IMLebanon

أسعار النفط ستصل إلى 80 دولارا قبل نهاية العام

OilPricesUp أسامة سليمان

قال مديرو شركات نفطية وباحثون ومحللون في مجال الطاقة “إن الطلب العالمي على النفط الخام ينتظره كثير من الآفاق الإيجابية خلال النصف الثاني من العام الجاري، حيث إن الطلب مرشح للصعود بقوة خلال تلك الفترة، ما سيدفع الأسعار نحو النمو وتحقيق المكاسب وتعويض التراجعات الحادة التي منيت بها على مدار العام الماضي”.

وأشاروا في استطلاع رأي أجرته “الاقتصادية” في فيينا إلى أن تسارع معدلات التنمية في الدول النامية سيكون المحرك الرئيس لزيادة الطلب خلال الشهور المقبلة إلى جانب بيانات اقتصادية قوية صادرة عن الأداء الاقتصادي في الدول الآسيوية كثيفة الاستهلاك للطاقة وفي مقدمتها الصين”.

ويقول أندرياس جيني مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات والأبحاث النفطية لـ “الاقتصادية” “إن الطلب على الطاقة خاصة النفط التقليدي سيتنامى بمعدلات أسرع في النصف الثاني من العام الجاري بفعل النمو السكاني وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية خاصة في الدول الآخذة في النمو والتي تكثف جهودها لعلاج مشكلة فقر الطاقة”، مشيرا إلى أنه لا يستبعد عودة الأسعار إلى 100 دولار للبرميل من جديد على الرغم من أن كثيرا من التحليلات يذهب إلى غير ذلك.

ويقول الدكتور برنارد ماير رئيس قسم الجيولوجيا في كلية العلوم جامعة كاليجاري في كندا لـ “الاقتصادية”، “إنه يتوقع عودة الأسعار إلى 80 دولارا للبرميل في النصف الثاني من العام الجاري بفعل تقلص متوقع في المعروض العالمي نتيجة الصعوبات التي يواجهها إنتاج النفط الصخري وبسبب ارتفاع تكلفة إنتاجه إلى جانب تقلص الاستثمارات النفطية نتيجة انخفاض الاسعار والسياسات الانكماشية لكثير من شركات النفط العالمية الكبرى”.

ويؤكد رالف فالتمان المحلل الاقتصادي في شركة إكسبرو للخدمات النفطية لـ “الاقتصادية” أن الطلب العالمي سيتسارع خلال النصف الثاني وسيدفع الأسعار إلى النمو إلى أكثر من 75 دولارا للبرميل نتيجة لاستمرار الهبوط الحاد في المخزونات النفطية الأمريكية التي تعكس التحسن المستمر في مستوى الطلب مع تسارع توقف الحفارات النفطية وتراجع إنتاج النفط الصخري.

ويشير ماركوس كروج كبير محللي شركة إيه كنترول لأبحاث النفط والغاز لـ “الاقتصادية” إلى أن الأسعار في نهاية العام الجاري قد تراوح بين 75 و85 دولارا للبرميل، موضحا أن وصول الإنتاج السعودي إلى مستويات قياسية في مايو الماضي وهو 10.3 مليون برميل يوميا هو مؤشر قوي على نمو الطلب العالمي المرشح لمزيد من التنامي في النصف الثاني من العام الجاري.

ويقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس مبادرة الطاقة الأوروبية لـ “الاقتصادية”، “إن مستويات الطلب مرشحة للارتفاع المتواصل خلال الشهور المقبلة، حيث إن انخفاض أسعار النفط في الفترة السابقة شجع على زيادة الاستهلاك ويجيء ذلك بالتزامن مع تحسن المؤشرات الاقتصادية في عديد من دول العالم خاصة دول الاستهلاك وتراجع حالات الانكماش الاقتصادي والركود”، مشيرا إلى أن أسعار النفط ستتجاوز 90 دولارا بنهاية العام الجاري.

ويؤكد بيش أرجيال المحلل في مؤسسة “ست” السويسرية للطاقة لـ “الاقتصادية” أن حالة تخمة المعروض ستتراجع على نحو واسع خلال الشهور المقبلة بينما سينشط الطلب وتتسارع معدلات نموه، مشيرا إلى أن دولا خارج “أوبك” قادت الطفرة في المعروض خلال الفترة الماضية وأن تقلص المعروض أيضا سيتركز في هذه الدول وأن الأسعار ربما تراوح بين 70 و75 دولارا للبرميل خلال الربع الثالث.

ويقول أوسكار أنديسنر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية لـ “الاقتصادية”، “إن قوة العملة الأمريكية تنعكس سلبا على أسعار النفط كما أن استمرار التوترات في الشرق الأوسط يثير المخاوف على مستقبل الإمدادات ويعرقل مسيرة تعافي الأسعار، إلا أن توقعات نمو الطلب شديدة الإيجابية وإذا طغت على العوامل السلبية فربما تقود إلى تحسنات واسعة لمستويات الأسعار في الفترة المقبلة”.

ويؤكد سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي لـ “الاقتصادية” أن تنامي الطلب العالمي على النفط سيدفع إلى انتعاش الاستثمارات من جديد بشرط أن تعمل هذه الاستثمارات على الوصول إلى أقل تكلفة ممكنة للإنتاج حتى تستطيع التوازن والمنافسة في السوق، مشيرا إلى أن تجاوز 70 دولارا للبرميل بات قريبا وهو السعر المتوسط المناسب لأغلب المنتجين ويمكن أن ينعش الاستثمارات نسبيا.

ويقول مارتين جورجييف المحلل في شركة “ألباك” البلغارية للطاقة لـ “الاقتصادية”، “إن الفترة الحالية تشهد حالة من نمو الطلب الموسمي في الاقتصاديات المتقدمة ولكن الطلب عموما مرشح للتنامي”، مشيرا إلى توقعات “أوبك” بنمو الطلب إلى 110 ملايين برميل يوميا بدلا من 90 مليون برميل يوميا حاليا بحلول عام 2040 إضافة إلى الحاجة إلى مضاعفة الاستثمارات لتلبية هذا النمو فى الطلب العالمي، موضحا أن الأسعار ستواصل الارتفاع مدفوعة في الأساس بتقلص إنتاج النفط الصخري، وأن الاسعار ستتجاوز 85 دولارا للبرميل خلال أشهر.

وأكد ألكس فولر مدير تنمية الأعمال في مبادرة الطاقة الأوروبية لـ “الاقتصادية” أن هناك نموا ملحوظا في اقتصاديات كل من الصين والهند وهما من أكبر دول الاستهلاك، ومن المتوقع أن يقودا إلى طفرة في الطلب العالمي مع عديد من الاقتصاديات الناشئة والصاعدة، موضحا أن زيادة إنتاج “أوبك” وتسجيلها صادرات قياسية يؤكد أن معظم الطلب العالمي سيركز على الشرق الأوسط من جديد بعد تراجع إنتاج أمريكا وكندا بفعل المنافسة وصعوبة المواءمة الاقتصادية وأن الأسعار مرشحة بحسب توقعات بعض المختصين لتجاوز 90 دولارا للبرميل بنهاية العام الجاري.

يذكر أن أسعار النفط بلغت في نهاية تداولات الأسبوع الماضي 64.48 دولار لبرميل خام برنت وقرابة 60 دولارا للخام الأمريكي.