ذكّر منسق قطاع الطاقة في تيار «المستقبل« محمد عكاوي الى بأن «حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في العام 2010، أقرت بالإجماع خطة للكهرباء على أساس ان تؤمن التغذية 24/ 24 بنهاية العام 2014«. وقال: «نحن الآن في العام 2015 ولا يزال التقنين قائماً بل زاد ولم يقلّ«، عازياً ذلك الى «الفساد المستشري في القطاع، والسياسة والعراقيل».
كلام عكاوي جاء في محاضرة ألقاها خلال ندوة نظمتها منسقية تيار «المستقبل« في صيدا والجنوب حول «حقيقة وضع الكهرباء في لبنان»، في مقر التيار في عمارة المقاصد صيدا، بحضور منسق عام «المستقبل« في الجنوب الدكتور ناصر حمود وأعضاء مكتب المنسقية ومختلف قطاعات ومكاتب ولجان التيار في صيدا والجنوب، وحشد من الشخصيات والمهتمين.
بعد النشيد الوطني، كلمة ترحيب لمسؤول التثقيف في منسقية الجنوب الدكتور محمد حشيشو، رحب فيها بعكاوي، عارضاً لمسيرته المهنية والأكاديمية.
ولفت الى أنه في «الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري أراد عكاوي أن يهدي محبي الرئيس الشهيد كتاباً وثق من خلاله أوضاع القطاع والمراحل التي شهدها من تأهيل وتجهيز وتطوير لتبيان الأسباب التي حالت دون تنفيذ الخطة ونجاحها«، مشيراً الى عدد من الوقائع التي عايشها مع الرئيس الشهيد.
عكاوي
ثم تحدث عكاوي مستحضراً المراحل التي مر بها قطاع الكهرباء في لبنان، وقال: «عندما أتى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وألف أول حكومة كان وضع الكهرباء مهترئ جداً فبدأ بخطة سريعة لتأهيل قطاع الكهرباء ووضع حوالى 600 ميغاوات في غضون ستة أشهر، وفي العام 96 أصبحت التغذية بالكهرباء 24 على 24 وخصوصاً في بيروت«. وأضاف: «بعد خطط التأهيل السريعة، انتقل الرئيس الشهيد الى وضع خطته الكاملة للكهرباء والتي كان يُفترض أن تمتد من العام 1996 الى 2015، ولكن كما تعلمون بدأت عرقلة تنفيذ الخطة في العام 99 وكلنا نعرف لماذا؟«، مشيراً الى ان «خطة الرئيس رفيق الحريري كان تعتمد على إشراك القطاع الخاص في بناء معامل إنتاج لأنه يعرف أنه كان هناك فساداً مستشرياً في هذا القطاع«.
وقال عكاوي: «قانون إشراك القطاع الخاص كان يُفترض أن يُقر في المجلس النيابي في 1-1 -1998 وتأخر لأسباب سياسية فأقر في سنة 2002 ولكنه لم ينفذ«، لافتاً الى ان «خطة الرئيس رفيق الحريري كانت تقضي بوضع 3600 ميغاوات على الشبكة بنهاية العام 2015، منها حوالى 900 ميغاوات انتاج اضافي أو احتياط«.
وأضاف: «أتى الرئيس فؤاد السنيورة في العام 2005 لمتابعة مسيرة الرئيس الشهيد ووضع ايضاً خطة متكاملة ضم خلالها جميع مكونات خطة رفيق الحريري ليتم تنفيذها والخطة هذه باركها مؤتمر باريس 3 وأقرها القيمون على المؤتمر، ولكن كلنا يعرف انه في العام 2008 وفي حكومة الرئيس السنيورة الثانية أتى وزير الكهرباء الجديد حينها ليقول إنه لن يسير بخطة السنيورة ولم يمش بها وهكذا أجهضت هذه الخطة قبل أن تبصر النور«.
وتابع عكاوي: «نأتي الى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الشيخ سعد الحريري في العام 2010، حيث اقرت حكومة الوحدة الوطنية بالإجماع خطة للكهرباء على اساس ان تؤمن التغذية 24/ 24 بنهاية العام 2014. ونحن الآن في العام 2015 ولا يزال التقنين قائماً بل زاد ولم يقلّ، نتيجة عراقيل«.
وعرض عكاوي المراحل الزمنية لإنشاء معامل الانتاج وشبكات النقل ومحطات التحويل وخطة الرئيس الشهيد لقطاعي الانتاج والنقل والبعد التخطيطي المرتقب على المديين المتوسط والطويل، متوقفاً عند مكامن الهدر في قطاع الكهرباء وانعكاس ذلك سلباً على الاقتصاد اللبناني.
وخلص الى القول: «اذا سألوني لماذا لا يوجد كهرباء في لبنان؟، اقول بالدرجة الاولى: الفساد المستشري في القطاع، السياسة والعراقيل«.
وكانت مداخلة لمنسق المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، اكد فيها انه «آن الاوان لوضع حد لأزمة الكهرباء في لبنان ووقف الفساد المستشري في هذا القطاع الذي يعتبر حيوياً على المستوى الإنمائي والاقتصادي كما المعيشي لجميع اللبنانيين «.