اشارت مصادر سياسية مواكبة للحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” الذي يستأنف مساء الاثنين برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممثلاً بمعاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل، لصحيفة “الحياة” الى أن “لا جدول محدداً للجلسة، لكن الشلل الذي يصيب الحكومة حالياً نتيجة تعطيل جلسات مجلس الوزراء سيفرض نفسه، خصوصاً ان أطراف الحوار كانوا أكدوا في أكثر من مناسبة ان لا مجال لاستقالتها وأن هناك ضرورة للتعاون من أجل تفعيلها وزيادة انتاجيتها”.
وأكدت المصادر السياسية لصحيفة “الحياة” أن “تعطيل جلسات مجلس الوزراء سيشغل حيزاً من النقاش اضافة الى البحث في التعيينات الأمنية والعسكرية التي كانت وراء قرار “تكتل التغيير والإصلاح” برئاسة النائب ميشال عون الانسحاب من أي جلسة ما لم تطرح فيها هذه التعيينات”.
ولفتت الى ان “أين يصرف الموقف من إجماع أطراف الحوار على التمسك بحكومة “المصلحة الوطنية” وعدم تعطيلها طالما ان “حزب الله” يتضامن مع حليفه عون، سواء في موقفه من هذه التعيينات، أم في خصوص اصراره على ان لا انتخابات رئاسية ما لم يضمن انتخاب “الجنرال” رئيساً للجمهورية”؟ كما سألت عن الجدوى من البحث في ملف رئاسة الجمهورية في ضوء الموقف الأخير لنائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي خيّر فيه اللبنانيين بين انتخاب عون أو الفراغ”.
واشارت المصادر الى ان “رئيس الحكومة تمام سلام أراد من خلال التريث في دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد ان يعطي مهلة للمشاركين في المشاورات لتذليل عقدة عون التي ما زالت تؤخر انعقاد الجلسة، لكنه ليس على استعداد لتمديد الفرصة إذا لم يلمس أن لدى “تكتل التغيير” نية بأن يعيد النظر في موقفه لمصلحة العودة الى حضور الجلسات على ان تطرح التعيينات العسكرية في مواعيدها”. مؤكدة ان “سلام ليس في وارد الإبقاء على تعطيل جلسات مجلس الوزراء الى ما لا نهاية”، لافتة الى أنه سيضرب في الوقت المناسب يده على الطاولة ويقول الأمر في تحديد جدول أعمال مجلس الوزراء من دون أن يعترض على حق الوزير في طرح ما يريد في الجلسة”.
واعتبرت ان “عون، بإصراره على ادراج التعيينات العسكرية على جدول أعمال مجلس الوزراء، يراهن على أن الرئيس سلام سيعيد النظر في موقفه باتجاه الموافقة على طلبه لكنه سيكتشف بدءاً من هذا الأسبوع ان رهانه ليس في محله. ان “تكتل التغيير” يعاني من الإزدواجية في مواقفه، وإلا كيف يفسر “حرد” وزرائه في الحكومة مع انه لا يحبذ اطاحتها وأي معنى لبقاء الحكومة طالما انه يريد تعطيلها ودفعها في اتجاه الشلل التام، بالمعنى الإنتاجي للكلمة”.