استقبل رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، اليوم في مقر الغرفة، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي الاوروبي هنري مالوس يرافقة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني روجيه نسناس، وفي حضور عدد كبير من الهيئات الاقتصادية اللبنانية.
وفي هذه المناسبة، عقد لقاء موسع ضم مالوس والهيئات الاقتصادية اللبنانية تم خلال البحث في سبل التعاون. وأطلع مالوس الحضور على دور المجلس الاوروبي في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الاتحاد الاوروبي.
شقير
وقال شقير: “نحن سعداء لاستقبالنا اليوم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي هنري مالوس، جنبا إلى جنب مع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني الصديق روجيه نسناس، وهو عضو سابق في الهيئات الاقتصادية وعضو في مجلس إدارة الغرفة لدينا”.
اضاف: “نحن بحاجة إلى المثابرة التي جعلت المجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني لا يزال ناشطا وموجودا على الساحة الدولية، وهي التي كانت وراء زيارة الرئيس مالوس لنا اليوم”.
ولفت شقير الى ان “الهيئات الاقتصادية هي واحدة من المكونات الرئيسية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، ولهذا السبب ندعم رئيسه، ونحن نأسف لتأخير الحكومة في تعيين أعضاء الجمعية العمومية للمجلس، لتمكينه من لعب دوره كاملا، الذي البلد بأمس الحاجة اليه”.
وقال: “هذا الدور أصبح يشكل حاجة متزايدة في ظل الاوضاع التي تعيشها البلاد والتي تتدهور اقتصاديا وكذلك اجتماعيا، ولا سيما لجهة اقتراح مشاريع في هذا الاطار، يتفق عليها من قبل اصحاب الشأن وتكون قابلة للتنفيذ. وفي هذا الاطار يعتبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي المنصة الطبيعية لهذه المناقشة”.
وأكد “ان لبنان هو بلد الفرص، ونحن لا نريد أن يصبح بلد الفرص المفقودة”. وقال: “مؤسساتنا موجودة بفعالية في الخليج، والدولة تعمل بنشاط على استخراج النفط والغاز، وشركات البناء لدينا تستعد لعملية إعادة إعمار سوريا التي نأمل ان نكون قريبين منها، لوضع حد للمعاناة والدمار”.
وأعلن ان “لبنان بشكل خاص شديد الحساسية تجاه هذه المعاناة، خصوصا انه يستضيف 1.7 مليون لاجئ، أي ما يعادل 40 في المئة من سكانه، ويوفر لهم التعليم والمعونة الغذائية في ظل اللامبالاة الدولية”، ورغم هذه الصورة القاتمة، فاننا نستقبل يوميا الوفود الاقتصادية”.
وقال: “لم أر أبدا مثل هذه الحركة باتجاه لبنان. أنهم يعرفون أكثر منا عن إمكانات هذا البلد، ويطلبون منا شيئا واحدا فقط: احترام المؤسسات، واولها انتخاب رئيس للجمهورية”.
وتمنى شقير ان “يعلن قريبا ان المجلس الاقتصادي اللبناني استأنف نشاطه ليشارك بفعالية في ازدهار البلد في الحياة السياسية في لبنان”.
نسناس
من جهته، شكر نسناس شقير على هذا اللقاء “الذي جمع فيه جميع أصحاب القرار الاقتصادي والاصدقاء”.
واشار نسناس الى “ان المجلس الاقتصادي الاوروبي يقوم كل سنة بعقد قمة للمجالس الاقتصادية والاجتماعية الاورومتوسطية لتطوير عملها ودورها في خدمة الدول المنتشرة حول المتوسط، وهي فرصة ايضا لتقويم التقدم الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة وإضفاء الخبرة والدراية لدولها. كما ان المجلس الاوروبي واظب على مرافقتنا ودعمنا كي يتمكن المجلس اللبناني من البقاء”.
ولفت الى ان المجالس الاقتصادية والاجتماعية المتوسطية وضعت بدعم من المجلس الاوروبي مشروعا لانشاء مجلس اقتصادي واجتماعي متوسطي، وهذا ما سيزيد اللحمة والتعاون مع المجلس الاوروبي، مؤكدا ان المجلس اللبناني يلعب دورا ناشطا في هذا المشروع، لانه المجلس الاقدم في المنطقة”.
وقال نسناس: “من الطبيعي بعد اللقاءات الرسمية ان تكون اول زيارة لمالوس الى غرفة بيروت وجبل لبنان، مقر الهيئات الاقتصادية، لأنها “بيت الاقتصاد اللبناني” التي أخذت هذا البعد بفضل جهود رئيسها الشاب محمد شقير، كذلك لأن القطاع الخاص يشكل العمود الفقري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي”.
مالوس
أما مالوس، فشكر شقير على هذا اللقاء الهام مع المكون الاقتصادي الاساسي في لبنان، وقال: “أشعر اني في بيتي، وبين اصدقاء لي”، مبديا رغبته للتعاون مع القطاع الخاص اللبناني لتحقيق المصالح المشتركة.
وعبر عن مسؤولية الاتحاد الاوروبي تجاه اللاجئين السوريين، مشيرا في الوقت نفسه الى الاعباء الكبيرة التي يتحملها الاقتصاد اللبناني بقطاعيه العام والخاص. وقال: “رغم بلوغ عدد النازحين مليوني شخص، الا ان لبنان يقوم بواجباته، وهذا يدل على قدرة اللبناني وشجاعته، واصراره على المحافظة على بلده”.
وشدد مالوس على “دور المجتمع المدني في صياغة الاقتراحات والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية المجدية ولعب دور بارز في الوصول الى الديموقراطية”، مشيرا الى انه “في الاتحاد الاوروبي الكثير من القضايا تم حلها بناء على ضغط من المجتمع المدني”.
وأعلن دعم المجلس الاقتصادي والاجتماعي الاوروبي لنظيره اللبناني ورئيسه نسناس، مشددا على ضرورة اتخاذ كل الخطوات التي من شأنها تسريع عملية تعيين الهيئة العام للمجلس اللبناني كي يأخذ دوره كاملا في الحياة اللبنانية”.
واشار الى الجهد الذي يبذل في انشاء مجلس اقتصادي واجتماعي متوسطي، بمواكبة من المجلس اللبناني، “الذي نأمل ان يصل الى خواتيمه السعيدة”.
وأثنى مالوس على “قوة القطاع الخاص اللبناني وفعاليته، وقدرته على مجابهة التحديات، وهو أكد صلابة قوية لا مثيل لها في التغلب على الصعوبات الكبيرة، وما يزال يوفر آلاف فرص العمل للبنانيين”، مؤكدا ان “حيوية القطاع الخاص اللبناني ستشكل دافعا قويا ومحركا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي اللبناني، الذي بات من الضرورة اطلاق اعماله”.
بعد ذلك، دار حوار بين الحضور تمحور حول دور المجالس الاقتصادية والاجتماعية في تنمية الاقتصاد ورفاه المجتمع، فضلا عن تنمية علاقة لبنان التاريخية مع الاتحاد الاوروبي.
ثم قدم شقير درع اتحاد الغرف اللبنانية الى مالوس، وانتقل بعدها الجميع الى نادي الاعمال في الغرفة حيث اقام شقير غداء على شرف مالوس.