذه الخدمة. ويشكل اليوم قطاع الاتصالات ثاني أبرز مداخيل الدولة، مع إيرادات تقدر سنويا بأكثر من مليار دولار في وقت قارب عدد المشتركين في خدمات هذا القطاع الـ4,5 ملايين مشترك.
أما “استراتيجية الإتصالات للبنان 2020” التي يُنتظر الاعلان عنها، فمن المنتظر ان تصل كلفتها الى حوالى 700 مليون دولار على مدى 5 سنوات، بشراكة مع القطاع الخاص وتحديدا مع الشركات التي تعنى بالاتصالات والتكنولوجيا، وفق ما كشفته مصادر متابعة للملف لـ”النهار”، وتهدف الى تطوير قطاع الإتصالات في كل المناطق اللبنانية،تدريجاً، خلال فترة إنجاز الخطة، عبر الانتقال من إستخدام الكابلات النحاسية الى الألياف الضوئية، اي الـ”فيبر أوبتيك”، ما يساهم حتما في تحسين كل انواع الاتصالات وجودتها ونوعيتها، من الانترنت الى الهواتف الخليوية وغيرها، بالاضافة الى تعميم خدمة 4G، أي الجيل الرابع في كل لبنان. وبحسب الخطة التي سيعلن عنها الوزير حرب مطلع الشهر المقبل، لن يقتصر تحسين خدمة الانترنت والاتصالات على السنترالات في المناطق وإنما الاستعانة بتقنية الـ”فيبر أوبتيك”، للوصول الى جميع المنازل مباشرة، أي ما يُعرف بالـ End User. علماً أن الألياف الضوئية تفوق بجودتها وفاعليتها الكابلات النحاسية التي يعتمد عليها حاليا قطاع الاتصالات في لبنان، حيال السرعة وحجم التحمّل.
ومن الأهداف الاساسية لهذه الخطة التي تمتد على 4 سنوات، رفع مستوى الخدمات التي تقدمها وزارة الاتصالات للمواطنين، اضافة الى إعادة لبنان الى مرتبته الاولى في المنطقة في إستقطاب المستثمرين عموما والعاملين في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا خصوصا، عبر توفير الخدمات المطلوبة للمستثمر الخارجي وحتى المحلي، عبر أحدث الطرق والوسائل التكنولوجية وتوفير الإتصالات اللازمة بطريقة مستمرة وسريعة ومستدامة.
وتحضيرا لهذه الخطة والاعلان عنها، إنقسم فريق العمل داخل وزارة الاتصالات الى فئتين، الأولى تعنى مباشرة بوضع “خطة الاتصالات 2020” التي سيتم تطبيقها على مراحل خلال 5 سنوات. وفي هذا السياق، أشارت اوساط الوزارة الى ان حرب أخذ بالملاحظات والافكار التي تقدم بها عدد من المهندسين اللبنانيين العاملين في قطاع الإتصالات في دول الانتشار، لتحسين وتطوير الخطة، ومنها ما إقترحه هؤلاء على الوزير خلال مشاركته في مؤتمر برشلونة الدولي حول الاتصالات، ومشاركته في مؤتمر GITEX الذي عقد في دبي، وسلسلة الاجتماعات التي شارك فيها في وزارة الاتصالات في بيروت. أما الفئة الثانية، فتنكبّ على التحضيرات والاستعدادات لإطلاق هذه الخطة مطلع تموز المقبل، خلال حفل، تؤكد أوساط متابعة انه سيتضمن عروضاً بصرية وسمعية ضخمة تسلط الضوء على أهمية مواكبة التطور الحاصل عالمياً على صعيد تكنولوجيا الاتصالات.
وفي سياق متصل، تشير أوساط الوزارة الى ان المرحلة المقبلة، أي ما بعد الاعلان عن الخطة ومباشرة تنفيذها مطلع تموز المقبل، سيتم التركيز على إطلاق قطاع إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة في الشمال، في قضاء البترون تحديدا والتي وافق مجلس الوزراء مبدئيا على اقتراح القانون الرامي الى انشائها في جلسته يوم 23 نيسان، وذلك لإنشاء نوع من Silicon valley الاميركية بهدف إستقطاب الإستثمارات المحلية والعالمية الخاصة بقطاع المعلوماتية والتكنولوجيا والاتصالات اضافة الى كل ما يتعلق بإقتصاد المعرفة، ضمن منطقة ذات خصوصية من الناحيتين الضريبية والادراية.