Site icon IMLebanon

القبس: هل يعيش الساسة في لبنان على سطح المريخ؟

nabih-beri and michel aoun

عادة يحكي عن صيف حار. الأوساط السياسية والدبلوماسية تتحدث الآن عن صيف حار جداً!

أكثر من تحذير وصل إلى مراجع سياسية وأمنية، احتاطوا من تداعيات الحرائق والتطورات السورية، ومن الطبيعي ان يسمع أحدهم من سفير غربي مثل هذا السؤال: هل يعيش الساسة في لبنان على سطح المريخ؟

التفاصيل اليومية تشير الى أنهم على سطح كواكب اخرى غير كوكب الأرض. بوضوح يشعر اللبنانيون بأن الهزات الارتدادية للحدث السوري يزداد حدة، وثمة كلام أن هذا الزلزال لن يتوقف عند الحدود السورية، اذا كانت لا تزال هناك من حدود.

ما من دبلوماسي اجنبي او عربي الا ويستغرب الشكل الذي تأخذه اليوميات السياسية في لبنان، صراع من أجل قيادة الجيش وصراع من أجل رئاسة الجمهورية، وتهديد بالتعطيل والمقاطعة، وحتى بالنزول الى الشوارع، فيما الكل يتحدث عن تطورات سورية، أو اقليمية، يمكن ان تهدد الخارطة اللبنانية، وبعدما تجاوزت الصراعات كل الخطوط الحمراء.

لا بد ان تلك الاوساط لا تستبعد حصول تطورات ميدانية مع انعكاساتها السياسية، قبل توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، وان كان مقربون من مرجع كبير يقولون لـصحيفة “القبس” الكويتية ونقلاً عن المرجع: “ان الستاتيكو اللبناني يدار بخطوط غليظة”.

هذا لا يعني ان المرجع لا يتخوف من “المفاجآت”، وهي الكلمة التي تتردد الآن على لسان كل مسؤول أمني أو سياسي. وعليه مهما ارغى وازبد العماد ميشال عون فإن العماد جان قهوجي سيظل في مكانه قائدا للجيش، ودون ان يذهب الى منزله لا في سبتمبر ولا في اكتوبر المقبل.

الآن مرحلة “لا تحركوا ساكناً”. بالتالي على اللبنانيين ألا يلعبوا بالنار عبر تعطيل العملية السياسية بكاملها، من الشغور الرئاسي وحتى شل الحكومة مروراً باقفال المجلس النيابي.

مصدر وزاري قال لـ”القبس” ان “يداً واحدة لا تصفق”، فالمشهد الاقليمي شديد التشابك، ودون ان تكون هناك خطوة في الملف اللبناني الى الامام الا بتراجع هذا التشابك او بفك الاشتباك.

وما ظهر في الساعات الاخيرة ان عون ليس مستعداً للتراجع نصف خطوة، او ربع خطوة الى الوراء، على الآخرين ان يتراجعوا والا لا رئيس للجمهورية ولا مجلس للنواب ولا مجلس للوزراء، وان كان هناك من يرى تجاهل هذا الموقف واعتماد آلية في مجلس الوزراء تأخذ بالاكثرية لا بالاجماع، باعتبار ان مقاطعة او اعتراض 4 وزراء مسيحيين، من اصل 12 وزيراً، او مقاطعة وزيرين شيعيين من اصل 5 لا تؤثر في الميثاقية بين الطوائف.

اما التيار الوطني الحر الذي يرأسه عون، فيرى ان مجلس الوزراء الحالي هو مجلس وزراء استثنائي بفراغ موقع رئيس الجمهورية، اذ ان الصلاحيات الرئاسية انتقلت اليه وكالة، وهذا يعني كل الوزراء دون زيادة او نقصان.

وفي حين لا تزال الاتصالات تتوالى لمعالجة مسألة الشلل الحكومي التي ستبحث غدا في جلسة الحوار بين تيار المستقبل و”حزب الله”، رأى وزير التنمية الادارية نبيل دو فريج ان موضوع الحكومة بالنسبة الى الحزب “خط احمر، وهو لا يريد التفريط بها”.

ولفت الرئس السابق ميشال سليمان الى “ان مسيرة التعطيل مستمرة، فهل يريدون ايضاً تعطيل المؤسسة العسكرية، وهل المقصود الانتقال الى حكم عسكري؟”.

واعتبر “ان الاجماع في قرارات مجلس الوزراء نحن معه، ولكن في اطار التفاهم لا المقاطعة، وانا واثق من ان الرئيس سلام سيلجأ الى المعالجة الحكيمة التي عودنا عليها، ولا يجوز الرضوخ لمقولة التعطيل”.