أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه لا يحق لأحد حرمان البلاد من رئيس لها منذ ما يزيد عن السنة الامر الذي يتسبب بتعطيل السلطة التشريعية والحكومة ويوقف التعيينات في المؤسسات الأمنية. كما لا يحق لأحد رمي البلد والشعب في حال من الفوضى، ولا يحق لأصحاب النفوذ التصرف بالوطن ومصيره ومؤسساته بحسب اهوائهم ومصالحهم الصغيرة.
وقال لنواب الأمة اللبنانية والكتل السياسية: “إن الله يبحث عنكم انتم أيضا بحكم النظام الطبيعي لكي نتعاون معكم من اجل حسن الحكم بالعدل وإحلال السلام وتأمين خير المواطنين، وهم الذين منحكوكم ثقتهم، خصوصا ان الشعب هو مصدر السلطات”.
الراعي، وخلال احتفاله في الذبيحة الالهية في حريصا لمناسبة وصول شخص العذراء فاطيما، شدّد على ضرورة تكريس ذواتنا ووطنا لبنان وبلدان الشرق الأوسط لمريم العذراء ولقلبها الطاهر، مشيرا إلى أن هذا التكريس يتخذ ابعادا جديدة، من عيد قلب يسوع الأقدس، ومن حضور شخص العذراء فاطيما إلى لبنان، ومن سنة الرحمة الإلهية التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس.
ودعا جميع الناس إلى التوبة والمصالحة مع السيّد المسيح لأن لا خلاص للبشرية من دون اللجوء إلى رحمة الله اللا متناهية. واليوم نكرّس أرضنا المشرقية المقدسة التي تجلّى عليها سرُّ الله، وهي مسيحية في الأساس وقبل ظهور الاسلام، وأرسيت عليها ثقافة مسيحية.
وأضاف: “نكرّس ارضنا المشرقية المقدسة لكي تندمج الثقافتان المسيحية والاسلامية في مواجهة جميع التحديات المفتعلة في المنطقة وعلى ارضنا”.
وقال: “نستنكر ونأسف للتقاتل الهدّام بين الأخوة من أبناء الدين الواحد وآلمنا الاعتداء على الموحدين الدروز في قرية قلب لوزة في ريف إدلب، إننا نعزي عائلاتهم، وشيخ العقل، ونعلن عن تضامننا معهم وقربنا الروحي منهم، وندعو أن تتم تسوية هذه الكارثة الكبيرة بكثير من الحكمة والروية تجنباً لما هو أسوأ”.